رفضوا الحلاقة يوم السبت.. حكايات المصريين الغريبة مع أيام الأسبوع
لكل شعب رصيده من الطقوس الغريبة التي تكونت في وجدان وعقول الناس عبر معطيات البيئة المحيطة، ولأسباب كثيرة كان للمصريين نصيب من الاعتقادات التي انتعشت ووجدت أرضاً خصبة ترعرعت فيها خاصة في منتصف القرن الـ19.
وكان المصريون يعتقدون ببعض الخرافات التي تتعلق بأيام الأسبوع نعرضها لكم في هذا التقرير.
الأحد والثلاثاء
جزء من هذه الخرافات ارتبط بالأيام، فبعضها يحمل الخير في طيّاته، وبعضها الآخر شر مستفحل. كان المصريون في القرن قبل الماضي ينظرون إلى يوم الأحد نظرة تشاؤم. فهذا اليوم كما يفسر المسلمون المتعلمون آنذاك والعديد من أبناء الطبقات الأدنى هو الليلة التي تسبق ليلة الإثنين وهي الليلة التي توفى خلالها الرسول.
بيد أن غيرهم كثيرين يستبشرون خيراً بيوم الإثنين خاصة لإتمام الزواج، وإن لم يكن ميمون الطالع مثل ليلة الجمعة. وأما اليوم الذي يعقب هذه الليلة فخير للبعض وشر للبعض الآخر.
ولكن الثلاثاء يوم مشئوم ويطلقون عليهم «يوم الدم» بسبب استشهاد العديد من الشهداء المعروفين فيه، ويستندون في ذلك إلى حديث منسوب للرسول: «يوم الثلاثاء يوم الدم وفيه ساعة لا يرقأ فيها».
استشاروا المنجمين في الأسماء واحتفلوا بأول حلاقة شعر.. هكذا ربى المصريون أبنائهم في زمن الباشا
ليلة الجمعة
ولا يبالون بالأربعاء بعكس الخميس «المبارك» المتبارك بالنهار الذي يعقبه، ويتوّجون ليلة الجمعة فيجعلونها أكثر ليالي الأسبوع حظاً وبركة خاصة بالنسبة إلى إتمام أمور الزواج.
وكما يكرم اليهود يوم السبت، أنزل المسلمون يوم الجمعة في مرتبة خاصة ويعرّفون يوم الجمعة بيوم «الفضيلة»، بينما الطامة الكبرى تقع يوم السبت، فمن الخطأ أن يبدأ المصري يوم السبت بحلاقة ذقنه أو تقليم أظافره.
شهر صفر
وفي السنة أيام خاصة يعتبرها المصريون غاية في السعد وحسن الطالع كأيام العيدين، أو غاية في النحس كآخر يوم أربعاء في شهر صفر الهجري، فلا يخرجون من منازلهم حتى لا تقع على رؤوسهم النوائب والكوارث التي تصيب البشرية في هذا اليوم.
كما توسم بعضهم خيراً أم شراً من أول أمر تصادفه أبصارهم، فيقولون إن كان خيراً «نهارنا مُنوّر»، وإن كان شراً «نهارنا زفت»، وأما الإنسان الأعور المسكين فرؤيته نذير شر خاصة إن كانت عورته كانت في عينه اليسرى.