شاعرات منسيات من مصر.. إحداهن قتلتها إسرائيل
اقتحمت المرأة في مصر الكثير من مجالات العمل والفكر، مثل السياسة، والفن، والأدب، وغيرها، وصارت لها بصمة راسخة في كل مجال، مثل الشعر الذي تفوقت فيه أكثر من شاعرة مصرية. إليك قائمة مختارة من أهم شاعرات مصر.
شعر عن القدس.. قصائد قديمة وحديثة تبكي الأقصى الحزين
سلوى حجازي
شاعرة ومذيعة أطفال مصرية من مواليد 1933، أتقنت اللغة الفرنسية بعد تخرجها من مدرسة الليسيه، وصارت من أشهر وجوه الأبيض والأسود ببرامجها في التليفزيون المصري للأطفال حتى سمّاها جمهورها «ماما سلوى»، لكنها أيضًا كانت موهوبة في الشعر الفرنسي ومنحتها فرنسا نفسها جائزتين في الشعر.
لها في الشعر أكثر من ديوان، منهم «أضواء وظلال» و«أيام بلا نهاية» و«إطلالة»، ولأن الشعر الجيد يحتفظ بمعناه وقوته حتى بعد الترجمة كما يقول النقاد، حصلت أشعار سلوى حجازي على أكثر من ترجمة بقلم شعراء مصريين مرموقين، منهم أحمد رامي، وصالح جودت، وكامل الشناوي.
تشتهر «ماما سلوى» بحادثة اغتيال إسرائيل لها، أثناء عودتها إلى مصر بعد مهمة عمل في ليبيا سنة 1973، حين اضطر قائد الطائرة الليبية للتحليق فوق سيناء بسبب عاصفة رملية، فلاحقته طائرتان إسرائيليتان وقصفتا طائرته، إذ كانت سيناء وقتها تحت الاحتلال الاسرائيلي.
سادت مصر حالة من الحزن بعد وفاة «سلوى»، وكتب فيها الشاعر فؤاد حداد قصيدة رثاء بعنوان «سلوى العزيزة»، وقال عنها الشاعر أحمد رامي «لو أن سلوى حجازي صورت على هيئة الطير لكانت بلبلا يرفرف على غصن مياس ينشد مع الفجر أغنية يطرب لها الظل و الماء»
من أشعارها:
أنا أفريقية محاطة بعمالقةٍ ووجوه سمر
كبرياؤها يرفعها حتى القمر
وأقنعةٍ عجيبةٍ تحمل أسرارَ أجدادٍ فوق البشر
وطبولٍ بدائية
تهز أعماقنا وتتحدى بثورتها القدر
عائشة التيمورية
يظهر اسم عائلة «تيمور» كثيرًا في مجال الأدب والثقافة، مثل «أحمد تيمور» العالِم والأديب، و«محمد تيمور» المسرحي، وأشهرهم «محمود تيمور» القصصي، ومن نفس العائلة خرجت عائشة التيمورية الشاعرة. ولدت سنة 1840 في حي الدرب الأحمر بالقاهرة.
رفضت تعاليم الفتيات المعتادة في وقت كان التعليم محصورًا على الذكور فقط، فلم تهتم بالتطريز والحياكة، وإنما انشغلت بالعلم والمطالعة، حتى يأست أمها من تعنيفها وشجعها والدها، لتكمل الدراسة وتحترف الأدب والشعر والصحافة.
عارضت عائشة أفكار قاسم أمين» في مقالاتها بصحيفتي «الآداب» و«المؤيد»، وأبدت تمسكًا بتعاليم الإسلام والحجاب، وكتبت الشعر العربي في ديوانها «حلية الطراز» ولها ديوان آخر بالفارسية، وقد أحرقت عائشة أكثر أشعارها إلا القليل.
ومن أشعارها:
إلهي سيدي أنت الجليل
بباب رجائك العبد الذليل
ضعيف الحال منكسر فقير
كثير الغي ناصره قليل
فأنت لذنبه رب غفور
كريم صفحه السامي الجزيل
هل المرأة أقل عقلا من الرجل؟.. هذه المعلومات تجيبك
جليلة رضا
بنت محافظة الإسكندرية من مواليد عام 1915، ومثل سلوى حجازي، اتقنت جليلة رضا اللغة الفرنسية في مدرسة الراعي الصالح بحي شبرا حين درست في القاهرة. بدأت كتابة الشعر عام 1951، وقرأه طبيبها الشاعر الكبير إبراهيم ناجي صاحب قصيدة «الأطلال» فأثنى عليه وقال: هذا شعر ناجي الصغير.
هكذا بدأت «جليلة» مشوارها في الشعر بمساعدة إبراهيم ناجي، وحين مات الأخير كتبت فيه قصيدة رثاء وألقتها في رابطة الأدب الحديث، وبعدها استمرت في تلقي المدح والنجاح النقدي، حتى قال فيها الكاتب أنيس منصور أنها «كبرى شاعرات العرب».
لها الكثير من الدواوين التي يسودها الشجن بسبب مرض ابنها، مثل «أنا والليل»، و«الأجنحة البيضاء»، و«صلاة إلى الكلمة»، كما حصلت على جائزة الدولة التشجيعية سنة 1983، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عن ديوانها «العودة إلى المحارة».
من أشعارها:
تركتك تعبرين البحر نحو الضفة الأخرى
ترى أعرفت سر الغاب، سر النجمة الحيرى؟
ترى أضممت -سيدتي- ضياء قبل الوردة؟
وهل حملت أعماقًا وظلاً يونس العودة؟
وهل هبط الجناح على الجبال عوالمي الكبرى..؟
وفاء وجدي
رسامة وشاعرة مصرية من مواليد 1945 بمحافظة بورسعيد، وتخرجت من المعهد العالي للفنون المسرحية، وتميزت بنشر أشعارها خارج مصر، في الكثير من الصحف والمجلات العربية، في لبنان، والعراق، وسوريا، كما كتبت المسرحية الشعرية.
عبرت عن قضايا المرأة الشرقية في أشعارها، ولها اهتمام بالقضية الفلسطينية، وفكرة القومية العربية، وتأثرت بمناخ البحر والساحل بحكم نشأتها في بورسعيد. لها من الدواوين «ماذا تعني الغربة»، و«رسائل حميمة إلى الله». توج مشوارها بجائزة الدولة التشجيعية في الشعر، وجائزة تقديرية من مهرجان كفافيس للشعر عام 1991.
من أشعارها:
ها أنت تصلي في محرابي..
ها أنت تردد أغنيتي..
ها أنت حملت على ساعدك المفتول
شالي..
وتأبطت ذراعي..
يا بن البحر..
حولك تلتف خيوطي
فأنا نداهة عمرك
يمرق صوتي في أذنيك