طريقة مبتكرة لتوفير نصف استهلاك المصريين من المياه.. السر في السيفون

طريقة مبتكرة لتوفير نصف استهلاك المصريين من المياه.. السر في السيفون

في ظل الخطر المائي الذي يطل على مصر مع اقتراب الانتهاء من سد النهضة، يقترح المهندس وليد علي، حلا يمكن معه توفير كثير من استهلاك المياه في المنازل.

يستهدف المهندس وليد بعلاجه، مياه السيفون تحديدًا، ليحقق بها توفيرًا ليس بقليل في استهلاك المصريين للمياه في منازلهم.

مياه السيفون.. ثروة مهدرة

يستخدم الإنسان السيفون بمتوسط من 3 إلى 4 مرات في اليوم كلما استخدم الحمام، وباعتبار أن كل مرة يمتلئ فيها السيفون يستهلك 10 لتر من المياه، يكون استخدام الفرد الواحد يوميًا 40 لترًا.

لو كانت الأسرة تتكون على الأقل من 5 أفراد، فالهدر اليومي في السيفون يصل إلى 200 لتر، وهذه الأرقام تقريبية وقد تكون أعلى في الغالب وفق المهندس وليد علي الذي يصف هذا الهدر بالكارثة، خاصة في شهور الصيف مع زيادة الاستهلاك.

الإسراف اليومي في حمامات المصريين يكلف آلاف الأمتار المكعبة من المياه (المتر المكعب = ألف لتر) والمصيبة الأكبر أن هذه المياه المهدرة نقية وصالحة للشرب والري وتكلفت أموالاً طائلة في مُعالجتها. وفق وليد.

الحل في المنزل

رسم توضيحي للفكرة

يغسل الإنسان يديه بالصابون كل يوم في الحوض، كما يذهب ماء الاستحمام بكل ما فيه من شامبو إلى الصرف، بالإضافة إلى مياه الغسيل نفسها التي تحتوي على مساحيق التنظيف المختلفة.

كل هذا يُسمى بـ«المياه الرمادية» التي تحتوي على شوائب بسيطة يمكن فصلها بسهولة تامة، بخلاف المياه السوداء التي ذهبت إلى الصرف واختلطت بفضلات الإنسان وامتلأت بالميكروبات والبكتيريا فأصبحت معالجتها صعبة للغاية ومكلفة ماديًا.

يرى «علي» أن «المياه الرمادية» هي الحل الأنسب في بيوتنا، لأننا نستطيع معالجتها وفصل الشوائب عنها لاستخدامها في مياه السيفون بدلاً من المياه النقية القادمة من الصنبور كالمعتاد.

باستخدام وحدة فصل ومعالجة منفصلة Split يمكن معالجة كل «المياه الرمادية» من الأحواض والبانيو والغسالة وضخها إلى السيفون، وهذا لن يكلف سوى فتحة نصف بوصة في السيفون ليمتلئ بالمياه.

فوائد عديدة

خزانات المياه المُعالجة

بتركيب وحدات المعالجة في البيوت، سيقل استهلاك المياه بشكل عام إلى النصف بحسب تقدير «علي»، وبالتالي نوفر نصف الاستهلاك العام لاستخدامه في الزراعة.

في نفس الوقت يوفر المواطن نصف فاتورته الشهرية، فتكون الفائدة مالية ومجتمعية، بل إن ثمن وحدة المعالجة يعود لصاحب الشقة مجددًا من خلال التوفير في فاتورة المياه.

يتفق المهندس الشاب، مع إحدى الشركات لتركيب وحدات المعالجة بالتقسيط مقابل مبلغ شهري مع فاتورة المياه نفسها، ومن الممكن تركيب وحدة عملاقة للعمارة كلها بدلاً من الوحدة المنفصلة في كل شقة.

الأمان الصحي

شهادة تقدير من نقابة المخترعين لصاحب الفكرة المهندس وليد علي

يؤكد «علي» أن مشروعه آمن تمامًا على الصحة، فالمياه المعالجة ستعود إلى السيفون ولن تسبب أي أضرار خاصة مع الإشراف الدائم عليها من الشركة وتحليل المياه أولاً بأول.

حتى بالنسبة للزراعة بالمياه المعالجة يبقى الوضع آمنًا، فلو افترضنا مثلاً أن الصابون الموجود في المياه ظل بنسبة بسيطة بعد المعالجة، فهو يعتبر مصدرًا للفسفور المفيد للتربة وهذا ما يفعله بعض أصحاب الفيلات حين يسقون حدائقهم بهذه المياه.

المهندس الكيميائي أحمد علي شريف، يقول لـ«شبابيك» إن المياه المستخدمة بعد المعالجة لن تختلف عن الأصل طالما تمت المعالجة بشكل سليم، لا سيما مع إضافة المطهرات اللازمة لضمان النقاء.

الشركة القابضة للمياه ترد

شعار الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي

المتحدث باسم الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، اللواء حسن عبد الغني يقول لـ«شبابيك» إن فكرة معالجة «المياه الرمادية» وإعادتها في صندوق الطرد (السيفون) معروفة في الخارج، بل وموجودة في محافظة البحر الأحمر منذ سنتين في العمائر المنشأة حديثًا.

ويرى «عبد الغني» أن الفكرة مهمة وتوفر الكثير بالفعل من استهلاك المياه، لكن تنفيذها يتم بمعزل عن الحكومة ويكون برغبة سكان العمارة، أما دور الحكومة فيكون مجرد الإشراف وقت اللزوم، وعلى أي باحث أو مهندس جاد يملك تصورًا للمشروع أن يتقدم به للشركة القابضة للمياه لدراسته إذا أراد.

تجارب في دول أخرى

وحدة معالجة للمياة الرمادية لشركة Nexus eWater الأمريكية

نظمت ولاية كاليفورنيا الأمريكية قوانين خاصة لمعالجة المياه الرمادية في المنازل، وجعلت لها تصاريح حكومية لتركيبها مهما كانت بسيطة، بل تفحص الحكومة نظام المعالجة في البيوت بشكل مفاجئ.

اليابان أيضًا كان لها نصيب من إعادة استخدام المياة الرمادية ومعالجتها، بسبب موجات الجفاف والنمو الاقتصادي السريع الذي أدى لتكدس سكاني في المناطق الحضرية، فكان لابد من البحث عن بدائل.

محمود حافظ

محمود حافظ

روائي وصحفي، مهتم بالسينما والأدب ومزجهما بالتاريخ والفلسفة