«ينفع نفرح».. عربية فول عائدها لصالح التعليم
العمل على قدم وساق، أحدهم يغرف الطعام وآخر ينظف الموائد ويضع المفروشات، بينما تقوم إحداهن بالإشراف على أصناف الطعام التي يعدها الطباخ وتبلغه بالطلبات، الزينات معلقة والأنوار موقدة والجمع في أهبة الاستعداد لاستقبال زبائن الخير.. هكذا يتجلى المشهد في أحد شوارع المحروسة تحديدًا في منطقة الترجمان.
ينظم شباب مؤسسة «ينفع نفرح» سحور جماعي من أجل الخير العائد منه للتعليم، لمساعدة غير القادرين على دفع مصروفات المدارس في محاولة للحد من التسرب من التعليم بسبب ضيق اليد.
«مفيش أكتر من السحور بره في رمضان» هكذا قال محب أحد متطوعي فريق «ينفع تفرح» مشيرًا إلى أنهم يستغلون المناسبات والأعياد والمواسم في الخير، يدشنون عددا من الفاعليات والعائد منها دائمًا لصالح الخير ولعدد مختلف من الفئات مثل الأيتام والغارمات المتسربين من التعليم واللاجئين والمهجرين، وكذلك أطفال الأحداث.
ذكريات نجيب محفوظ وطه حسين مع شهر رمضان
قبل بداية شهر رمضان جاءت فكرة عربة الفول وتم الإعداد لها بالذهاب إلى الحي وعرض الفكرة عليهم والتي سرعان ما لاقت ترحيبا وتعاونا من قبل المسؤولين، هكذا أوضح محب مضيفا: «بدأ العمل بعد استلام الأرض مباشرة من تجهيز ونظافة وشراء الأدوات اللازمة ووضع خطة وآلية للعمل يسير عليها أعضاء الفريق على مدار الشهر كله، فيتقاسم الجميع ذلك العمل التطوعي».
9 سنوات تحتضن «إيفا بطرس» مدير قسم الإغاثة وخدمة المجتمع بكنيسة قصر الدبارة هؤلاء الشباب، من فاعلية لأخرى يلتفون حولها ويسيرون وفقًا لرؤيتها وحبهم للعمل التطوعي ومساعدة الغير، إدخال السرورعلى قلب طفل صغير يحلم بحقيبة المدرسة، أو أب يحاول جمع المصروفات من أجل تعليم أبنائه كان هدفهم في تلك المرة، فكانت عربة الفول هي الوسيلة لجمع الأموال.
ذاع صيت «ينفع تفرح» ليس في منطقة الترجمان فقط بل في أكثر من منطقة، «الناس بتيجي من مصر الجديدة والتجمع الخامس» قالها محب مشيرًا إلى إقبال العديد على السحور على عربتهم بسبب الهدف منها والذي شجعهم لقطع مسافات طويلة للمشاركة في الخير وتشجيع هؤلاء الشباب على فكرتهم، موضحًا أن العمل التطوعي المستمر من تسع سنوات جعل أعضاء الفريق لديهم قاعدة بيانات قوية حول المناطق التى تحتاج مساعدة وكذلك الأشخاص وتجدد القائمة مع كل فاعلية بالإضافة أو بالحذف.