الكاريزما تغلب الجمال.. لهذه الأسباب جاذبية الفتاة تغني عن شكلها
كان أحمد سعد شابًا عشرينيًا يحلم بشكل معين في شريكة حياته، فهو يبحث عن الجمال الذي يغنيه عن النظر لأي فتاة أخرى بعد الزواج، وينتظر في لهفة أن يجد صاحبة لون البشرة المفضل له مع القوام المثالي.
لم يتوقع «أحمد» كما يحكي لـ«شبابيك» أن يتغير كل تفكيره فجأة في أحد الكورسات التي حضرها، حين قابل فتاة أبعد ما تكون عن صفات الجمال «السينمائي» الذي يبحث عنه، فهي ليست بالمميزة ومع هذا جذبته الفتاة أكثر من «مارلين مونرو» نفسها بحد تعبيره.
يقول الشاب العشريني «لقيتني مركز مع كل كلمة بتقولها، حضورها الرهيب كان خاطفني أكتر من كل البنات الأجمل منها» ثم تابع «أحمد» محاضرات الكورس ليتأكد من حقيقة مشاعره، وفي النهاية قالها لنفسه: هذه هي الفتاة التي أبحث عنها لتشاركني مستقبلي.
بين الكاريزما والجمال
الفتاة التي جذبت أحمد سعد لا تتمتع بجمال الشكل التقليدي الذي يلفت الأنظار ولكنها تمتلك صفة إنسانية تُسمى بالكاريزما، وهي كما يعرّفها أستاذ علم النفس محمد مزيد بأنها مجموعة من الصفات التي تميز الشخص وتجعله محط أنظار الآخرين في أي مكان.
تسبب الكاريزما الحضور الطاغي والجاذبية لصاحبها، وفي كتابه «أصحاب الكاريزما» يفرّق الدكتور إيهاب فكري بين نوعين أساسيين من هذه الصفة كالتالي:
-
الكاريزما المؤقتة: الحضور الذي يكون عند الأشخاص بسبب شيء مُضاف إليهم وليس ضمن تكوينهم الأصلي، بالتالي لا يستطيعون الإبقاء عليه دائمًا في كل مكان حتى آخر العمر، مثل جمال الشكل والحسب والنسب، فهذه أسباب لو اختفت لذهب معها الحضور والجاذبية.
-
الكاريزما الحقيقية: هي الحضور الطاغي الذي لا يزول عن الإنسان لأي سبب على مدار حياته، بل يبقى بعد رحيله أصلاً في ذاكرة الناس والمحبين، فهو غير مرتبط بوسامة أو منصب أو مال.
4 نصائح لتبدين جميلة في المناسبات الطارئة
الكاريزما تُغني عن الجمال
هل الجمال وحده يكفي لشريكة الحياة؟ استشارية العلاقات الأسرية والاجتماعية عزة حامد زيان تشير لأهمية الكاريزما التي قد تُغني عن الجمال تمامًا، وأن بعض الرجال يركزون على جمال الشكل فقط ثم يكتشفون بعد الزواج تسرعهم في الاختيار.
كيف يختار الرجل شريكة الحياة ذات الحضور والطلة الجذابة وإن كان مستوى جمالها عاديا؟ تعدد الدكتورة عزة أساسيات الكاريزما في عدة نقاط:
الحوار والاستماع جاذبية أساسية
المثل الشعبي القديم يقول «اللي مراته مفرفشة، يروح البيت من العِشا» بمعنى ضرورة تمتع الزوجة بخفة الدم والروح، فهذا هو ما يجعل زوجها يفضل البيت للسهر والحديث معها بدلاً من الجلوس مع أصحابه وشلته.
الأمر الثاني كما توضحه الاستشارية الأسرية هو فن الاستماع للزوج، فهذا في حد ذاته احتواء وحب لا يستغني عنه، هذه الجاذبية في حديث المرأة وحوارها لو اختفت سيكره الرجل البيت والزوجة مهما كانت جميلة.
الثقافة مطلوبة ولكن
حين يختار الرجل شريكة حياته، فهو لا يريدها حتمًا مثقفة فيلسوفة مثل «سقراط» بحسب تعبير الدكتورة عزة، فهو يبحث عن السكن والاحتواء قبل كل شيء، ولا بأس بقدر من الثقافة التي تزيد من الانجذاب العام للمرأة إذا أراد زوجها الحديث معها.
في المسرحية الشهيرة «المتزوجون» نرى شخصية الزوج المثقف «حنفي / جورج سيدهم» يعاني مع زوجته الأمية «جملات / رجاء أمين» التي لا تعرف أي شيء خارج حدود بيتها، وهنا حدث اختلال في الزواج قد يؤدي لمشاكل عديدة.
افهم لعبة التجميل
في الوقت الحالي، أصبح من السهل على أي امرأة أن تحصل على جمال صارخ ومثالي عن طريق مساحيق التجميل للوجه والشعر، مع أساليب أخرى عديدة لتجميل القوام كذلك، وهذا ما يعرفه أغلب الرجال أصلا.
هذا النوع من الكاريزما ليس إلا تزييفًا صريحًا، مجرد جاذبية مؤقتة ستزول مع زوال أسبابها، ولكن السينما والسوشيال ميديا جعلت نموذج المرأة المرغوبة محصورًا في مقاييس معينة كهذه وإلا فلن يطلبها الرجل.
يغفل بعض الرجال عن حقيقة بسيطة، وهي أن الزوجة عادية الجمال تستطيع تجميل نفسها بهذه الطرق وغيرها للزوج تحديدًا، في حين تشير الدكتورة عزة لمواقف قاسية تحدث أحيانًا، وهي عدم اهتمام الزوج بتجمل زوجته له، مما يجعلها تهمل في نفسها أكثر.
وازن بين الاثنين
المفترض أن الرجل يختار زوجته بناءً على الارتياح الكامل، فلا ينبغي أن يعكس الآية ليختار زوجة ليست جميلة في عينه ثم ينتظر منها أن تتجمل لدرجة عالية لا تتحملها، فهو بهذا الشكل يظلمها منذ البداية.
الأساس هو الموازنة بين الكاريزما والجمال، فكما أن الجمال ليس كل شيء، وإذا كان بلا كاريزما فهو لا يكفي لزواج ناجح، فإن الجمال نسبي وعلى الزوج أن يكون راضيًا عنه قبل كل شيء حتى لو كان عاديًا.