فوائد الحزن كثيرة.. انت لازم تزعل وتاخد راحتك

فوائد الحزن كثيرة.. انت لازم تزعل وتاخد راحتك

حين يصيبك مكروه، أو تفقد شخصًا عزيزًا عليك، تختار ركنًا بعيدًا لتجلس فيه وحيدًا وتحزن وتبكي. ربما تجد من يحاول التخفيف عنك وينصحك بأن تكون أقوى باعتبار أن الحزن ضعف والبكاء استكانة. 

الآن، عليك أن تعيش إنسانيتك، فالحزن سلوك بشري متعدد المزايا والفوائد، ينصح به خبراء الطب، وموقع griefandsympathy المتخصص في الدعم النفسي. إليك أهم فوائد الحزن في هذا التقرير.

لصحة الجسم والعقل

نتيجة بحث الصور عن كيمياء المخ

يشرح استشاري الطب النفسي جمال فرويز ما يحدث لجسم الإنسان بعد التعرض لحادث مؤسف: تصاب الناقلات العصبية في المخ باضطراب نتيجة الصدمة، ويقل إفراز ثلاث مواد مهمة، أولها السيروتونين المسؤول عن الحالة المزاجية، والدوبامين المسؤول عن الشعور بالسعادة، ومادة 5HT، في حين يزيد إفراز النورأدرينالين الذي يجهز الجسم لبذل المجهود والتوتر.

هنا قد تبدأ أعراض الاكتئاب في الجسم مع انقباض الأوعية الدموية الطرفية، مثل الصداع وزيادة ضربات القلب، ألم في المعدة وألم أسفل الرقبة، والكثير من الأعراض الشبيهة.

الحزن قد يجنب الإنسان كل هذا مع القدر الطبيعي منه والعودة بعده للحياة الاجتماعية، فيعود الاتزان للناقلات العصبية في المخ، فالحزن أفضل من الاكتئاب.

ضروري بعد الصدمة

صورة ذات صلة
الحزن سلوك بشري متعدد المزايا

يرى استشاري الطب النفسي محمد طه في كتابه «علاقات خطرة» أن الحزن هو السلوك الطبيعي بعد الصدمة، لأنه يمكّنك من التقاط أنفاسك في هدوء.

الحزن هنا كالنوم للشخص المرهق، والطعام للشخص الجائع، وليس من المعقول أن تجتاز الصدمات كأنك جدار من خرسانة، فأنت في الواقع إنسان تحركك المشاعر.

كي تعاد الفقد

نتيجة بحث الصور عن ‪sad vector‬‏

صدمة الإنسان الكبرى في حياته، حين يدرك أن كل شيء معرض للفقد، منذ تتركه الأم قليلاً في الطفولة، وحتى ترحل عنه وتموت، وهكذا مع باقي أحبابه وأصحابه ومعارفه، وأيضًا أشياءه المفضلة التي قد تضيع، حتى مسكنه معرض للفقد إذا ارتحل منه.

الحزن هنا ضروري كي تتقبل هذه الحقيقة الأكيدة، وهي أنك على موعد مع الخسارة في أي وقت، وفي كل مرة تفقد فيها شيئًا، لا يمكنك مقابلته باللامبالاة أو الغضب أو الصمت، بل الحل في الكلمة السحرية التي تدعى «الحزن»، يجعلك تتقبل الفقد وتحول الألم إلى نُضج وشجاعة.

يجمعك بالصديق الحقيقي

صورة ذات صلة

 يشير موقع griefandsympathy  إلى أن الحزن يعتبر امتحانًا مفاجئًا لكل معارفك والمحيطين بك، هل يساعدونك أم لا.  

 يجعلك تعرف القريب منك حقًا، أو الذي يدعي القرب والحب لك، فتجد نفسك محاطًا بالأصدقاء الفعليين لك وليس المزيفين.

حالة وليس تمثيلية

نتيجة بحث الصور عن ‪sad‬‏

وفق استشاري الطب النفسي محمد طه، الحزن الحقيقي ليس صراخًا وعويلاً ولطمًا، وهو في الأصل حالة إنسانية راقية، فيها تكتشف نفسك، وتراجع حساباتك، وتتأمل ما فاتك قبل الصدمة وما سيأتيك بعدها.

الحزن هو تفريغ للكبت وفلترة لكل الشوائب، أما المبالغة فتفقده معناه، وكأنه حفلة «زار» يمثل فيها الإنسان ما شاهده من قبل بلا روح أو صدق.

لتدرك قيمة الفرح

نتيجة بحث الصور عن ‪be happy‬‏

يذكرك موقع griefandsympathy بحقيقة أن الحزن مهم لإدراك معنى الفرح، فالإنسان لا يشعر بالراحة الحقيقية بلا تعب، أو الشبع بلا جوع، إذن لا فرح حقيقي بلا أحزان، العاطفتان مهمتان بالقدر نفسه.

تخيل أنك قابلت مصائبك كلها بالفرح؟ أو حتى الابتسام، فهل هذا طبيعي لإنسان يشعر؟

يجعلك أكثر رحمة

صورة ذات صلة

يجعلك الحزن أكثر رحمة ورفقًا بالناس والمخلوقات، فأنت الآن عرفت آلامهم وجربتها بنفسك. بعد مرورك بالتجارب السيئة بأنواعها.

سيدفعك هذا لفعل الخير أكثر، وتخفيف الآلام عن الآخرين بالشكل المناسب، بل مساعدتهم لكي لا يصيبهم ما أصابك.

الذكريات القادمة​​​​​

صورة ذات صلة

أياً كان ما تحزن عليه، فقد صار لك ذكريات جميلة معه يمكنها أن تهون عليك، وهذا يجعلك أكثر حرصًا في ذكرياتك الجديدة.

وهذا ما يدفعك لتجمع ذكريات أكثر، وتجعلها سعيدة بقدر المستطاع، فقد عرفت الآن أن مصير كل شيء إلى الزوال.   

محمود حافظ

محمود حافظ

روائي وصحفي، مهتم بالسينما والأدب ومزجهما بالتاريخ والفلسفة