أكل بيتي.. ربات البيوت يكسرن احتكار الشارع

أكل بيتي.. ربات البيوت يكسرن احتكار الشارع

إذا كنت تجيدين الطهي ولا يسعفك الوقت لإنجاز عمل يومي خارج منزلك، فعليك اتخاذ القرار بتحويل منزلك إلى مطبخ أكل بيتي، يوفر الأكلات الشرقية والشعبية للمنازل والموظفين في محيط الإقامة، فهذا هو أقصر الطرق لزيادة دخلك.

تشتاق بطوننا كثيرا إلى الأكل البيتي الصحي وهو ما دفع نساء كثيرات إلى تنفيذ هذه الفكرة في السنوات الأخيرة، فسابقا كانت ربات البيوت تعتمد على بعض المعارف لطبخ صنوف معينة في العزومات والمناسبات المختلفة، ومؤخرا راجت فكرة تحويلها إلى مطعم.

لا يحتاج المشروع مجهودات كبيرة، وعليك تجهيز قائمة بالصنوف التي تستطيعين طهيها يوميا، ثم تقومين بإنشاء صفحة على موقع «فيس بوك» للتعريف بشخصية المطبخ المنزلي، والخطوة الثالثة هي الاتفاق مع مجموعة دليفري لتوصيل الطلبات للمنازل. هنا نستعرض قصص لسيدات قررن اقتحام مجال الطهي دون الخروج من منازلهن.

ماما منى

تعتبر منى عبدالرؤوف أن نَفَسَها في الأكل هو رأسمالها في الحياة، فبعد سنوات من الاجتهاد والتعلم أمام الشيفات في برامج الطهي التلفزيونية، بدأت مشروعها الشخصي «ماما منى» لطهي أكل شرقي صحي وأكثر توفيرا من المحلات والمطاعم.

بدأت «منى» قبل سنة ونصف وهي الآن من العلامات المميزة في هذا المجال، تقول لـ«شبابيك»: «كأي مشروع بيبدأ صغير على الضيق من المعارف والأصدقاء».

يتابع صفحة «ماما منى» حوالي 10 آلاف شخص على «فيس بوك»، ما يعكس حجم شعبيتها في فترة قصيرة من اقتحامها المجال.

تقدم «منى» معظم وجبات الأكل الشرقي، وتغطي مناطق إمبابة، والدقي، والمهندسين، والعجوزة، والزمالك، والتحرير، وفيصل، والهرم.

تشير إلى أن جمهورها من جميع المستويات، فكان يقتصر في البداية على الموظفات اللواتي لا يستطعن الوقوف في المطبخ كثيرا حتى شملت جميع الفئات من الطلاب والموظفين ورجال الأعمال.

تتعامل «منى» مع المشروع بنوع من الأمومة فتربطها علاقة أسرية مميزة مع زبائنها ولا تدخر معلومة عنهم في أسئلتهم على صفحة المشروع على «فيس بوك».

رشحت منى عبدالرؤوف لجائزة أفضل شيف للمشروعات المنزلية في 2018، وحصلت على المركز الأول في هذه الدورة.

تعتبر منى عبدالرؤوف أن نَفَسَها في الأكل هو رأسمالها في الحياة

أم هاشم

«للناس اللي متغربة عن أكل ست الحبايب ونفسها تاكل أكل بيتي صحي، أُم هاشم هتعوضك عن تعب الغربة وهتهون عليك بأكل بيتي زي أكل ست الكل وبأسعار زمان»، هكذا تقدم «أم هاشم» نفسها لجمهور المغتربين الذين يشتهون الأكل البيتي، فهو أحد الفئات الأساسية في جمهورها.

تقطن «أم هاشم» في منطقة حدائق المعادي، لكنها تغطي معظم مناطق القاهرة، وتعتمد بشكل كبير على أسعارها التي تبدو رخيصة نسبيا مقارنة بالأماكن الأخرى.

يمتاز مطبخ «أم هاشم» بالمحاشي والمشويات والعجائن، فهي تعتبر نفسها متخصصة في هذه الأكلات.

بدون اسم وعنوان.. مطابخ المجهولين

لا تتمتع سيدة عبدالعزيز بالقدر الكافي من التعليم الذي يؤهلها لاقتحام مجال التسويق للأكل البيتي، فهي لازالت تحافظ على جمهورها الذي يعرفها بالاسم منذ أن امتهنت هذه المهنة.

داخل شقة ضيفة بدار السلام، تسكن سيدة مع ابنتيها، لا تخرج منه إلى لإحضار الخضروات واللحوم وتسليمها لأصحابها في المنازل.

لا تعرف «سيدة» وسيلة غيرها لكسب العيش منذ 10 سنوات، تقول: «الناس اللى بتحب طبيخي بتكلمني تقولي عايزين نأكل حاجة معينة». لا تكترث «سيدة» بما يدور حولها من آلة التسويق للأكل البيتي، إذ تكتفي بدوائرها التي تعلم حاجتها لهذه الأموال.

فسحة سمية

بالتأكيد كل هذه التجارب المنزلية تنظر إلى الأكثر شهرة وصيتا على مستوى الإعلام، كمطعم «فسحة سمية» الذي يقع خلف مول البستان بمنطقة وسط البلد.

«سمية» شيف ودرست المطبخ في إيطاليا، لكن أكلاتها المميزة التي قدمتها لأصدقائها في ميدان التحرير إبان ثورة 25 يناير، شجعتها وجعلت أصدقائها يحمسونها على إنشاء مطعم أكل بيتي في وسط البلد.

ذاع صيت «فسحة سمية» في السنوات الأخيرة بحكم موقعها في وسط البلد، واعتمادها بشكل كبير على دوائر المثقفين، والصحفيين، ونشطاء الثورة بجانب الأجانب المتواجدين بكثافة في هذه المنطقة.

تقول «سمية» إنها اختارت اسم «الفسحة» لأنها مصطلح دارج عند أهل المناطق الشعبية المصرية، فهو المكان الذي يتوسط البيوت ليلتقي فيه الأهل والأحباب والجيران للجلوس والحديث والمشاركة، فتصميم المكان يعزز رؤيتها، عبارة عن أرائك وكراسي صغيرة لا تسع أكثر من 15 شخصا.

تقدم «سمية» أكلات شرقية محدودة في اليوم، لا تتعدى الـ5 أصناف، فهي تخبرك عبر الهاتف بمنيو اليوم قبل حضورك.

يتابع «فسحة سمية» عشرات الآلاف على «فيس بوك»، وتحظى بشهرة واسعة يحلم بها الكثير من أرباب البيوت اللواتي كسرن حاجز الاحتكاك بالجمهور والاختلاط بمجتمع السوشيال ميديا في الفترة الأخيرة.

أحمد البرديني

أحمد البرديني

صحفي مهتم بشؤون المجتمع والرياضة