حمو بيكا وعدوية.. تشابه البدايات يخبركم بمستقبل «رب الكون ميزنا بميزة»
ربما لا يعلم مغني المهرجانات الشعبية «حمو بيكا» أن ألسنة اللهب التي أطلقت عليه بعدما طرح أغنيته «رب الكون ميزنا بميزة» والتي تصدرت مواقع الصوت والفيديو، تشبه الأزمات التي مر بها نجوم كبار في عالم الأغنية الشعبية كأحمد عدوية، وشعبان عبد الرحيم في بداية الظهور.
«بيكا» الذي كان يعمل جزارًا في أحد محلات بيع اللحوم بالإسكندرية، والذي لم ينل إلا حظا قليلًا من التعليم، جاء معه النجاح ضربة حظ، هكذا يقول في لقاء صحفي مع جريدة فيتو، إلا أن ذلك تسبب في مواجهة واسعة مع نقابة المهن الموسيقية، التي شرعت في ملاحقة المغني وإلغاء حفلات له، بدعوى أنه يفسد الذوق العام، وينحدر بمستوى الأغنية المصرية.
ما إن ظهرت أغاني «حمو بيكا» حتى تدخل الفنان هاني شاكر، لإلغاء حفله بمدينة الإسكندرية بحجة أنه لا يحمل تصريحا بالغناء، لتدخل نقابة المهن الموسيقية هي الأخرى على الخط وتهدد المنتج السينمائي أحمد السبكي، بعدم التعاقد مع «بيكا» في أعمال سينمائية بعدما انتشرت صورا تجمعهما على فيس بوك.
عدوية مرفوض في البداية أيضا
حالة الرفض التي تقابل أغاني المهرجانات نفسها واجهت الأغنية الشعبية بعد التحول الكبير بين جيل محمد طه، ومحمد عبد المطلب، لتبدأ مرحلة عدوية ورفاقه، حتى أن أغنية عدوية الأشهر «السح الدح امبو»، التي أنتجت في بداية سبعينيات القرن الماضي، منعتها الإذاعة، واعتبرها النقاد نوعًا من الابتزال وأنها بلا معنى.
بيكا يصل مجلس النواب
لم يقف الأمر عند الجهات الرسمية المسؤولة عن الغناء بمصر، فأعلن النائب سامي رمضان، عضو مجلس النواب عن محافظة الإسكندرية، تقدمه بطلب إحاطة إلى وزارة الثقافة بشأن الإسفاف والابتزال الذي اختلط بالأغاني الشعبية، مطالبا وزارة الثقافة بالرقابة على مثل تلك المصنفات، ومنع انتشارها للحفاظ على الذوق العام.
ما أسباب انتشار الغناء الشعبي في مصر؟
يناسب شريحة واسعة من المصريين
حالة الهجوم التي قابلها بيكا وغيره من مغني المهرجانات مرت على غالبية نجوم الفن المسيطرين على الساحة الغنائية حاليا، كما يقول الناقد الموسيقي محمد شيمس، ولم تكن مقتصرة على الفن الشعبي فقط، لكنها امتدت لفنانين من نوعية محمد منير، وعمرو دياب، وغيرهما كأحمد عدوية، وشعبان عبد الرحيم.
يرجع شميس في حديثه لـ«شبابيك» أسباب انتشار مثل هذه النوعيات من الفن، في تشابه من يقدموها مع غالبية سكان الأحياء الشعبية، والقرى التي تمثل النسبة الأكبر من السكان في مصر.
ليس فقط التشابه في الشكل أو نوعية الملابس هي التي تثير اهتمام الجمهور وفقا لناقد الموسيقي، أيضا الكلمات والموضوعات التي يتناولها معظم مغني المهرجانات في مصر، تناسب سائقي التوك توك، أو الباعة الجائلين في معظم أحياء مصر وحواريها.
إيقاع راقص
يقول شميس إن هناك سببا آخر ساعد على الانتشار وهي أن هذه الأغنيات إيقاعية، فمهما كانت القضية التي تناقشها، الإيقاع الخاص بها يساعد على الرقص، لذا فهي حاضرة دوما في الأفراح سواء أقيمت هذه الأفراح في الشوارع أو حتى في الفنادق، فالجميع يرقص عليها.
الأمر نفسه ذهب إليه الملحن حلمي بكر، والذي يرى أن سبب تحقيق «حمو بيكا» بأغنيته «رب الكون ميزنا بميزة» التريند على عمرو دياب وشيرين عبد الوهاب، أن جمهور بيكا أعلى بكثير من جمهور دياب وشيرين، والذي يتمثل في سكان المناطق الشعبية والفقيرة، وهم يتجاوزون 25 مليون شخص في مصر وهم من يصنعون التريند، ويرون أن هذه الأغنيات والأفلام التي تقدم في السينما تمثلهم وتتحدث عنهم وعن مشاكلهم؛ لذلك يساندون من يقدم هذا لهم ومنهم «حمو بيكا» والأيام القادمة سيظهر من هو مثل بيكا والحال يسوء أكثر.
تدهور ما يقدمه النجوم الكبار
ويرى بكر وفق تصريحاته لصحيفة المال، أن ما يحدث في السوق الغنائية حاليا نتيجة طبيعية بسبب تدهور ما يقدمه النجوم الكبار في الغناء في مصر السنين الماضية، حتى وصلنا لهذه الحال بأن يتفوق عليهم مطرب مهرجانات بأغنية واحدة ويصبح تريند عليهم في لحظات.
الهجوم وسيلة الانتشار
وبخصوص تحركات نقابة الموسيقيين ضد مغني المهرجانات يرى محمد شميس أن ذلك لن يحد من انتشارها لأن الأمر متعلق بالاختلاف، فعادة ما ينجذب الناس لكل جديد.
ويشير إلى أن مطاردة مثل هذا النوع من الفن لن يحد منها، لأنها تنتشر في الشارع، ولن تستطيع النقابة أو غيرها منعها، لذا يجب تقنينها ومنح تصاريح لأصحابها، حتى تتمكن الجهات الرسمية من محاسبة أصحابها حال الإخلال بالمعني، أو الخروج عن المسموح به في الكلمات، كما يحدث أحيانا.
ويرى شيمس أن الفنانين المصريين عموما هاجموا كل جديد، حتى فرق الأندر جراوند تعرضت لذلك، وألغيت حفلاتهم.
تشابه البدايات بين عدوية وحمو بيكا
في لقاء صحفي يقول بيكا عن نفسه إنه غادر المدرسة بعدما اعتدى على معلمته وعضها من يدها، ليغادر المدرسة نهائيا.
كما أن نشأة عدوية التي كانت في منطقة سجن طرة، شبيهة إلى حد ما بما مر به حمو بيكا الذي كان يعمل قصابا (جزارًا) ولم يكمل تعليمه بعدما اعتدى على معلمته، حتى أن عدوية يقول: قضيت أجمل سنوات عمري في منطقة سجن طرة، وكنت دائم الهروب من المدرسة في المرحلة الإعدادية، من أجل السباحة وعشقي لها.
غالبية كتاب كلمات المهرجانات ليسوا شعراء بالمعنى التقليدي ربما يكون أصدقاء للمغني، وهو ما مر به عدوية نفسه فكان أبرز من كتب له حسن أبو عتمان، وكان حلاقه الخاص وتعرف عليه في مقهى.