هل المرأة أقل عقلا من الرجل؟.. هذه المعلومات تجيبك
هل يختلف تفكير الرجل عن تفكير المرأة. وهل يعلو أحد العقلين على الآخر، وما هي أولويات التفكير عند كل منهما، وما علاقة العاطفة بالمرأة وعلاقة الانجاز بالرجل؟ وماذا يميز كل منهما في التفكير؟ وهل اختلاف التفكير بينهما يعني التكامل أم التناحر؟
فروق طيلة العمر
يشير كتاب «المخ ذكر أم أنثى» إلى كثير من الفروق العقلية بين الجنسين منذ الطفولة وحتى الزواج والأبوة والأمومة، مع مراعاة تجنب الحالات الشاذة والغريبة من البشر، فالدراسات تهتم بالعموم والشريحة الأكبر.
الذكر الرضيع أكثر صراخًا من الأنثى وأقل استجابة لمحاولات التهدئة، وتبدأ الأنثى الكلام قبل الذكر الذي يكتفي بنداء غير مفهوم، وفي الطفولة يميل الذكور لألعاب العنف والأذى، في حين تهوى الإناث ألعاب الهدوء والسلامة، والذكر يحب الاكتشاف والفضول لأي مكان جديد، ويتقبل البقاء في الحضانة أكثر من الأنثى التي قد تبكي بحرقة.
الذكر عدواني قليلاً في علاقاته الاجتماعية بعكس الأنثى، وتستمر الاختلافات لمرحلة الشباب والعاطفة، فالرجل يهتم بالجمال الظاهري فيما تركز المرأة أكثر على الحنان، والشخصية، والثروة، وتؤثر هذه الاختلافات كذلك على الوظائف المناسبة للرجل والمرأة.
مخ الذكر ليس كالأنثى
تركيب المخين في الذكر والأنثى ليس واحدًا، فحسب تقرير الأكاديمية الأمريكية للعلوم العصبية، تحتوي قشرة المخ عند الذكر على الكثير من الخلايا العصبية المستخدمة في التفكير، أما الأنثى فتتميز بكثرة الوصلات بين هذه الخلايا، وهكذا يميل الذكر للتفكير في الأشياء بشكل منفصل بينما تربط المرأة بين كل الأشياء.
خبير العلاقات الأمريكي «مارك جونجر» يفسر هذا الاختلاف الجوهري بين العقلين بطريقة بسيطة حين يقول: «مخ الرجل عبارة عن صناديق كثيرة بجانب بعضها، كل صندوق فيه شيء واحد، صندوق العمل، وصندوق البيت، وصندوق الأطفال وهكذا، أما المرأة فعقلها شبكة معقدة من الأسلاك الكهربية المترابطة، لأنها تربط كل شيء ببعضه».
ثم يضيف «جونجر» مفسرًا سلوك الرجال بالصمت في المشاكل، بعكس حب المرأة للحديث والشكوى، ويقول إن الرجل لديه صندوقا مفضلا يسميه «صندوق اللاشيء»، وهو صندوق خاص لا يحتوي أي شيء ويحب البقاء فيه، فحسب دراسة بجامعة بنسلفانيا، الرجل قد يصل لدرجة «عدم التفكير» بالفعل.
بين المنطق والعاطفة
المخ نفسه ينقسم لنصفين مختلفين، لكل منهما وظيفة غير الآخر، فالنصف الأيسر مسؤول عن المنطق والتعقل ويسمونه «النصف العالِم»، أما النصف الأيمن فهو المسؤول عن العاطفة والموسيقى والجمال، فيسمى «النصف الفنان»، والرجل يستخدم النصف الأيسر مع جزء من الأيمن، أما المرأة فتستخدم الاثنين في تناغم.
هكذا يكون الرجل أكثر ثباتًا في اتخاذ القرار وأقل عرضة للتشويش، ويتمكن من حفظ الخرائط والطرق، بينما تجمع النساء بين المنطق والعاطفة، وبالتالي لا يستطيع الرجل التعبير عن مشاعره بالكلمات مثل المرأة، ويتفوق في الرياضايات فيما تتفوق هي في اللغات.
ينسى الرجل المواقف أسرع من المرأة، لأنه يفكر فيها بالمنطق بينما تربطها المرأة بالعاطفة، والعاطفة أكثر بقاءً وتخزينًا في الذاكرة. يقول «جونجر» عن هذا الفارق في الذاكرة، أن الرجال ينسون المواقف لأنهم بلا عواطف أغلب الوقت كالنساء، ببساطة الرجال في العادة «لا يهتمون» كي تستمر الحياة دون مشاكل.
الإحساس الجلدي عند النساء أعلى بعشر مرات من الرجال، من حيث الشعور بألم الضرب أو الولادة، لكنها في الوقت نفسه تملك القدرة على تحمل الألم والمتاعب، بينما تنشط أجزاء الاستجابات العضلية عند الرجل بشكل أكبر، فيكون أميل للعنف واستخدام قبضاته بعكس المرأة التي تفضل استخدام اللسان.
النجاح في الحياة والوظيفة
يحب الرجال دور القيادة، وينجحون في أعمال مناسبة لتركيب مخهم، كالهندسة، والفيزياء، وتطبيقهما في الواقع، ونسبة قبول الرجال في هذه الأعمال تسعة رجال إلى امرأة واحدة، فمن 170 جائزة نوبل في العلوم فازت بها 3 سيدات فقط.
أما المرأة، فلها قدرات لغوية وكلامية أفضل، تمكنها من التفوق في دور السكرتيرة مثلاً، لقدرتها على الإحاطة بالتفاصيل، كما أنها أكثر براعة في العلاقات الاجتماعية، ومن حيث الأمومة فهي عندها صفة فطرية لأن رحمها هو مستودع الحياة، لكن الأبوة عند الرجال مكتسبة مع الوقت.
والفرق الجوهري بين العقلين وصفه أستاذ علم النفس بجامعة كامبريدج سيمون بارون بقوله: «خُلق المخ الأنثوي من أجل المشاركة والتعاطف، أما المخ الذكري فقد خُلق لأجل الوظائف التحليلية والتنظيمية».
نتيجة الصراع بين العقلين
بالنسبة للسؤال الأزلي، أي عقل هو الأفضل بعد اكتشاف هذه الاختلافات بين عقل الرجل والمرأة، تجيب الأكاديمية الأمريكية للعلوم العصبية: «ليس معنى وجود هذه الفوراق بين المخ الذكري والمخ الأنثوي أن أحد الجنسين أفضل من الآخر، بل إن الخسارة ستكون كبيرة لو حاول البعض أن يستغل اعتراف العلماء بهذه الفوارق ليزعم أن أحد الجنسين يتفوق على الآخر».
يقول أستاذ الطب النفسي أحمد عكاشة، أن الأنثى الضعيفة.. المنكسرة.. الباحثة عن الحماية، صورة قديمة سوف تدخل قريبًا أرشيف الذكريات، فالأبحاث العلمية الحديثة بكل تطوراتها تضعنا أمام معلومات مغايرة لكل ما عرفناه عن النساء، بل تستطيع المرأة العمل والتفكير ولها دورها الحيوي في المجتمع.
