يا عروسة.. الخوف من الزواج أمر طبيعي والحل هنا
حياة جديدة في انتظارك، ولا تدرين إذا كنتِ ستتمكني من التأقلم معها أم لا، وربما تسيطر عليكِ حالة من القلق والتوتر كلما اقترب موعد زفافك، لكن لا داعي للقلق. إليك أبرز الأمور التي تخشاها الفتيات قبل الزواج، وكيف تتغلبين عليها.
القلق طبيعي ولا مرضي؟
حالة القلق والتوتر التي تنتاب الفتاة قبل الزفاف بعدة أشهر، تعتبر حالة طبيعية وليس مرضية، هذا ما تؤكده استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، زينب مهدي لـ«شبابيك».
وتضيف «مهدي» إنه يجب على الفتاة أن تحدد ما إذا كان القلق ناجم عن الخوف من ترك أسرتها وبدء حياة جديدة، أم نتيجة لعدم قدرتها على التأقلم مع خطيبها، أو لأنها لاحظت تصرفات خلال فترة الخطوبة لم تروق لها، أو لأن طريقة تعامله قاسية مثلا.
استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية تضيف أنه إذا تأكدت الفتاة أن السبب الثاني هو الذي يشعرها بالقلق، ففي هذه الحالة عليها إعادة التفكير مرة أخرى في إتمام الزواج، خاصة إذا وصل القلق لحالة مرضية، لأن قلق الفتاة من شريك حياتها لهذا الحد يعني فقدان الثقة فيه، وبالتالي تكون حياتها الزوجية غير مستقرة ومهددة بالانهيار.
هكذا تتغلبي على مخاوفك
مشاعر سلبية كثيرة تسيطر عليكِ مع اقتراب الزفاف، الأمر الذي يجعل فرحتك غير مكتملة، بل ربما يؤدي إلى توتر علاقتك مع خطيبك. تعرفي هنا على أبرز المخاوف التي تسيطر عليكِ وكيفية التخلص منها:
-
تحمل المسئولية
تحمل المسئولية كان السبب الرئيسي لحالة القلق التي سيطرت على وفاء عبده قبل زفافها. تحكي تجربتها: «قبل فرحي كنت خايفة من تحمل المسئولية، وكان عندي حالة رعب وخوف فظيعة من المستقبل لدرجة إني محستش بفرحي والخوف ده بوظ فرحتي بأحلى فترة في حياتي».
خبيرة العلوم السلوكية، الدكتورة إيمان الجمال، تقول إن الخوف من تحمل المسئولية قبل الزواج يعتبر أمرا طبيعيا، خاصة إذا كانت الفتاة غير معتادة على تحملها في أسرتها، مشيرة إلى أن الأمر لا يستدعي القلق لأن كل ما تحتاجينه هو إدارة وقتك فقط حتى تتمكني من القيام بجميع المهام المطلوبة منكِ.
كما أن إدارة الوقت تتطلب تحديد الأنشطة غير الهامة التي تسبب في إهدار الوقت دون فائدة والتخلي عنها أو تقليل مدتها، فمثلا إذا كنتِ معتادة على تصفح حسابك على «فيس بوك» لمدة ساعة يوميا يمكن تقليها لنصف ساعة فقط وهكذا، كما أن الجمع بين مهمتين في الوقت نفسه يساعد على استغلال الوقت بشكل أفضل، كأن تُجري المكالمات الهاتفية الهامة أثناء إعدادك للطعام مثلا.
-
التأقلم مع أهل الزوج
ترك عائلتها والعيش مع عائلة زوجها كان أكثر مشكلة تؤرق أسماء فؤاد قبل زفافها، إلا أنها تمكنت من التأقلم بسهولة بعد ذلك، تقول: «أنا متجوزة بقالي 5 شهور، وقبل فرحي بدأت أخاف من فكرة إني هعيش مع عيلة غريبة، وكنت خايفة من التعامل مع حماتي وحمايا».
استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، زينب مهدي توضح أن الخوف من العيش مع عائلة جديدة أمر طبيعي، لأنها عائلة مجهولة بالنسبة لكِ، لكن لا يجب ألا يسيطر القلق عليك لدرجة كبيرة، لأنه بعد مرور فترة بسيطة على الزواج يكون التأقلم سهلا وتلقائيا، وعليكِ اتباع النصائح التالية لتجنب الخلافات قدر الإمكان وبناء علاقة ودية مع أهل زوجكِ:
- وضع قواعد ضمنية من البداية مع خطيبك، تحدد مسئولياتك في بيت العائلة.
- الاحترام والمبادرة بتقديم المساعدة إذا كان بإمكانك ذلك.
- وضع حدود تضمن لكِ الحفاظ على خصوصيتك، فلا تشكو من زوجك لوالدته مثلا، أو أحد أشقائه، لأن ذلك يتيح لهم الفرصة للتدخل في حياتك.
وعن كيفية التأقلم مع أهل زوجها، ذكرت أسماء فؤاد: «أهل جوزي بتعامل معاهم بما يرضي الله، بعديلهم الوحش عشان خاطر جوزي، وبفتكر الحلو عشان أقدر أعيش معاهم، لأني زي ما في الوحش لازم هيكون فيه الحلو».
-
تغير المشاعر
أكثر ما كان يؤرقها هو أن تتغير مشاعر خطيبها بعد الزواج، أو أن يقل حبه لها، تلخص مروة مصطفى هذه المخاوف بقولها: «كنت خايفة إن مشاعره تتغير بعد الجواز».
إيمان الجمال توضح أنه لابد من استيعاب أن شريكك بعد الزواج يكون لديه مسئوليات جديدة، لكن لا يجب تفسير ذلك بأنه قلة اهتمام أو تغير مشاعره اتجاهك، مضيفة أنه وفقا لقوانين العقل فإن ما يتم التركيز عليه يزداد ويكثر، أي إذا كان كل تفكيرك ينصب حول أن مشاعر خطيبك ستتغير بعد الزواج فإن هذا الإحساس يسيطر عليكِ بعد الزواج حتى إن لم يكن صحيحا، الأمر الذي يسبب في توتر علاقتكما بعد الزواج، لذلك لابد من استبدال هذا التفكير السلبي بآخر إيجابي يركز على كيفية إسعاده بعد الزواج واحتوائه حتى يزداد حبه لكِ.
-
تهديد مستقبلك المهني
إذا كان لديكِ حياتك المهنية وتسعين لتحقيق النجاح فيها، ففي الغالب تسيطر عليكِ حالة من القلق قبل الزواج خوفا من عدم قدرتك على التوفيق بينها مع مسئولياتك الجديدة، لكن «مهدي» ترى أنه من الضروري الاتفاق مع خطيبك على رغبتك في الاستمرار في عملك بعد الزواج وأكدي له على إصرارك على ذلك، لأنه إذا كان داعما لكِ فلن تواجهي أي مشكلة في التوفيق بين حياتك المهنية والزوجية.
التوفيق بين عملك ومنزلك يتطلب تحديد الأولويات، واتباع مبدأ تفويض المهام، فإذا كان هناك بعض المهام أو الأعمال التي يمكن أن يقوم بها شخص آخر نيابة عنكِ فلا تتردي في ذلك، وبالنسبة لإعداد الطعام ففي هذه الحالة يكون من الأفضل إعداده بشكل أسبوعي، وتخزين الأطعمة التي لا يتغير مذاقها في «الفريزر».
-
المطبخ
«مكانش فيه حاجة قلقاني قد إني عمري ما دخلت المطبخ ومعرفش حتى الرز بيتعمل إزاي ولا أي حاجة في الأكل إطلاقا، لأني كنت بشتغل وبصحى من الفجر وأرجع المغرب أنام»، بهذه الكلمات تلخص مروة أحمد المخاوف التي سيطرت عليها قبل الزواج.
إلا أنها وجدت حلا لمخاوفها واكتشفت أن قلقها لم يكن له داع من الأساس، وتقول: «بعد الجواز بأسبوعين اتعلمت عمايل الأكل واتقنته، وبقيت أعرف اعمل حاجات كتير وبطريقة سهلة ومختلفة، واتعلمتها من النت وبقيت أضيف أنا حاجات من عندي، والحمد لله بشهادة الكل بيكون الأكل طعمه جميل».