محمد سلامة.. الشيخ الذي اعتبر قراءة القرآن في الإذاعة «حرام»

محمد سلامة.. الشيخ الذي اعتبر قراءة القرآن في الإذاعة «حرام»

رغم أن الشيخ محمد سلامة (1899 – 1982) لم يقرأ القرآن أمام ميكرفون الإذاعة، إلا أنه نال شهرة فاقت كثير من أقرانه المقرئين في عصره، وكان له رأي خاص في القرّاء الذين يتميزون بصوت جميل.​​​​​​​​​​​​​​

ميكرفون الإذاعة

بحسب محمود السعدني في كتاب «ألحان من السماء»، عاصر الشيخ محمد سلامة الفترة الذهبية لعصر التلاوة أيام الشيخ علي محمود وغيره، ونال من الشهرة والمجد ما لم ينله قارئ من قبل حتى ولا الشيخ أحمد ندا الذي كان من أساطين قراءة القرآن في بدايات القرن العشرين.

ذاع صيت «سلامة» عن غير طريق الإذاعة، فقد ظل أعواماً طويلة يؤمن بأن إذاعة القرآن حرام، ولذلك حُرم من الثراء الذي ناله أمثاله، ولكنه عاد في عام 1948 وأذاع من محطة القاهرة، غير أن الزمن الطويل الذي عاشه كان قد أثر في صحته وفي صوته، فاضطر إلى القراءة أمام الميكرفون عدة سنوات.

بدأ يقرأ في عام 1910، وكان يسكن مع المشايخ أحمد ندا، ومحمد الصيفي، وعلي محمود في حارة واحدة في حي العباسية، وكان «ندا» أسبقهم في الظهور، ثم تبعه «سلامة» على الفور ولمع نجمه.

سافر «سلامة» إلى فلسطين بعد الحرب العالمية الأولى، وقضى فيها أعواما ثم عاد إلى مصر من جديد، وحاولت إذاعة فلسطين تسجيل عدة أشرطة له، ولكن محاولاتها ذهبت عبثاً، فقد كان الشيخ يعتقد أن إذاعة القرآن حرام.

مدرسة مستقلة

ويعتبر الشيخ سلامة صاحب مدرسة مستقلة في الأداء، كما أنه كان يتمتع بصوت مميز ليس له نظير بين أصوات القراء، وظل يعيش في نفس الحارة الضيقة التي نشأ فيها مع الشيوخ ندا وعلي محمود والصيفي.

ولعل الشيخ سلامة هو القارئ الوحيد الذي كان يقرأ جالسا على ركبتيه كأنه في حالة ركوع أثناء الصلاة، وكان إذا انتقل من طبقة القرار إلى طبقة الجواب (من طبقات الصوت) هبّ واقفاً على ركبته في حركة متوافقة مع الطبقة التي ارتفع إليها.

الصوت الحلو

وكان الشيخ سلامة لا يخفي استنكاره للطريقة التي يقرأ بها الشيخ مصطفى إسماعيل، وكان يؤمن بأن قراءة القرآن تحتاج إلى صوت قوي ووقور، أما الصوت «الحلو» فليس مستحباً في التلاوة، وكان هذا هو رأيه أيضاً في صوت الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، أما الصوت المفضل لديه فكان صوت الشيخ محمد الصيفي، وكان من رأيه أن صوت الشيخ عبدالعظيم زاهر «مش بطال».

وحدث مرة أثناء تلاوته للقرآن في إحدى المآتم أن انصرف بعض الجالسين، وهنا قطع الشيخ تلاوته، وأعطى الحاضرين في السرادق درساً في آداب الاستماع إلى القرآن الكريم.

وعندما مات الشيخ محمد سلامة كان في حكم المجهول بالنسبة للأجيال الجديدة، وهي الأجيال التي كان يطلق الشيخ عليها لقب «أجيال عبدالحليم حافظ».

المصدر

  • كتاب «ألحان من السماء».محمود السعدني.

محمد أحمد

محمد أحمد

صحفي يكتب في التراث والثقافة الشعبية