بالرقص كان المصريون القدماء يحتفلون بإعادة تتويج الفرعون.. تعرف على طقوس «عيد الأوبت»
في عصر الدولة الفرعونية الحديثة، كان المصريون القدماء يخرجون في مواكب للاحتفال بتجديد فترة الحاكم فيما يعرف بعيد «الأوبت» ما يعني تجديد شباب الملك وإعادة تتويجه مرة أخرى.
عيد الأوبِت وتجديد شباب آمون
عيد «الأوبت» في الأصل هو عيد لتجديد شباب الإله؛ فقد آمن المصريون القدماء أن الإله «آمون» يخرج كل عام من مدينة الكرنك في موكب حاشد، ليزور زوجته الإلهة «موت».
عرف هذا الطقس باسم الزواج المقدس الذي يعيد للإله شبابه وحيويته وقوته التي تمكنه من حكم العالم من جديد، وإعادة الحياة وتجديد الزرع والنباتات والتكاثر.
فقد آمن المصريون بالحياة الأبدية من خلال تأملهم في موت النباتات وحياتها من جديد، وشروق الشمس بعد غروبها.
وأصبح عيد «الأوبت» رمزًا لتجدد قوة الإله والحياة الأبدية؛ كما يذكر موقع «حراس الحضارة» المتخصص في التاريخ الفرعوني.
-
تجديد شباب الفرعون
المصريون القدماء آمنوا أن الفرعون الذي يحكم البلاد هو ابن الإله أو تجسيد للإله على الأرض، ولذلك تحول عيد «الأوبت» إلى الاحتفال بتجديد شباب الفرعون وإعادة تتويجه، كرمز لتجدد قوة الإله على اللأرض.
مظاهر الاحتفال بعيد الأوبِت
من معبد الكرنك بالأقصر، يخرج موكب ضخم من الكهنة يحملون الزوارق المقدسة للآلهة وتمثال «آمون» المرصع بالذهب على أكتفاههم.
يمر الموكب الاحتفالي من خلال طريق الكباش، الذي يتم تجيهزه سابقا باستراحات للفرعون والكهنة والمحتفلين، لتناول الأطعمة والمشروبات.
وخلال سير الموكب، يجري الاحتفال بعزف الموسيقى وتضرب الطبول ويرقص الناس ويرفعون الأعلام الملونة بألوان صاخبة، احتفالا بالتتويج الجديد.
وعندما يصل الموكب إلى ضفة نهر النيل، تنزل الزوارق الذي يقودها الفرعون في النيل، باتجاه الجنوب حيث معبد «نوت».
عيد الأوبت والحياة الأبدية
لم يحتفل المصريون القدماء بعيد «الأوبت» قبل الدولة الحديثة؛ لكن جذور الاحتفال تعود لاحتفالات مشابهة في العصور القديمة، والتي تتعلق بفكرة الحياة الأبدية.
ففي عيد «الأوبت» يحتفل المصريون بثالوث طيبة، المتمثل في «آمون رع» وزوجته «موت» وابنتهما «خنسو» إلهة القمر؛ مثلما كانوا يحتفلون في الدولة القديمة بعيد «إيزيس» و«أوزوريس» و«حورس».
كان «أوزوريس» رمزًا للصراع بين الخير والشر وللحياة الأبدية بعد الموت، بعد أن قتل على يد أخيه إله الشر «ست» ثم ابتعث من جديد ليكون إلهًا للعالم السفلي.
كما ارتبط العيد بالموسيقى والرقصات الصاخبة، التي اعتبرت طقسا دينيا يتعبد به المصريون القدماء للإلهة «حتحور» إلهة الخصوبة والحب.