الكائنات الفضائية بين الحقيقة والوهم.. هل حقا بنوا الأهرامات واختطفوا البشر؟
هل تؤمن بالكائنات الفضائية؟ لا شك أنك رأيتهم في العديد من الأفلام، وتخيلتهم يهبطون بالسفن الضخمة المتطورة لاحتلال الأرض، والمصيبة لو اختطفوا أحد البشر لإجراء التجارب عليه أو فحص خلايا جسمه، تمهيدا للقضاء على الجنس البشري.
ماذا لو أخبرك شخص ما أن الفضائيين فعلوا هذا من قبل في الحقيقة بدلاً من السينما، واختطفوا البشر، وظهروا للمؤرخين العرب، بل شيدوا الأهرامات المصرية نفسها، هل تصدق هذا الشخص؟
السؤال هنا هو: متى بدأت هذه الظواهر العجيبة تلفت اهتمام البشر؟ وما هو نصيبها من الحقيقة كما يرى الباحثون والعلماء وخبراء الظواهر الغريبة؟ في هذا التقرير من «شبابيك» ستذهب في رحلة مع الفضائيين.
أطباق تطير منذ آلاف السنين
لا تنفصل رؤية الكائنات الفضائية عن السفن الضخمة التي يسافرون بها في الفضاء، ومشاهدات هذه الأجسام الغريبة في السماء أقدم مما يتصور البعض، فقد كتب المسكتشف الإنجليزي «كريستوفر كولومبوس» عن رؤيته لها في القرن الـ16 الميلادي.
حتى قبل ميلاد المسيح عليه السلام، تظهر الأجسام الطائرة في لوحات فنية عديدة، لكن بشكل عام يمكن القول أن أول مشاهدة موثقة كانت في سنة 1947 في الولايات المتحدة الأمريكية.
زعم المليونير الأمريكي «كينيث آرنولد» رؤيته لأجسام مجهولة الهوية أثناء تحليقه بطائرته الخاصة، وأدلى بشهادته إلى الصحافة واصفًا ما شاهده بالأطباق الهاربة، هكذا اشتهر مصطلح «الأطباق الطائرة» للدلالة على زوار الفضاء.
تفسيرات
كانت واقعة المليونير الأمريكي هي بداية انتشار مشاهدات الأطباق الطائرة والتقاط مئات الصور الفوتوغرافية وأفلام الفيديو لهذه الظاهرة في العالم كله، بل وصل الأمر لاتهامات دولية بين الأمريكيين والسوفييت بأن هذه الأجسام طائرات عسكرية صنعها أحد الطرفين لضرب الآخر.
حتى هذا الوقت كانت تفسيرات الخبراء لا تخرج عن نطاق الهلوسة الجماعية، أو الخدع البصرية، ولم يقتنع الرأي العام الأمريكي بهذا التفسير ولكنه كان على موعد مع واقعة أخرى أكثر غرابة وشهرة.
روزويل.. لغز القرن
لم تكن مدينة «روزويل» الصغيرة الواقعة ضمن ولاية «نيو مكسيكو» الأمريكية تعرف أنها ستشهد أشهر وقائع الأطباق الطائرة خلال القرن العشرين، بل إن لغز هذه المدينة ظل بلا حل ليومنا هذا بين مشكك ومعارض.
في أحد أيام شهر يوليو 1947، سقط جسم غريب في المدينة داخل أحد حقول تربية الماشية، ولم يترك الجيش الأمريكي الفرصة لأحد السكان بالتساؤل عن الدوي الهائل لاصطدام الجسم بالأرض، فقد أعلن حظر تجوال عام على السكان المحيطين بمنطقة السقوط.
راحت سيارات الجيش تجمع بقايا الجسم الغريب وتخرج بها من المدينة في صناديق مغطاة بإحكام، فيما زعم العشرات من السكان أن هذه البقايا لطبق طائر حقيقي، وتبدو من نوافذه الزجاجية مقاعد أصغر حجمًا من الإنسان العادي.
انتشر خبر الواقعة في شتى أنحاء الولايات، لكن الحكومة التزمت الصمت تمامًا، وإن أعلنت بعدها بأسبوع أن هذا الجسم ليس إلا منطادًا حديثًا لدراسة الطقس، وهو التفسير الذي لم يقنع الجمهور ويبرر حظر التجوال الصارم، واستدعاء الجيش بهذه السرعة، لكن المفاجأة كانت في انتظارهم بعد ما يقرب من 50 عامًا.
الكائن الفضائي
ظلت واقعة «روزويل» تلفت نظر الصحفيين والمهتمين بالظواهر الغريبة طيلة السنوات التالية، وفي عام 1980 نشر صحفي أمريكي كتابًا عن الواقعة حقق أعلى المبيعات وأثار شغف الجمهور مجددًا للبحث عن تفسير، كما اتهم الكتاب المخابرات الأمريكية بالتستر على أسرار الفضائيين لحسابها.
أما سنة 1994 فقد نشرت مجلة علمية شهيرة مقالاً عن واقعة «روزويل» تطالب فيه الشعب الأمريكي بالاعتراض على صمت الحكومة بواسطة رسائل موقعة، وبالفعل تسلمت الحكومة 14 مليون رسالة اعتراض ورغم هذا استمر صمت المسؤولين وتجاهل الجماهير.
هنا كان الجميع على موعد مع شهادة طيار أمريكي يبلغ من العمر 80 عامًا، قرر أن يكشف ما وصفه بالسر الرهيب قبل موته، حين أعلن عن امتلاكه لفيلم فيديو كامل لتشريح كائن فضائي كان على متن الجسم الغريب في واقعة «روزويل».
انتشر الفيلم على كل محطات التليفزيون وشاهده الملايين وأقر خبراء التصوير بصحته، فكان لابد من تقرير رسمي هذه المرة، ليعلن الرئيس الأمريكي بيل كلينتون شخصيًا جهله بأي كائن فضائي تحتفظ به مخابرات دولته وعلق قائلاً «لم تخبرني القوات الجوية بالأمر!»
بخلاف كلمات الرئيس الأمريكي، وبعدها بعامين فقط أعلنت القوات الجوية الأمريكية رسميًا أن ما سقط في «روزويل» لم يكن سوى طائرة عسكرية سرية تحتوي على دمى خشبية تعمل بالتحكم عن بعد، وهكذا يحسبها الناس مخلوقات فضائية، البيان الذي شكك فيه الكثيرون وقالوا «لماذا انتظرتم 50 سنة لتعلنوا هذه الحقيقة إذن؟»
في الوطن العربي
يقتنع المهتمون بالظواهر الغريبة أن الفضائيين ظهروا في دول عديدة من العالم وليس فقط أمريكا، لكن نقص التغطية الإعلامية من جهة، ونقص أعداد المهتمين العرب بتوثيق هذه الظواهر من جهة أخرى، كانا السبب في اختفاء هذه الأخبار والوقائع.
في أمريكا وحدها أكثر من ألف هيئة ومؤسسة متخصصة في الظواهر الغريبة، بينما ينعدم وجود هذه الهيئات في الوطن العربي، برغم وجود مشاهدات في كتب التراث نفسها لأجسام غريبة في السماء.
يحكي الرحالة العربي ابن بطوطة في كتابه «تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار» عن مشاهدته لجسم غامض في السماء، كما روى المؤرخ المصري «ابن إياس» في كتابه «بدائع الزهور في وقائع الدهور» عن مشاهدات مختلفة في مصر أثناء حكم الدولة المملوكية.
أما في عصرنا الحديث فتتناقل الصحف بين الحين والآخر أخبار لمشاهدات أجسام غريبة وقعت في فلسطين، ومصر، والكويت، وتتعرض للتحليل والنقد العلمي وسرعان ما تختفي، لكن أكثر الصحفيين المصريين تصديقًا لهذه الظاهرة كان الراحل أنيس منصور.
الأهرامات بناها الفضائيون
كتب الراحل أنيس منصور سنة 1971 كتابه الشهير «الذين هبطوا من السماء» ليصف الكائنات الفضائية التي سكنت الأرض، وأقاموا الحضارات التي اختفت ولا نعرف عنها شيئًا، عن طريق عدد كبير من الأدلة والحكايات التاريخية.
يقول الكتاب أننا لسنا وحدنا، وأن الفراعنة حكمهم فضائيين لهم بشرة زرقاء، وبنوا الأهرامات العظيمة بكل ما فيها من إعجاز غير أرضي، بل يرى أن آدم وحواء سافرا إى كواكب أخرى كما يسافر الإنسان حاليًا بين دولة وأخرى.
تعرض الكتاب لنقد شديد خاصة بعد تفسير العلماء لأغلب عجائب الحضارات السابقة بطريقة علمية، وبالتالي لا يجب علينا أن ننسب كل الآثار العجيبة في مصر وبغداد وبقية العالم لكائنات فضائية.
الحقيقة.. أين هي؟
مثل اغلب الظواهر الغريبة تعرضت الكائنات الفضائية لجدل كبير بين مؤيدين لوجودها ومعارضين، وكلا الفريقين من العلماء الكبار في الفيزياء والفلك، ويمكننا سرد أشهر الآراء في هذه القضية كالتالي:
مؤيد
كارل ساجان العالم الفلكي الأمريكي الأشهر، كان من أشد المتحمسين لوجود حضارة خارج الأرض، وأجرى العديد من المحاولات للتواصل مع الفضائيين بإطلاق مركبات خاصة للفضاء برسائل أرضية تحتوي رسومات بشرية وموسيقى خاصة للتعريف بنا.
حين سألوا «ساجان» عن واقعة «روزويل»، كان رأيه أن المخابرات ربما أخفت الجسم الفضائي لما يحتويه من تكنولوجيا كبيرة قد تكون السبب في تقدم الولايات المتحدة السريع للغاية، وقد أخفته أمريكا كي لا تطالب الدول الأخرى بحقها في هذا الاكتشاف.
أما العالم الفيزيائي الشهير «ستيفن هوكينج» فيرى أن الفضائيين سيفعلون بنا مثلما فعلت أوروبا بالهنود الحمر، أي أنهم سيبيدون الكوكب كله ولهذا من الأفضل ألا نرسل أي إشارات لتنبيههم إلينا أصلاً.
مُعارض
أستاذ الفلك في جامعة هارفارد «هوارد سميث» يرى أن البشر وحيدون تمامًا في الكون، لأن ظروف نشأة الأرض فريدة من نوعها وبالتالي سيكون أي كوكب آخر حار جدًا أو بارد جدًا ولا يسمح بالحياة.
هذا الرأي تؤيده التحقيقات التي تثبت أن الكثير من الصور الملتقطة للأطباق الطائرة مزيفة في الأصل، يصورها النصابون عن طريق أطباق بلاستيكية وورقية على أساس أنها فضائية لكسب المال أو الشهرة.
المفاجأة الأخرى كانت بصدد مخلوق «روزويل» الفضائي، فبعد عرض فيلم التشريح بأحد عشر عامًا، اعترف خبير المؤثرات البصرية السينمائية «جون همفريز» بمشاركته في نحت وتصميم المخلوق بنفسه.
قال «همفريز» إن المخلوق مصنوع من مادة اللاتكس الشبيهة بالأنسجة الحية، أما جسم المخلوق من الداخل فقد ملأه بأمخاخ الدجاج وأحشاء الخراف، وقد استغرق صنع المخلوق المزعوم 4 أسابيع كاملة.