رئيس التحرير أحمد متولي
 ما قدمته القاهرة دفاعا عن الكويت

ما قدمته القاهرة دفاعا عن الكويت

تصريحات هجومية، زادت الموقف اشتعالا، بدأت بتعليق رسمي من وزيرة الهجرة المصرية، نبيلة مكرم، على واقعة الاعتداء على مواطنة تعمل في الكويت، ليأتي رد البرلمانية صفاء الهاشم، عضو مجلس الأمة الكويتي، أشبه بمشادات الشوارع، لتذكر المصريين بأنهم مكرمون في بلدها، وأن الكويت قدمت لهم أكثر مما قدمته مصر.

البرلمانية الكويتية قالت في معرض هجومها على المصريين: «إذا كنتوا نسيتوا اللى جرا هاتوا الدفاتر تتقرا» لتبدأ موجة هائلة من التعليقات المصرية على صفاء الهاشم، عبر مواقع التواصل الاجتماعي تذكيرا بما فعله المصريون لمساعدة الكويت في التخلص من التسلط العسكري العراقي مرة في بداية الستينيات، وأخرى في 1990، وثالثة من خلال التنمية الثقافية والفنية، وهو ما يرصده «شبابيك» في السطور المقبلة.

العراق يطالب بضم الكويت

في أواخر شهر يونيو من العام 1961 وبينما كانت الكويت تستعد للاحتفال باستقلالها، بعدما وقع حاكمها الشيخ عبد الله السالم الصباح، إلغاء اتفاقية الحماية مع بريطانيا، كانت العيون العراقية تتوجه نحو الدولة التي تخلصت حديثا من الإنجليز، حيث بعث رئيس وزراء العراق وقتها عبد الكريم قاسم برقية لحاكم الكويت يهنئه فيها بإلغاء الحماية، دون أن يشير إلى استقلال الكويت، بل عمد إلى اثارة المطالب التاريخية للعراق في الكويت.

 بعد أيام من هذه الرسالة كان الموقف العراقي أكثر وضوحا، العراقيون يريدون ضم الكويت، حتى أن قاسم أعلن في 25 يونيو 1961 خلال مؤتمرًا صحفيًا عقد بمقر وزارة الدفاع أنه يطالب ضم الكويت للعراق مدعيا أن الكويت أرض عراقية فصلها الاستعمار البريطاني عن بلاده.

تسبب الإعلان العرقي في أزمة بين البلدين، وكانت الكويت قد تقدمت بطلب إلى جامعة الدول العربية في 23 يونيو للانضمام لها، أي قبل إعلان رئيس الوزراء العراقي بيومين فقط، وحدد مجلس الجامعة 4 من يوليو للبت في الطلب، إلا أن الجلسة تأجلت لـ 12 من يوليو، واعترفت الجامعة بالكويت دولة مستقلة في 20 يوليو، ليأتي الرد العراقي سريعا بقطع العلاقات الدبلوماسية مع لبنان وتونس وإيران والأردن واليابان لاعترافهم بسيادة دولة الكويت.

حشد عربي لنصرة الكويت

وحشدت مصر بناء على طلب الكويت قواتها بالمشاركة مع قوات سورية وسودانية وأردنية مكان القوات البريطانية المنسحبة، وحشدت العراق قواتها على الحدود مع الكويت، ومع تطور الأزمة دفعت الجمهورية العربية المتحدة (مصر وسوريا) بثلاث سرايا عسكرية «مهندسين عسكريين-  إشارة- سكرتارية عسكرية» للمشاركة في تأمين الحدود الكويتية.

مرة أخرى كان للمصريين دور بارز في صد العدوان الكويتي، بقيادة اللواء المصري محمد علي بلال، نائب رئيس أركان القوات المسلحة المصرية، وقائد القوات المصرية في حرب عاصفة الصحراء، المعروفة باسم حرب الخليج.

 وبحسب ما نشرته مدونة مجموعة 73 مؤرخين (متخصصة في التأريخ العسكري المصري) وصلت طلائع القوات المسلحة المصرية للسعودية في الثاني من أغسطس 1990، استجابة للطلب السعودي في مؤتمر القمة العربي الذي انعقد بالقاهرة، في يومي 9 و10 أغسطس 1990.

وكانت طلائع قوات المظلات والصاعقة المصرية أول قوة عربية تصل للمنطقة الشرقية، لتشكل ما عرف بعد ذلك بعملية (درع الصحراء) وتكون في طليعة القوات المشاركة في «عاصفه الصحراء» لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي.

وشارك في تأمين دول الخليج الثلاث «السعودية- الإمارات- الكويت» حوالي 40 ألف مقاتل فيما عرف وقتها، بالفيلق المصري.

 التعاون الثقافي

التلاسنات المصرية الكويتية لم تتوقف عند المجهود العسكري المصري لصالح الكويت، لكنه امتد للثقافة أيضا، يذكر عدد من المصريين المخرج المسرحي والمؤلف، زكي طليمات، والذي كان له أثر كبير في إثراء الحياة الفنية بالكويت حيث شغل منصب المشرف الفني العام لفرقة المسرح العربي بالكويت في الفترة ما بين عامي (1961-1963).

 العمالة المصرية

تحتل العمالة المصرية التي تشكل عصب الحياة، المركز الثاني بعد الهند في عدد الوافدين على الكويت بتعداد يصل إلى  456 ألف عامل، وفق إحصائية صادرة عن الإدارة العامة للهجرة بالكويت وفق صحف كويتية.

عبدالغني دياب

عبدالغني دياب

صحفي مصري متخصص في الشؤون السياسية والاجتماعية