الحضرة.. مديح صوفي بألحان «بيتهوفن» و«موزارت» و«باخ»
14 شابا مصريا اجتمعوا على حب الإنشاد الصوفي، ونجحوا في تكوين فرقة متجانسة برغم اختلافهم في الطرق الصوفية التي ينتمون إليها. لا تكتفي فرقة «الحضرة» بالمديح التقليدي، بل تقدم أشكالاً جديدة عصرية وكلاسيكية أيضًا جعلتهم يصلون لأكبر مسارح مصر.
ميزة الفرقة
مؤسس فرقة «الحضرة» الموسيقي والملحن المصري نور ناجح، يحكي عن نشأة الفرقة في عام 2015 من منشدين وعازفين محبين للتصوف ولهم خبرة سابقة مع الإنشاد الديني، وتهتم الفرقة بكل أشكال المديح المعروفة باختلاف منشأها.
لكن ما يميز الفرقة أكثر من غيرها، هو احتوائها على أبناء الطرق الصوفية أنفسهم بما فيهم «ناجح»، ولهذا قدمت الفرقة «مديح الساحات» الذي لم يعرفه الجمهور من قبل لأنه خاص بأهل الطرق وحدهم.
الطرق الصوفية المختلفة
تضم الفرقة أعضاء من طرق صوفية عديدة منها الخليلية، والإدريسية، والدومية، والنقشبندية، والخلواتية الدومية، والبرهانية، وهذا ما سعت إليه الفرقة بضم المداحين من مختلف الطرق.
يؤكد مؤسس الفرقة أن الطرق الصوفية لا تتعارض فيما بينها، فكلها تبدأ اليوم بالصلاة على النبي ثم الاستغفار ثم الإنشاد بأسماء الله الحسنى، وعبارة «كل شيخ وله طريقة» تعني اختلاف عدد الأذكار والأسماء الحسنى، لكن المضمون واحد.
نشاطات الحضرة
لا تعمل الفرقة في أي نوع آخر من الغناء لأنها تستمد نشاطها من اسمها «الحضرة» ولذا فهي تعني حضور القلب مع الله، وأساسها ذكر الله والابتهالات الدينية كي يخرج المسمتع منها مستحضرًا الله في قلبه.
في نفس الوقت، بعض أعضاء الفرقة يعملون في مجالات أخرى غير الإنشاد، فمنهم موظفون في الأوقاف أو محاسبون في البنوك، ومنهم أيضًا طلبة في الجامعات، لكن 6 أعضاء فقط يتفرغون لفرقتهم.
التجديد في المديح
تحاول الفرقة التجديد بشكل عصري ومبتكر في نشاطها، عن طريق مزج الإنشاد الصوفي بألوان أخرى من الموسيقى، منها مثلاً الأعمال الكلاسيكية لـ«بيتهوفن» و«موزارت» و«باخ» وغيرهما.
كما عادت الفرقة إلى تراث الأندلس في المديح عن طريق الموشحات الأندلسية الدينية، بالاشتراك مع أستاذ علم الموشحات محمد عبد الستار الذي درست الفرقة على يده في معهد الموسيقى العربية.
وفي عيد ميلادها، اشتركت «الحضرة» مع فرقة غربية دمجت الإنشاد بموسيقى الجيتار، والبيانو، والدرامز، في محاولة لتوصيل المديح إلى الجمهور بشكل معاصر.
لم تغفل الفرقة الاشتراك مع أعلام الإنشاد الصوفي في مصر مثل الشيخ محمود التهامي الذي أنشأ نقابة الإنشاد الديني، وأيضًا المنشد علي الهلباوي والمنشد الشاب مصطفى عاطف، كما شاركوا الشيخ سعيد الموجي الذي طاف بلادًا كثيرة من العالم مع فرقة التنورة.
في مصر والعالم العربي
يرى نور ناجح مؤسس «الحضرة» أن الفرقة حققت النجاح الذي ترجوه خلال الأعوام الثلاثة الماضية منذ انطلاقها، فقد أنشدت على أكبر مسارح مصر مثل المسرح الروماني، ومحكى القلعة، وساقية الصاوي، ومكتبة الإسكندرية وغيرها.
وفي عيد ميلاد الفرقة الثالث بدار الأوبرا المصرية، اجتمع من أجلهم 1000 مستمع في المدرجات، برغم عدم وجود إعلانات لصفحة «الحضرة» على موقع «فيس بوك» التي وصلت 110 ألف مشترك.
أما عن السفر لخارج مصر، فقد زارت الفرفة دولة البحرين بدعون من وزيرة الثقافة الشيخة مي آل خليفة سنة 2017 أثناء الاحتفال باختيار مدينة «المحرق» البحرينية عاصمة للثقافة الإسلامية.
الخطط القادمة
تحلم فرقة «الحضرة» بإنشاء مهرجان دولي للموسيقى الروحية، إلى جانب الطواف بالعالم كله لنشر هذه الثقافة، ويطمحون لعمل الألبوم الأول الذي سيكلفهم كثيرًا، لأنهم في النهاية مجموعة شباب مستقلين دون دعم.