روايات وقصص كتبها زعماء العرب.. عن الشيطان والحرية والاغتصاب
في العادة، يكتب رؤساء الدول سيرتهم الذاتية، لتسجيل محطات مشوارهم السياسي والشعبي، وكواليس الرئاسة وخفاياها، وفلسفتهم في الحُكم، ورؤيتهم في صلاح الدولة والمجتمع.
لكن بعض الرؤساء العرب كتبوا أدبًا خالصًا، قصص وحكايات من صنعهم، بأسلوبهم وكلماتهم، يتقمص فيها الرئيس منهم دور الأديب الفنان. إليكم أهم روايات الرؤساء العرب، في هذا التقرير من «شبابيك».
جمال عبد الناصر.. في المقاومة والحرية
«في سبيل الحرية» هي الرواية الوحيدة للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كتبها أثناء دراسته الثانوية عام 1934 متأثرًا بالتاريخ المصري، إذ تحكي عن معركة رشيد ضد القوات البريطانية عام 1807، ومقاومة الأهالي فيها لحملة فريزر أثناء حكم محمد علي.
عبد الناصر لم يكمل الرواية، فقد كتب فيها 10 فصول فقط، بعدها بسنوات أعلن المجلس الأعلى للفنون والآداب عن مسابقة لإكمال الرواية عام 1958، اشترك فيها 370 عربيًا من الجمهورية العربية المتحدة (مصر وسوريا)، والعراق، ويوغوسلافيا.
فاز بجائزة تكملة الكاتبين اللواء أركان الحرب عبد الرحيم عجاج، والصحفي عبد الرحمن فهمي، وقررت القصة على طلبة المدارس في الجمهورية العربية المتحدة، وحولتها الإذاعة المصرية لمسلسل صوتي من بطولة ماجدة، وشكري سرحان.
يمكنك قراءة الرواية من هنا
محمد أنور السادات.. عن الرزيلة والمؤامرة
في عام 1954، نشرت مجلة «أهل الفن» قصة قصيرة للرئيس الراحل محمد أنور السادات بعنوان «ليلة خسرها الشيطان»، لم تكن الفكرة جديدة لكن السادات حاول فيها تقديم صورة أخلاق الريف الطيبة، عن امرأة غنية لعوب تحاول إغواء شاب ريفي في الحرام، لكن الحق يظهر صدفة، ليرتدع الفتى ويخسر الشيطان الليلة.
ويحكي الصحفي محمد حسنين هيكل، أن السادات قابله ذات يوم في رفح وأعطاه دفترًا كاملاً من القصص القصيرة لينشره في مجلته «آخر ساعة»، كما أعطاه رواية كاملة بعنوان «أمير الجزيرة»، تحكي عن صراع الأمير مع مستشاريه الغادرين وتأديبهم حتى يتوج حاكمًا على الجزيرة، لكن الرواية لم تنشر الرواية حتى الآن.
وفي اللغات الأخرى، استغل السادات فترة سجنه، وترجم رواية «صوت الضمير» للأديب الألماني «ف.فون لمبورج».
يمكنك قراءة القصة القصيرة من هنا
وصفهن بـ«الغجر».. الرسائل الخاصة بين السادات وبناته
صدام حسين.. اغتصاب شعب ودولة
للرئيس العراقي صدام حسين أكثر من محاولة روائية منسوبة إليه رغم الشكوك في مساعدة كُتاب آخرين، خصوصًا أن الروايات نشرت دون اسم الكاتب، وتعبر أعماله في المعتاد عن وضع العراق وعلاقتها مع الدول الأخرى والعالم، فيجعل أبطاله يرمزون لبلاد معينة وأحداث قصصه تعبر عن أحداث حقيقية.
الرواية الأولى والأشهر له بعنوان «زبيبة والملك»، وتحكي عن قصة حب بين حاكم العراق وفتاة فقيرة جميلة من عامة الشعب تدعى «زبيبة»، وقد اجتهد كثيرون في فهم رموز الرواية، منهم وكالة الاستخبارات المركزية نفسها، والأرجح أن الملك الحاكم هو صدام نفسه، وزبيبة هي العراق، أما زوج زبيبة القديم الذي يغتصبها بوحشية، فهو الجيش الأمريكي.
استكمل بعدها صدام إنتاجه الأدبي بثلاثة روايات أخرى، تابع فيها أسلوبه الرمزي مع الكثير من الفلسفة، مثل روايته الثانية «القلعة الحصينة» التي يرمز في عنوانها للعراق، وقوامها قصة حب أخرى بين محارب عراقي وفتاة كردية، وتظهر دولة الكويت في القصة كشخصية خائنة تموت على يد البطل، كما تشير للتدخل الأمريكي في العراق.
الرواية الثالثة بعنوان «رجال ومدينة» ترمز لصدام حسين مباشرة، فهي تعبر عن حياته وأفكاره بشكل روائي خاصة في مرحلة الطفولة، يحكي فيها عن أحلام فارس يحاول استعادة تاريخ بلاده وأمجاد أمته، بالنضال ومجاهدة الواقع، رغم كل الظروف المانعة.
أما الرواية الرابعة والأخيرة فهي «أخرج منها يا ملعون» التي أنهاها قبل الغزو الأمريكي للعراق بيوم واحد كما أعلنت ابنته، والقصة عن بطلها الشيخ إبراهيم، وأحفاده الثلاثة الأيتام بعد موت آبائهم في الحرب، يرمز الأحفاد للديانات السماوية الثلاثة، ويحاول الحفيد الثالث «إسحاق» اليهودي الصهيوني تدبير مؤامرة للعائلة، لكن المحاولة تفشل في إشارة للانتصار العربي.
يمكنك تحميل رواية زبيبة والملك من هنا
معمر القذافي.. يفر إلى جهنم
حاول الرئيس الليبي معمر القذافي أن يعبر عن حياته وأفكاره في إطار قصصي بعيدًا عن السياسة والحروب، جاء هذا في قصته الفلسفية «الفرار إلى جهنم» والمنشورة سنة 1989، ويصف نفسه فيها بالمضغوط المعذب بين جحافل الشعب التي لا تهتم به، لذا يفر إلى جهنم وينزع تاج السلطة هناك، يلوم دولته وشعبه وكأنه توقع نهايته.
جمع القذافي قصصه القصيرة الأخرى في كتاب بعنوان «القرية القرية.. الأرض الأرض»، يعبر في كتابته عن فلسفته التي يراها البعض عبقرية والبعض الآخر غريبة الأطوار، يتساءل عن الموت هل هو ذكر أم أنثى؟ ويحكي عن رائد فضاء انتحر لأنه لم يعد يفكر مثل أهل الأرض بعدما رأى الكون.
يمكنك قراءة الكتاب من هذا الرابط