الارتباط من خلال فيس بوك.. هكذا تحول حب الشات لعلاقة واقعية ناجحة
كان معتادا على دخول مواقع التواصل الاجتماعي لاكتساب مزيد من الأصدقاء. صداقة واثنين وثلاثة، حتى قابلها.. فتاة تقاربه في السن وفي الأفكار والثقافة، تعارفا ووقعا في الحب بسرعة وقررا المقابلة في الواقع.. مقابلة واثنتين ثم قررا الزواج.
«كنت بحس اننا أصدقاء مش مجرد اتنين بيتعرفوا ويتجوزوا وحياتهم بتمشي بشكل تقليدي حتى لو بيحبوا بعض».. يحكي إسماعيل محمد في حديثه لـ«شبابيك».
«بعد كدا بدأ يحصل خلافات فكرية ما بينا، ومقدرناش نحتويها، كنت بحاول لكن ده حصل في الفترة اللي بعد الثورة مباشرة، واللي كان صعب أي حد يتقبل إنسان مختلف معاه».. هكذا يتابع في حديثه لـ«شبابيك».
حاول المقاربة مرة بعد أخرى وصممت هي على الطلاق، ولا يعلم حتى الآن هل كان الذنب ذنبها لأنها تمسكت بموقفها بصلابة، أم ذنبه هو لأنه لم يتخذ وقتا كافيا ليتعرفا في الواقع قبل الزواج؛ خصوصا أن معرفتهما كانت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
هل الإنترنت وسيلة للزواج؟
«لابد أن نعترف بالواقع الذي نعيش فيه، فمواقع التواصل الاجتماعي أصبحت جزءًا من حياتنا، ووسيلة لتكوين الصداقات أو لتوثيق الصلة بين أصدقاءنا في الواقع».. هكذا يعلق استشاري العلاقات الأسرية، الدكتور أحمد علام في حديثه لـ«شبابيك».
ومن حيث الارتباط والزواج فالوظيفة التي يؤديها «فيس بوك» أشبه بوظيفة الخاطبة قديما أو مكاتب الزواج، أو الوسيط الذي يوفق بين رجل وامرأة لم يعرفا بعضهما من قبل؛ ونجاح العلاقة بينهما لا يعتمد على الوسيلة التي تعرفا من خلالها، ولكن بالخطوات التي يجب اتباعها بمجرد التعارف.
«فيه ناس بتتجوز بعد حب عشر سنين والزواج بيفشل، لأن مع العشرة ببيكتشفوا صفات مكنوش متوقعنها في الطرف الآخر».. يتابع علام.
كيف ينجح زواج الإنترنت؟
لا توجد لدينا حتى الآن إحصائيات بحالات الارتباط من خلال الإنترنت أو «فيس بوك» تحديدا، لتخبرنا هل نسبة نجاح هذه الزيجات أكبر أم فشلها.
وعلى كل حال إذا كنت بالفعل في علاقة كهذه، فيجب اتباع الخطوات اللازمة لإنجاح أي علاقة أو زواج، كما ينصح استشاري العلاقات الأسرية، وهي:
-
التعارف في الواقع
حتى إن كنت في علاقة استمرت لعامين على النت أو «فيس بوك» فيجب أن تنتقل هذه العلاقة إلى الواقع، مع فترة كافية للتعارف.. يجب اعتبار أنك تتعرف على الطرف الآخر للمرة الأولى.
«الصوت والمظهر والتصرفات والمواقف كلها تختلف كثيرا عن التواصل الافتراضي الذي يجعلك ترسم صورة قد لا تكون حقيقية عن الآخر.. يقول «علام»: «أنصح الفتيات تحديدا أن تصطحب أحدًا معها في أول لقاء لها بهذا الشخص».
-
السؤال عن شريك الحياة
ومثل أي زواج يجب أن تسأل عن هذا الشخص جيدًا.. تعرف مكان عمله وسكنه وتسأل عنه زملاءه ومعارفه حتى تكون صورة مبدئية عنه.
-
فترة كافية للخطوبة
يجب تحديد فترة مناسبة للخطوبة لتترواح ما بين ثمانية شهور حتى عام كامل، حتى تستطيع التعرف على الآخر بشكل أعمق من خلال المواقف والاختبارات، ومعرفه أهله وجيرانه وأصدقاءه.
«يجب أن يجلس الطرفان معا خلال الخطوبة ويتناقشان، ويجب ألا يمانع الأهل حتى لا يكتشف الشاب و الفتاة صفات لم يكونوا يتوقعونها بعد الزواج».
-
الاختبارات ولكن بشروط
الاختبارات ضرورية لمعرفة الطرف الآخر، حتى لا نصطدم بصفات لا نستطيع التعايش معها بعد ذلك.
فإذا كنت لا تحبين الشخص البخيل، فاطلبي منه مرة أو أكثر هدية ثمينة أو الغذاء في مطعم فاخر –حتى وإن كنت لا ترغبين في ذلك- لمجرد أن تعرفي رد فعله.
وبالنسبة للرجل فيمكنك أن تأخذ خطيبتك في يوم لمكان به محلات فاخرة لترى رد فعلها وهل ستبدو مادية مثلا وتطلب الكثير، أو تقول لها أنك في ضائقة مالية وترى هل ستلومك أن ستعرف كيف تستمتع معك بالوقت «على القد».
لا ينصح «علام» بالاختبارات التي تنتج عن عدم ثقة في سلوك الآخر، كأن يحاول الرجل مثلا إنشاء حساب «فيس بوك» ليتحدث مع خطيبته كأنه رجل غريب ويرى رد فعلها.
-
تجربة واقعية
كانت تحكي كل شيء لزميلها في العمل، وبعد فترة اكتشف خطيبها أنها تفعل الأمر نفسه مع عدد من الزملاء؛ فقرر التواصل معها من حساب «فيس بوك» مجهول، ليعرف هل تتحدث معهم بحسن نية أو لتأخذ آرائهم في مشاكل تواجهها أم أنها تميل لأي شاب يهتم بها.
هكذا يحكي «علام» عن إحدى الحالات التي قدمت لاستشارته.. التمس لهذا الشخص بعض العذر لأن هناك تصرف غير منطقي ومتكرر أثار شكوكه؛ لكن عموما هذا النوع من الاختبارات يحمل مخاطرة كبيرة، فإذا كنت لا تثق فيها من الأساس فلا داعي لكل هذه الخطوات، لأنها لو كانت محل ثقة بالفعل وعرفت بهذا التصرف، فستنهي علاقتك بها فورًا.
ظهور مشكلات بعد زواج الإنترنت
قد يتسرع الطرفان للزواج ولا يتخذون الخطوات السابقة، وفي هذه الحالة ستقابلهم المشاكل التي تحدث بين الأزواج عمومًا إذا لم يتخذا فترة كافية للتعارف، حتى لو تعارفا في الواقع وليس من خلال الإنترنت.
وأيا كانت هذه المشاكل أو الاختلافات فيمكن التعامل معها بالأساليب التالية كما ينصح استشاري العلاقات الأسرية:
-
المصارحة والاعتراف بوجود مشكلة
-
النقاش بهدف المصالحة ووضع حد لتلك المشكلة
-
إعطاء إنذرات كلما تكر هذا السلوك
-
يعطي الطرفان مهلة لأنفسهما لتصحيح هذا السلوك بالتدريج
-
إذا لم توجد أي نية لدى الطرف الآخر للتراجع فيمكن الاستعانة بوسيط موثوق به مثل شخص في العائلة أو استشاري علاقات أسرية
-
هناك مشكلات كبرى لا يصلح معها سوى الانفصال، خصوصا إذا كان الطرف الآخر لا يرغب في حل المشكلة أو الاعتراف بها رغم كثرة المحاولات.
ويحذر «علام» من الاستسلام في البداية أو مع المشاكل «التافهة» واللجوء للطلاق، خصوصا أن الشباب الآن يرون الكثير من حالات الطلاق أمامهم، فيشعرون أنه شيء «عادي» بخلاف حال الأسرة المصرية قديما التي كانت متماسكة في وجه أي تحديات ويفضل الطرفان إكمال الطريق إذا كانت المشاكل يمكن احتمالها.