تحذير من مؤسسي فيس بوك: «توقفوا عن استخدام هذه القذارة»
أربعة عشر عامًا مضت على تأسيس «فيس بوك» كان كفيلة بأن يعلن مؤسسوه الأوائل الندم على مشاركتهم في تطوير مواقع التواصل الاجتماعي كما نعرفها الآن.
«يعلم الله وحده ما تفعله هذه المواقع بعقول أبنائنا».. كلمات تحمل الندم الشديد صدرت من «شون باركر» الرئيس الأول لشركة «فيس بوك» قبل شهر من الآن؛ وفقا لموقع «Gizmodo».
«لا أعلم هل كنت أعرف وقتها العواقب التي ستئول إليها الأمور.. أعني عواقب تأسيس شبكة للتواصل الاجتماعي، تصل إلى ما بين مليار إلى ملياري شخص حول العالم، وتؤثر حرفيا على علاقتهم بالمجتمع ومع بعضهم البعض».. هكذا كانت كلمات «شون» تشير للدور الخطير الذي تلعبه مواقع التواصل الاجتماعي في تشويه العلاقات بين البشر.
لم يكن «شون» وحده هو أحد مؤسسي «فيس بوك» الذي أبدى ندمه الشديد لتطوير هذا «الشيء»؛ ففي إحدى ندوة عُقدت بكلية إدارة الأعمال بجامعة «ستانفورد» الأمريكية، قال «كاماث باليهيبتيا» أحد مطوري «فيس بوك»: «أعتقد أننا خلقنا الأداة التي تمزق نسيج علاقاتنا الاجتماعية».
فلمدة 6 سنوات عمل فيها «كاماث» كنائب نائب رئيس الشركة السابقة للتطوير -من العام 2005 : 2011- كانت كفيلة بأن يؤكد هذه المخاوف التي أعلن عنها «شون».
فيس بوك يتحكم في عقلك
الأمر أخطر مما قد يتصور البعض؛ فبمجرد أن يبدي أحدهم «إعجابًا» أو يعلق على «منشور»، تعزز هذه العملية من إفراز هرمون «الدوبامين» في المخ، وهو الهرمون المسئول عن السعادة، مما يؤدي إلى تغيير الطريقة التي يتعامل بها المخ مع العلاقات الاجتماعية؛ فهو يطلب المزيد من «الإعجاب» و«التعليق» ليشعر بالسعادة والارتياح والتواصل مع العالم، بينما يغيب التواصل الحقيقي.
«لقد دمرنا الطريقة التي يتفاعل بها المجتمع؛ فلا نقاش أو تفاعل حقيقي بين الناس، فضلًا عن المعلومات المضللة التي يمتلئ بها «فيس بوك» وحالة التوجس وانعدام الثقة؛ كما يشرح «كاماث».
ومع ذلك لا يجد نائب رئيس الشركة السابق أي حل لهذه «الكارثة» التي تسبب فيها.. «الحل الوحيد هو أن يتوقف الناس عن استخدام مثل هذه المواقع» كما يقول.
مؤسسو فيس بوك لا يستخدمونه
«صانع السم لا يذوقه».. ربما هذا المثل ينطبق بشدة على «كاماث» الذي أعلن صراحة أنه توقف تماما عن استخدام «فيس بوك» ولم يعد يسمح لأطفاله بأن يستخدموه أيضا.. قائلا: «غير مسموح لهم بأن يستخدموا هذه القذارة!».
«أنتم لا تدركون خطورة الأمر.. عقولكم يتم التحكم بها وبرمجتها.. لكنكم من تمتلكون القرار الآن، وإلى أي مدى تريدون الاستقلال الفكري وألا يتلاعب في عقولكم وأحاسيسكم أي شيء.. لا تقل لنفسك أنك أكثر ذكاء وستستطيع التحكم في الأمر، فبذلك ستكون الأكثر عرضة للسقوط».. هكذا حذر «كاماث» طلابه بجامعة ستنافورد.