حصل على الإعدادية في مصر وعاد إليها بدرجة الدكتوراه.. حكاية عمر عثمان
عمره 22 عاما بدرجة دكتوراه في الهندسة غير التبادلية من جامعة باريس- ديديرو. الحديث هنا عن عمر عثمان، الذي اكتُشفت موهبته منذ الصغر وعرف طريقه نحو الدراسة الجامعية قبل أن يبلغ 13 عاما.
داخل إحدى فصول مدرسة الملك فهد النموذجية بمدينة نصر، اكتشف أستاذ الرياضيات بالصف الخامس الابتدائي، طفلا يبحث عن إجابات لأسئلة معقدة بالنسبة لمن هم في سنه.
تكرر الأمر مما دفعه لإخبار والديه أن ابنهما يمتلك عبقرية مكانها ليس في المدرسة أو في مصر حتى. أخذ والد عمر عثمان، الأمر على محمل الجد، وبحث عن تنمية قدرات الطفل، ونصحه الأساتذة الجامعيين بالمدرسة بالبحث عن منحة دراسية بالخارج وساعدوه في ذلك.
الحكاية كاملة رواها لنا أستاذ الرياضيات بكلية العلوم جامعة القاهرة، الدكتور هاني الحسيني، والذي التقى بوالد عمر وصاحبه منذ قدومه إلى الكلية؛ ليتلقى دراسة متقدمة تنمي مهارته في الرياضيات.
الدراسة في مصر
في صيف 2010 التحق عمر عثمان بالمدرسة الصيفية التي تنظمها الجمعية المصرية للرياضيات، وأظهر تفوقا واضحا، تبع ذلك محاولات عديدة للالتحاق بكلية العلوم جامعة القاهرة.
النمط الدراسي في مصر منع عمر عثمان من أداء امتحانات الثانوية العامة، نظرا لسنه الصغير، ولم يكن حينها قد أنهى المرحلة الإعدادية، لكنه واظب على تلقي عدة محاضرات أسبوعية مع أساتذة كلية العلوم بجامعة القاهرة.
كانت تلك الفترة هي الخطوة الأولى لعمر في طريق البحث العلمي، وشارك مع الدكتور طارق السيد أحمد، في إجراء بحث حول المنطق الرياضي، إلا أنه لم ينشر في أي مجلة علمية.
قبل ذلك اصطحبه والده إلى الجامعة الألمانية وهناك، التقى بأحد الأساتذة الذي سهل له مهمة الالتقاء بالفروفسير بجامعة لندن، روبين هيرش، في سبتمبر 2011.
في أحضان أوروبا
10 أيام فقط قضاها الطفل الصغير مع البروفسير الإنجليزي، كانت كافية ليبهره ويثني على مستواه، وسعى إلى مساعدته للتقدم للماجستير بجامعة لندن، إلا أن عمره في ذلك الوقت وقف حجر عثرة في طريقه؛ نظرا لأن قانون المملكة البريطانية يشترط أن يكون والده مقيما بإنجلترا.
يعود عمر إلى مصر، ويواصل دراسته ومذاكرته وتطوير مهاراته بنفسه، وينتظر عام 2012 ليلتحق بالمدرسة الصيفية للموهوبين في أوروبا بمدينة ليون الفرنسية، بدعوة من أحد الأساتذة هناك.
كالعادة أظهر صاحب الـ16 عاما في ذلك الوقت تفوقا لفت إليه أنظار الجميع، وسنحت له الفرصة في الالتحاق بآخر سنة دراسية بالجامعة، وإلى جانب دراسته، بدأ في مذاكرة كورسات الماجستير.
وفي عام 2014 حصل عمر على الماجستير، وانطلق في التحضير لرسالة الدكتوراه ليحصل عليها بعد 4 سنوات في 4 أكتوبر 2018، بعد أن أثنت عليه لجنة التحكيم التي ذكرت في تقاريرها كلمات من قبيل «عمل غير عادي».