هذه أفضل الطرق للتتعامل مع منافسك المؤذي.. اظبط أعداء النجاح
تعمل «مريم عدلي» في إحدى مكاتب السياحة باجتهاد، ويرضى عنها المدير ويتوقع لها مستقبلاً باهرًا في هذه المهنة، لكن الأمور ليست كلها وردية.
زميلة «مريم» في العمل سيدة في منتصف العمر، أحضرت ابنتها كي تعمل في نفس المكتب، وهنا كان الصدام بين الأم وابنتها و«مريم» المجتهدة.
اعتادت الأم الحديث عن «مريم» بالسوء في غيابها، وتذكر للمدير أخطاءً وهمية كي يفقد ثقته بها، كما تستغل خبرتها في العمل كي تسند الأعمال المهمة لابنتها.
فقدت «مريم» شغفها مع الوقت وصارت تحمل هم العمل كل يوم، تقول: «زهقت ومش عايزة أقعد والاتنين دول في وشي، أومال لو كنت أذيتهم فعلاً زي ما بيأذوني؟»
الدنيا سعي بطبيعتها
الحياة في الأساس قائمة على الاجتهاد، وكل إنسان يسعى إلى الدرجة الأعلى فيما يحبه، ولا يقتصر الأمر على اتجاه واحد فقط.
كل هذه المجالات يجتهد فيها المرء ليحقق ذاته:
-
الدراسة في مختلف مراحلها، تعليم أساسي وثانوي وجامعي
-
العمل الوظيفي بعد التخرج أيًا كان شكله
-
الرياضة بأنواعها مثل كرة القدم أو الملاكمة
-
الألعاب الذهنية كالشطرنج أو حتى الإلكترونية
-
الشهرة والشعبية بين الآخرين
بطبيعة الحال، ليس المرء منا وحده الذي يسعى إلى النجاح والتفوق، وفي كل طريق سيجد المنافسين يحاولون الفوز مثله، فهل خُلقنا حتى نتسابق بلا نهاية؟
التنافس مطلوب
في رياضة التنس، لمعت الأختان «فينس ويليامز» و«سيرينا ويليامز» وحصلتا على بطولات عديدة في مشوارهما، متصدرتين الترتيب العالمي أكثر من مرة.
تقابل الأختان في 8 بطولات كبرى ضد بعضهما، لكنها بقيتا على علاقتهما الجيدة رغم هذا التنافس الشديد، ولم تفصل الغيرة بينهما.
وفق كتاب «أساسيات علم النفس التربوي» يبدأ الإنسان حب التنافس مع الآخرين في الخامسة من عمره، فهي مهارة أساسية في الطفولة.
عالم النفس الأمريكي «جيمس لوبا» أجرى تجربة على مجموعة من التلاميذ، وعدهم مرة بمكافأة مجزية لو أصبحوا أفضل، ومرة أخرى أغراهم بالتنافس فيما بينهم بعد ذلك.
اتضح أن التنافس يرفع أداء التلاميذ بمقدار 66%، في حين رفعت المكافأة أدائهم 42% فقط، هكذا أصبحت المنافسة الشريفة باعثًا على السعي والعمل.
الحق نفسك بسرعة.. زميلتك فاكراك بتحبها
منافسة أم مقاتلة؟
في فيلم 3 idiots ، نرى نموذجًا مؤذيًا في المنافسة بين الطلبة أبطال الفيلم، حين يحاول طالب غيور أن يشغل زملائه قبل الامتحان بوضع مجلات إباحية في غرفهم، كي يشتت تركيزهم.
في كتاب «علم النفس الصناعي والإداري»، يحكي المؤلف عن تجربة الباحثان «ستوك» و«وايت» في زيادة المنافسة بشدة بين عاملات في مصنع ورق، كي تزيد الإنتاجية في العمل أكثر.
تم المطلوب وزادت نسبة الإنتاج 76 % لكن النتيجة كانت فساد العلاقات بين العاملات وتحول الود والتعاون بينهن إلى خصام وجدال، حتى كثرت الشكاوى والمشاجرات.
هنا تتحول الزمالة والمنافسة إلى قتال وأذى متعمد، يسعى فيه المتنافس إلى إلحاق الضرر بخصمه كي يكسر عزيمته، كما في حالة «مريم عدلي» التي حكيناها بالأعلى.
التعامل مع الغيرة المؤذية
إذا وجدت زميلاً أو خصمًا كهذا، لا يرضى بالمنافسة الشريفة المطلوبة، بل يؤذيك ولا يريد لك النجاح أصلاً، كيف تتعامل معه؟
أستاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية سوسن فايد، تشير إلى ضرورة اتخاذ إجراءات رسمية وجادة للتعامل مع أعداء النجاح من الزملاء والخصوم المؤذيين في كل المؤسسات.
وتقدم لك أستاذة علم النفس هذه النصائح في سبيل التعامل مع الغيرة المؤذية:
-
التعامل بحرص
كل شخص مؤذي له أسبابه المختلفة، والتي لن يعرفها غير المتخصص بسهولة، يمكن تقسيم هذه الأسباب في العموم إلى:
- تدني الأخلاق عند الشخص المؤذي، يفعل عندها ما يشاء دون خجل
- عقدة نقص من الطفولة، ترغمه على إيذاء غيره
- رغبة شخصية في الانتقام من الشخص الناجح
لأنك لا تأمن أفعال خصمك المؤذي، سواء كان في عملك أو فريقك، تعامل معه بحرص كي تأمن غدره وشره.
بشويش.. انتقد صديقك ومتحرجوش بالخطوات دي
-
لا تتدخل في أموره
يقول القائد الحربي نابليون بونابرت «لا تقاطع عدوك أبدًا وهو يرتكب الأخطاء»، وخصمك المؤذي قد جعل نفسه عدوًا لك بالفعل.
عليك بتجنب توريط نفسك في أموره، حتى لا يغريه هذا بالتركيز في أذيتك والرد على تدخلك، اصنع حدودًا كافية بينك وبينه.
-
الرسميات عند الحاجة
في العمل أو التمرين أو أيًا كان المكان الذي يجمعك بزميلك المؤذي، يمكنك اللجوء إلى القوانين واللوائح الرسمية عند الحاجة.
أعلن خصومتك أمام المدير أو المدرب أو المسؤول في العموم، كي تبرز موقفك على الأقل إذا حاول زميلك المؤذي فعلها ثانية.
-
أمّن نفسك
يقول المثل الشعبي «امشي عدل يحتار عدوك فيك» ولهذا عليك تأمين نفسك بالعمل السليم دومًا، تحتفظ بالمستندات وتتبع القوانين.
أما في حالة خصمك الرياضي، انتبه في الملعب جيدًا واعلم أن الأذى قد يأتي بلا قصد في الظاهر، فلا يستطيع أحد إثباته.
قد يطلق الشخص المؤذي الإشاعات من خلفك، هنا عليك التعامل بعقلانية وهدوء، فلا شيء يعيبك بمجرد الكلام.
-
لا تهتم وأكمل
التنافس في النهاية يعتبر مزاجًا شخصيًا لك، يجعل الحياة أكثر إمتاعًا ليس أكثر، لكن لا تجعله محور حياتك وشغلك الشاغل.
اللامبالاة في حالة الشخص المؤذي ستجعله يشعر بتفاهة ما يفعله، فأنت أصلاً لا تهتم بكل ما يفعله كي يضرك ويمنعك من الفوز.
الأهم هنا أن تكمل طريقك وتحقق هدفك رغم كل الإيذاء، لذا دعك من كل غيور ومغلول.