أحمد رمزي.. الممثل الذي كره التمثيل ووقع في غرام «البالة»
رغم مشواره الفني الطويل، إلا أن أحمد رمزي لم يحب التمثيل طيلة حياته، ولم يجد نفسه أمام الكاميرات، ولعل هذا السبب ما دفعه إلى خوض مجال تجارة الملابس البالية في سبعينات القرن الماضي.
ولد أحمد رمزي عام 1930، والده هو الطبيب الجرّاح محمود بيومي، ووالدته هيلين دي لندا من اسكتلندا، والتي تعرّف عليها والده أثناء دراسته هناك فتزوجها وعاد بها إلى مصر.
الصدفة والبلياردو
الصدفة وحدها هي التي غيرّت حياة الطالب رمزي بيومي، وهذا اسمه الحقيقي. كان يلعب البلياردو في نادي ريفولي بشارع 26 يوليو، وكان هناك بالصدفة المخرج والمنتج حلمي حليم، ولفت نظره اندماج الشاب في لعب البلياردو والتركيز عند تسديد الكرات، وأعجبه شكله وتكوينه الجسماني ووسامته، فقال له مباشرة دون أن يعرفه «شكلك وسيم.. تحب تشتغل في السينما؟».
لم يلتفت «رمزي»، واستمر في التركيز مع البلياردو والعصا، وقال بهدوء أعصاب: «أوي.. يا ريت. معلهش أصل أنا مغلوب وعايز أعوض الخسارة».
استأذن «حلمي» وانصرف، ونسى «رمزي» ما دار بينهما. وبعد حوالي شهر تقريباً ذهب ريجيسير إلى النادي البلياردو ليسأل عن «رمزي» لأنه مطلوب في استوديو مصر للمشاركة في فيلم مع فاتن حمامة وعبدالحليم حافظ بعنوان «أيامنا الحلوة».
اتصل موظف النادي بـ«رمزي» في منزله، وقال له إن هناك سيارة تنتظره أمام النادي لتوصيله إلى الاستوديو. وبعد ساعة كان «رمزي» في الاستوديو ليبدأ مشوار النجومية.
وخلال 45 عاماً مثّل «رمزي» 100 فيلم منها «حب ودموع»، «أيام وليالي»، و«دموع الليل». والغريب أنه رغم هذا المشوار الطويل إلا أنه كان يردد أنه لا يحب التمثيل أبداً ولم يرتبط به يوماً.
خناقة عمر الشريف
موقف كثيرة مرّت على «رمزي» في مشواره الفني أبرزها ما حدث أثناء تصوير فيلم «صراع في الميناء». كان عمر الشريف متزوجاً من فاتن حمامة في الواقع، وكان أحد المشاهد يستلزم وقوع مشاجرة بين «الشريف» و«رمزي»، وكانا صديقين في الواقع، فأراد المخرج عاطف سالم أن يجعلها لقطة ساخنة جداً وخناقة حقيقة، فهمس في أذن عمر الشريف بأنه يلاحظ قصة حب على وشك أن تبدأ بين زوجته فاتن حمامة وبين أحمد رمزي، وأنه رأى بعينيه «رمزي» يغازلها أكثر من مرة.
ثارت حفيظة «الشريف» وما إن بدأ تصوير المشهد حتى انهال ضرباً حقيقياً بالأيدي وركلاً بالقدم في جسم وبطن ووجه أحمد رمزي، حتى سقطت الدماء من وجهه ودفعه في مياه البحر الملوثة بزيت البواخر.
دُهش كل الحاضرين من هذا التصرف غير المتوقع، لاسيما أن عمر الشريف أخذ زوجته وانصرفا من مكان التصوير دون أن يصافح أحداً.
وما إن عرفت فاتن حمامة بحقيقة الحكاية من المخرج حتى ثارت في وجهه وعنّفته، وأعلنت انسحابها من الفيلم قبل التصوير لولا اجتماع الفنانين والفنيين حولها واقناعها بالعدول عن قرارها.
وبسبب هذا الموقف استمرت القطيعة بين الصديقين لأكثر من خمسة أعوام، إلى أن تقابلا في إحدى الحفلات وأقسم وقتها عاطف سالم أنه افتعل قصة مغازلة «رمزي» لـ«فاتن» حتى يحصل على مشهد أقرب للحقيقة فتصالح الصديقان.
تجارة البالة
لكن الغريب هو اتجاه «رمزي» إلى التجارة. فبعد فترة الركود الفني والاقتصادي التي أصابت مصر عقب نكسة 1967، ثم حركة الانفتاح الاقتصادي في عهد الرئيس الراحل أنور السادات بعد انتصار 1973 وتحويل بورسعيد إلى منطقة تجارية حرة، دخل أحمد رمزي في مجال الاستثمار التجاري وحصل مع شريك بورسعيدي على بطافة استيراد.
بدأ في استيراد شحنات ملابس من أوروبا، واهتم بالبدل والفساتين الإيطالية والفرنسية الراقية لكن بيعها كان بطيئاً، فدخل في تجارة البالة التي حققت رواجاً منقطع النظير، فبدأ يكسب كثيراً حتى أنه رفض كثيراً من الأعمال السينمائية والتلفزيونية لمدة خمسة أعوام، عاد بعدها عام 1979 ببطولة فيلم وحيد «حكاية وراء كل باب».