من هي صفاء الهاشم «الكويتية عدوة الوافدين»؟
إطلالتها مميزة دومًا، تحسبها من بعيد شخصا مسالما، لكن الاقتراب منها يعني الصدام مع أكثر النساء جرأة في الجزيرة العربية، تتمتع بلسان حاد غير معهود في مجتمعها، اسمها صفاء الهاشم، مصنفة كأفضل سيدة أعمال في الخليج لأربعة أعوام متتالية، لكن لسانها هذه المرة أوقعها مع المصريين.
قذيفة صفاء كانت هذه المرة من نصيب وزير الهجرة المصرية وشؤون المصريين بالخارج، السفيرة نبيلة مكرم، قالت في معرض ردها على مطالبة الوزيرة السلطات الكويتية باتخاذ اللازم تجاه مواطنة مصرية تم الاعتداء عليها بالكويت «ان كنتو نسيتوا اللى جرى هاتوا الدفاتر تتقرا»، لتبدأ بعدها موجة من الانتقادات والجدل بين المصريين والكويتيين على مواقع التواصل الاجتماعي.
معاركها مع الوافدين للكويت
على عكس المعتاد من امرأة توفى أبوها وهي في الصغر، نشأت صفاء الهاشم المولودة في 14 أبريل عام 1964 ودرست الأدب الإنجليزي في جامعة الكويت، وحصلت على شهادة الليسانس، ثم نالت الماجستير من جامعة بنسلفانيا في إدارة الأعمال، ودبلوم الدراسات العليا في الأعمال من جامعة هارفرد الأميركية.
حضارة دلمون.. أسطورة الخلود بالخليج العربي
تعرف صفاء بأنها عدوة الوافدين، وتطالب دوما الحكومة بالتقليل من نسب الوافدين، حتى أنها قالت في أحد الجلسات البرلمانية إن «الوافدين أكلوا الأخضر واليابس وأنهم احتلوا أماكن الكويتيين في الوظائف».
سيدة أعمال ناجحة
صفاء هي أول امرأة كويتية تعتلى منصة مجلس النواب، حتى أن البعض يلقبها بالمرأة الديناميكية، بعدما فازت في العام 2011 بجائزة «المرأة الديناميكية» في الشرق الأوسط، من كلية إدارة الأعمال في جامعة جورج واشنطن.
تقول عن نفسها في لقاء مع تلفزيون دبي بث في أبريل 2015، إنها خلقت نفسها بنفسها، تزوجت في عمر مبكر وأنجبت ثلاثة أولاد ثم انفصلت عن زوجها، لتنجح كأفضل سيدة أعمال خليجية، وتمتلك مشروعات ربحية واسعة.
وتضيف أنها لم تتزوج من شخص ثري ورثت عنه ثروتها، أو حتى لم تكت ابنة لرجل ثري، بل نشأت في عائلة متوسطة، تمتلك صفاء خبرة طويلة في مجالات متعددة بينها المال والأعمال، حتى أنها عملت منذ العام 1994 في وزارة التعليم العالي لسنوات قليلة، بعدها أسست شركة للاستشارات الإدارية والاقتصادية وكانت رئيسة مجلس إدارتها، وذاع صيتها في مجال تحديث وتطوير المؤسسات.
صفاء في البرلمان الكويتي
وتولت السيدة الأكثر هجوما على الحكومة الكويتية، رئاسة عدد من الشركات الخاصة والقابضة هناك، وشغلت كذلك منصب الأمين العام لمجلس الأعمال الفرنسي في الكويت، وعضوا بجمعية الصداقة الكويتية البريطانية.
شغلت أيضا منصب مقرر لجنتي الشؤون المالية وشؤون المرأة والأسرة في مجلس الأمة الكويتي الذي كانت عضوا في لجنته للشؤون الخارجية، وترشحت كذلك لمنصب مراقب مجلس الأمة وفازت بأغلبية ساحقة، وأصبحت أول سيدة تشغل منصب مراقب برلمان الكويت.
كانت تجربتها السياسية مثيرة للانتباه أيضا، حيث رشحت نفسها مرتين، الأولى بعد حل المجلس عام 2011، والثانية في نوفمبر 2012 وفازت وقتها في الانتخابات، وعرفت بنشاطها المكثف داخل مجلس الأمة، وخلال جلسة السابع من فبراير 2012 أصبحت أول امرأة تقود البرلمان بصفتها مراقب مجلس الأمة.
البرلمانية الكويتية دائمة الصدام مع وزراء الحكومة، ودائمة الهجوم عليها، حتى أنها تحدّت ذات مرة أحد الوزراء بأن يدخل معها في مناظرة بشأن المليارات المهدرة، ويحسب لها مشروع قانون قدمته عام 2014 لإلغاء الفقرة الخامسة من المادة الرابعة لقانون الجنسية الكويتية، وهي التي تشترط أن يكون طالب الجنسية الكويتية مسلما.
بسبب جرأتها وانتقاداتها السياسية تحت قبة مجلس الأمة، استبعدتها لجنة فحص المرشحين بوزارة الداخلية في نوفمبر2016 من الترشح لانتخابات المجلس لعام 2016 بسبب تغريدة لها على موقع تويتر انتقدت فيها أحد زملائها في المجلس، ودفعت غرامتها 150 دينارا كويتيا.
غير أن محكمة التمييز (النقض) أعادت صفاء للسباق الانتخابي، قبل يومين فقط من الانتخابات النيابية التي جرت يوم 26 نوفمبر 2016، وأسفرت عن تغيير كبير في تشكيل المجلس بنسبة بلغت 60%، وأصبحت صفاء المرأة الوحيدة بعدما خلا المجلس السابق من أي وجوه نسوية.
في عام 2006، حصلت صفاء الهاشم على لقب أفضل سيدة أعمال في منطقة مجلس التعاون الخليجي لأربع سنوات متتالية، وأدرجتها مجلة "أربيان بينزنس" ضمن قائمة أفضل مئة مسؤول تنفيذي في المنطقة العربية.