أشقاء المطربين.. أصوات عذبة طغى على شهرتها بريق النجوم

أشقاء المطربين.. أصوات عذبة طغى على شهرتها بريق النجوم

في بعض الأحيان لا يتشابه الأشقاء في الشكل فقط وإنما في الموهبة أيضًا، وخاصة الصوت العذب. عبد الحليم حافظ وفيروز وعلي الحجار، هؤلاء المشاهير لهم أخوة في نفس المجال وأغانيهم ليست بالقليلة، لكنك قد لا تسمع عنهم.

في هذا التقرير من «شبابيك» نستعرض أشقاء مشاهير المطربين.

هدى حداد

فيروز وأختها هدى حداد

تُعد المطربة اللبنانية «فيروز» من أقطاب الغناء في العالم العربي، بمشوارها الطويل مع عائلة «الرحابنة» الفنية منذ بدايتها عام 1952. تزوجت من عاصي الرحباني وغنت عشرات الأعمال الناجحة حتى لقبها الجمهور بـ«جارة القمر»، أو «سفيرتنا إلى النجوم»، وغيرها.

الاسم الحقيقي لها هو نهاد حداد، أما أختها الصغرى هدى حداد فقد ظلت على نفس اسم العائلة، لتظهر عام 1962 في مسرحية «دواليب الهوى».

نتيجة بحث الصور عن هدى حداد
هدى حداد

أكملت «هدى» عملها الفني على نهج الرحابنة، بالتمثيل والغناء في المسرحيات والمسلسلات والبرامج الغنائية، التي تدور أفكارها عادة عن الريف والطبيعة والذكريات، ومن أغانيها الشهيرة «بيني وبينك»، و«من يوم ليوم».

 بعد انفصال «فيروز» عن زوجها، تابعت هدى عملها مع أخيه منصور الرحباني حتى آخر أعمالها «أوبرا الضيعة» في 2009.

يقول الباحث الموسيقي زياد عساف لموقع «الرأي»، إن هدى حداد تميزت بصوت عذب، وإطلالة رومانسية تؤهلها لمزيد من الشهرة والمكانة، لكنها بقيت في الظل بسبب تشابهها في الصوت والمضمون مع أختها الكبرى، إلى جانب الاهتمام الأكبر بـ«فيروز» في كل العروض والمسرحيات.

في نفس الوقت، لم تتعاون «هدى» مع ملحنين آخرين خارج دائرة الرحابنة، وهو ما فعلته «فيروز» نفسها إلا في حالات نادرة، فبقي الأسلوب واحد بعكس «أم كلثوم» التي عملت مع كل الملحنين باختلاف مدارسهم.

لم تحصل «هدى» على فرصة الإبداع المنفرد لتلمع، لكنها تركت بصمة في الغناء الرحباني، وكرمتها لبنان عام 2014.

أحمد الحجار

علي الحجار وشقيقه أحمد الحجار

 المطرب المصري علي الحجار نشأ في عائلة فنية كبيرة، جده كان منشدًا للقرآن في بني سويف، وأبيه إبراهيم الحجار كان مطربًا ومعلمًا لقواعد الغناء والتلحين، والأم تجيد الغناء لمطربات كبار مثل أسمهان، وليلى مراد.

من نفس المنجم الفني، خرج الشقيق الأصغر أحمد الحجار كملحن ومطرب. التحق بكلية التربية الموسيقية، وفي السنة الأولى كتب لحن أغنية «أعذريني» لأخيه علي الحجار، والتي كانت السبب الأهم في شهرته.

كتب أحمد الحجار الألحان للكثير من المسرحيات، وبعض الأفلام السينمائية مثل «أمريكا شيكا بيكا»، و«الفتى الشرير» كما أصدر أكثر من ألبوم غنائي منها «اتمنيت»، و«أبويا الحبيب»، أما أشهر أغنياته فهي «عود» التي غناها أكثر من مطرب آخر.

يحكي «أحمد» عن أسباب ابتعاد الأضواء عنه، فهو لا يحب الظهور الإعلامي من جهة، وشديد الخجل من الجهة الأخرى، كما أنه رفض الغناء في أماكن شرب الخمور والرقص الشرقي، لعدم ارتياحه لهذه الأفعال.

الفنان علي الحجار، يتهم الإعلام كذلك بالتقصير في حق أخيه، وتسليط الضوء على فنانين آخرين بعينهم، لأنهم ينتسبون لشركات كبيرة ورجال أعمال أغنياء.

إسماعيل شبانة

عبد الحليم حافظ وأخيه إسماعيل شبانة

العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، ورث جمال الصوت من والده، واستطاع حفر اسمه في سجل الطرب العربي كما فعلت «فيروز»، ولكن بقي أخوه الأكبر المطرب إسماعيل شبانة في الظل حتى طواه النسيان.

درس «إسماعيل» في معهد الموسيقى المسرحية، وتخرج منها ليعمل مدرسًا للموسيقى إلى جانب عمله كمطرب في الإذاعة المصرية، كما غنى في بعض الأفلام بالصوت فقط مثل «الأرض الطيبة» وظهر بصوته وصورته يمدح الحسين في فيلم «أموال اليتامى».

انحسار الشهرة عن «إسماعيل»، جاء بسبب تمسكه بغناء الموشحات بطريقة سيد درويش مع قلة ظهوره بالأفلام، بعكس أخيه «عبد الحيلم» الذي طور قدراته لما يناسب الشارع المصري، وساعده الظهور السينمائي الوفير في الشهرة.

السبب الآخر هو تدين «إسماعيل» والتزامه الذي جعله يزهد في الحفلات والسهرات، والدليل هنا هي أغانيه الدينية العديدة.

في نفس الوقت، بينما سبق «إسماعيل» الكثير من المطربين في غناءه للثورة، استطاع «عبد الحليم» أن يعبر عنها خير تعبير، فتراجعت شهرة أخيه أكثر فأكثر.

المصدر

  • *المنسي في الغناء العربي.. زياد عساف

محمود حافظ

محمود حافظ

روائي وصحفي، مهتم بالسينما والأدب ومزجهما بالتاريخ والفلسفة