خلف أسوار الجامعات.. هنا كل ما يؤدي للتجاوزات الجنسية
بين حين وآخر تتكرر مشاهد التحرش والجنس داخل الجامعات المصرية، وغالبا ما يكون المتهم فيها أحد أعضاء هيئة التدريس، بالإضافة لحالات التحرش التي تحدث بين الطلاب أنفسهم.
وتعتبر الجامعات منبرا للتعليم وزرع القيم والأخلاق وفق القانون المنظم لعملها، ومع ذلك فهناك داخل أسوار الحرم الجامعي ما يسهل من الإقدام على مثل هذه التصرفات التي يكون الطلاب وأعضاء هيئة التدريس طرف فيها.
مباني تحت الإنشاء
من الممكن أن يستغل المتحرشون وممارسو الأفعال المنافية للآداب أحد المباني التي لا تزال تحت الإنشاء كستار لأفعالهم، لأنها بعيدة عن أنظار الطلاب وأفراد الأمن.
في إحدى زيارات محرري موقع شبابيك لجامعة طنطا –مجمع سبرباي- أشار أحد المسئولين في اتحاد الطلاب إلى إحدى المباني التي ما زالت تحت الإنشاء قائلا: «للأسف المبنى ده زي ما هو كده بقاله سنين، وللأسف بعض الطلبة بتستخدمه في أفعال منافية للآداب علشان متداري وبعيد عن عين اللي رايح واللي جاي».
غياب أفراد الأمن
أحيانا ما يجد المتحرشون فرصتهم بسبب قلة أعداد أفراد الأمن في الكليات أو في الحرم الجامعي، أو انعدام الدوريات المستمرة على المباني وفي قاعات المحاضرات.
في جامعة جنوب الوادي –مثلا- استغل عدد من الطلبة والطالبات انشغال قيادات الجامعة وأفراد الأمن في افتتاح البطولة العربية لخماسيات كرة القدم، وأغلقوا على أنفسهم أحد المدرجات لممارسة أفعال منافية للآداب.
وتمكن الأمن من ضبط 3 طلاب وطالبتين، وحرر محضر بالواقعة، لكن الجامعة نفتها في بيان رسمي.
التلميحات الجنسية داخل المدرج
تعد التلميحات الجنسية من التجاوزات غير المسموح بها داخل الجامعات، لكن المتحرشين يستخدمون هذا الأسلوب للترويج لأفعالهم وتبريرها وتهيئة المناخ لأنفسهم.
عام 2016، اتهمت بعض الطالبات بقسم الفلسفة في كلية البنات جامعة عين شمس، أحد الأستاذة بتعمد التلميحات الجنسية في حديثه داخل قاعة المحاضرة.
وقالت إحدى الطالبات لشبابيك: «يحتوي كلام الدكتور على إيحاءات جنسية للطالبات، ومرة لما الكلام خرج عن مجراه فيه بنت قالتله كدا كفاية ومش هحضر لحضرتك تاني راح بص ليها وقالها عاوزك في مكتبي ابقي اطلعيلي، دا غير إنه بيتمعن جسمنا وبيتفنن في البص علينا».
محاضرات وسكاشن ليلية
تعمّد أحد أعضاء هيئة التدريس في كلية الآداب جامعة القاهرة تأخير السكاشن لطلاب قسم الآثار والدراسات اليونانية والرومانية.
واستغل «الأستاذ المتحرش» إرهاق الطلاب والطالبات حتى ساعات متأخرة في الكلية، وبدأ في التحرش بعدد منهن، وذلك في عام 2015.
لكن الطلاب حرروا محضرا ضد الدكتور المتحرش، واتهموه بتعمد ذكر إيحاءات وعبارات جنسية، وكذلك تأخير الطلاب والطالبات حتى منتصف الليل ما أدى لحدوث العديد من حالات الإغماء بينهم.
قد يكون هذا التأخير سببا في حدوث بعض المخالفات بين الطلاب، فالجامعات في هذه الأوقات تكون هادئة وغير مزدحمة.
انفتاح بين الطلبة والطالبات
ربما يشكل الانفتاح –غير الطبيعي- بين الطلبة والطالبات على حدوث التجاوزات غير المسموح بها.
تزاحم الطلاب والطالبات في حفلات الـ«فان داي» والتواجد حتى وقت متأخر في الجامعة دون وجود محاضرات، قد يخلق مناخا خصبا للمتحرشين والتعدي على المساحات الشخصية للطالبات.
في واقعة بجامعة القاهرة، وثقت إحدى طالبات كلية الطب البيطري في زميلها وطلبت منه تأمين حسابها على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، لكنه استغل الأمر واقتحم خصوصياتها واحتفظ بنسخ من صورها.
أنشأ هذا الطالب حسابا وهميا، وعدّل في الصور عن طريق برامج تعديل الصور، وهدد زميلته بنشر صورا عارية لها.
وتمكنت مباحث الانترنت من ضبط الطالب، وتفاجأت الضحية من معرفة أن المتهم هو زميلها الذي طلبت منه حمايتها.