«هيستريا».. فرقة حنين مجنون لـ«ديزني» و«سُمعة» و«سبيستون»
23 مطربا ومطربة من أعمار وتخصصات مختلفة، تجمعهم موهبة الغناء والعزف والتوزيع الموسيقي، ويجمعهم أيضًا الحنين الجارف للماضي الجميل، فقرروا أن يقدموه بأسلوب جديد وألحان حديثة تناسب عصرهم وجمهورهم.
«هيستريا» فرقة شبابية تصف نفسها بالمرح إلى حد الجنون الفني على المسرح، وخاضت أكثر من تجربة وحققت اسمًا وشهرة في وقت قياسي.
البداية من «البؤساء»
«الفرقة بدأت في 2014 واسمها هيستريا لأنها قايمة على الهزار والمرح والتهييس كمان!، إحنا في الأساس صحاب وأكتر من عيلة، حتى في البروفات بنكون براحتنا وعلى طبيعتنا جدًا، مفيش لينا leader معين لكن بنوزع المهام على بعض وفيه ناس أقدم من ناس»، هكذا تحكي مريم منير، إحدى العضوات المؤسسات عن الفرقة.
لكن برغم أجواء المرح والبهجة، كانت البداية من مسرحية «البؤساء» الفرنسية الشهيرة للأديب فيكتور هوجو، حين جسدها أعضاء الفرقة على مسرح كلية التربية الموسيقية غناءً وتمثيلاً.
بعد هذا قدمت الفرقة بعض الأغنيات من أفلام ديزني المدبلجة، وظهر فيها الأعضاء على المسرح بأزياء مستوحاة من شخصيات الأفلام كالأميرة «سنووايت» و«الأقزام السبعة» وغيرها من شخصيات.
تقول مريم منير إن الفرقة اتسعت لتشمل أعضاء من خارج كلية التربية الموسيقية، بعد اختبار الوافدين في الموهبة فقط، فصار بينهم آخرون من كليات الهندسة والصيدلة وغيرهما.
بل إن بعض الأعضاء الموهوبين من المرحلة الابتدائية في الكورال، وهكذا جمعت الفرقة بين الدراسة الأكاديمية وحب الموسيقى، وبين المتخصص والهاوي من كل الأعمار.
Spacetoon.. حنين لا ينتهي إلى كارتون الطفولة الراقية
هيستريا تون
انطلقت مشاريع الفرقة بعد ذلك في أكثر من تجربة موسيقية، أولها وأبرزها غناء تترات مسلسلات الكارتون التي شاهدها جيل التسعينات على قناة «سبيستون Spacetoon» التي تعد واحدة من أهم قنوات الأطفال في الوطن العربي.
وأطلقت الفرقة المشروع باسم «هيسترياتون» وقسّمت الحفلة بحسب نظام «سبيستون» نفسها في عرض المسلسلات، فجمعت التترات المتشابهة بحسب الكوكب التابع لها في القناة، مثل «كوكب أكشن»، و«كوكب كوميديا» و«زمردة»، وخلافه.
المميز في هذه الفكرة أن أعضاء الفرقة من جيل «سبيستون» نفسه، فقدموا الأغنيات بقدر كبير من الحماس والحنين للحظات الطفولة، وتفاعل معهم الجمهور الشبابي من الجيل ذاته بالغناء وترشيح الأغاني لهم، كأنها حفلة نوستالجيا واستدعاء للذكريات.
غنّت الفرقة أشهر التترات مثل «المحقق كونان»، «سابق ولاحق»، و«أنا وأخي» وغيرها. وبالإضافة إلى النجاح الجماهيري فقد حضر الفنان السوري طارق العربي طرقان، المؤلف والملحن الأصلي لهذه الأغنيات وغنى مع الفرقة شاكرًا مجهودهم في إحياء هذه التراث مجددًا.
هيستريالوج
حنين آخر يخطف أعضاء الفرقة، هذه المرة إلى فنون الزمن الجميل في السينما المصرية، وبالتحديد فن المونولوج الذي اشتهر به إسماعيل يس، ومحمود شكوكو، وسيد سليمان، وغيرهم.
اختارت الفرقة اسم «هيستريالوج» لهذه الفكرة، وقدمت أشهر مونولوجات واسكتشات سينما الأبيض والأسود بطريقتهم الخاصة «الهيستيرية» مع مقاطع تمثيلية مصاحبة للغناء تعاونوا فيها مع فرقة «هلوسة» المسرحية.
عبّرت المونولجات عن المشاكل الزوجية على مر العصور بطريقة كوميدية، إلى جانب الأغنيات الشهيرة مثل «أوبريت العقلاء» من فيلم «إسماعيل يس ف مستشفى المجانين»، و«عيني علينا يا أهل الفن» والكثير على هذه الشاكلة.
ديزني بالعربي
كما عاش جيل التسعينات مع أغاني «سبيستون» باللغة العربية الفصحى، وعاش أيضًا مع أفلام «ديزني» المدبلجة باللهجة العامية المصرية، وكل فيلم له أغانيه المشهورة بأصوات فنانين مصريين مثل محمد هنيدي، وعبد الرحمن أبو زهرة، وآخرين.
قررت فرقة «هيستريا» تخصيص مشروع خاص بهذه الفكرة تحت عنوان «ديزني بالعربي» لاستكمال رحلة الحنين والنوستالجيا، قدمت فيه أغاني أفلام «الأسد الملك»، و«هرقل»، و«طزان»، وغيرها من الأفلام.
الغناء باليابانية
المسلسلات المدبلجة المعروضة على قناة «سبيستون» يابانية في الأصل وتُسمى «أنمي anime»، ومع التطور التكنولوجي وانتشار شبكة الانترنت صار الشباب العربي يتابع مسلسلات الأنمي بلغتها الأصلية مع الترجمة دون الحاجة إلى انتظار الدبلجة.
في مهرجان «إيجيكون egycon» السنوي لعشاق الأنمي المصريين، خاضت «هيستريا» تجربة الغناء باللغة اليابانية تماشيًا مع ذوق الجمهور، واستدعوا خبراء ومترجمي اللغة للتدريب وتعديل النطق ليخرج بالشكل المطلوب.
المشاريع القادمة
محمد عرفات، مغني بالفرقة ومسؤول الدعاية، أشار إلى مشاريع «هيستريا» القادمة في تقديم المسرح العالمي بشكل غنائي موسيقي فريد من نوعه، بأشعار وألحان من تأليف الفرقة نفسها.
كما يؤكد «عرفات» أن مشروعات النوستالجيا مثل «هيستريا تون» مستمرة، فقد عرف الجمهور الفرقة عن طريق هذه الحالة الحماسية من حنين الذكريات، والحفلة القادمة قريبًا ستكون «سبيستونية» كذلك في ساقية الصاوي.