وأكره ابنته على البغاء.. هل جمع الملك خوفو أموال بناء الهرم من الدعارة؟
امرأة أوروبية ترتدي زيًا أسودا تتسلق أعتق الأحجار قيمة في العالم، تنزع عنها لباسها على قمة أكبر الأهرامات، ومن خلفها مصور دنماركي جهز نفسه لالتقاط صورة مثيرة، لممارسة الجنس فوق أحجار ينظر إليها المصريون بجلال.
ذلك لا ينفي أن الأحجار التي كان يقدسها الفرعون القديم شهدت أعمالا مشابهة يوما ما، كما يحكي المؤرخ الإغريقي «هيرودوت» بأن الملك خوفو صاحب الهرم الأكبر جمع أموال البناء عن طريق أعمال الدعارة والبغاء.
أموال البغاء
يزعم هيرودوت، أن الأهرامات بُنيت من أموال البغايا في المعابد ويقول إن خوفو بنى هرمه الشهير من حصيلة أرباح ابنته التي كانت (إحدى كاهنات الرب الجميلات).
ووفقا لكتاب الجنس في الحياة المصرية القديمة، للباحثة ليزا مانيش -ترجمة رفعت السيد علي-، فإن هيردوت الذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد، جمع هذه الحكايات من ألسنة المصريين.
خوفو الشرير
ويقول الكتاب إن الملك خوفو كان على درجة من الشر والسوء دفعته بسبب إفلاس خزائنه إلى أن يأمر إحدى بناته أن تحيا في غرفة تتقاضي أموالا، ونقل عن المصريين أنهم قالوا إن ابنة الملك حاولت أن تستفيد من هذا العمل، بأن تترك ما يخلدها، وطلبت من كل رجل يريد أن يضاجعها أن يجلب لها حجرًا لتشيد به أثرها.
ويضيف أنه من هذه الحجارة التي جلبت لأجل ممارسة الجنس، بنت ابنة خوفو الهرم الأوسط المقابل لهرم أبيها، ويبلغ طوله 150 قدما.
الرواية نفسها ذكرها كتاب «الطب في عهد الفراعنة» لمؤلفه برونو أليوا، حيث ذكر الكاتب أن الأهرامات بنيت بأموال الدعارة، والبغاء.
رواية غير حقيقة
لكن وزير الثقافة الأسبق، الدكتور عماد أبو غازي، يشكك في هذه الرواية مؤكدا أن ما قيل بأن الأهرامات بنيت من أموال الدعارة التي كانت تدفع لبنت الملك خوفو، منقول عن المؤرخ هيرودوت من كتابه «هيرودوت يتحدث عن مصر».
وأضاف أبو غازي أن ما جاء به هيرودوت قصص تحكي أسطورة غير حقيقية، ولا يوجد ما يثبت أنه حدث والمعلومة وصلت للمؤرخ عن طريق السمع.
الجنس في مصر
وبالعودة لكتاب الجنس في حياة المصريين، تقول ليزا مانيش، إن هيرودوت نقل أن المصريين قدسوا النظافة الشخصية ورأوا أن ممارسة الجنس تتعارض مع طهارة البدن لذلك كانت محرمة داخل المعابد، ولم يثبت بشكل دقيق أن الكاهنات كن يمارسن الجنس مع الآلهة في المعابد، كما هو موجود في بعض الحضارات الأخرى كالإغريقية مثلا.
لكن الممارسات الجنسية كانت حاضرة بقوة في مصر القديمة، وسجلت الجداريات والرسومات المحفوظة على جدران المعابد والمتاحف المصرية، صورا لنساء عاريات بعضها كان يمارس أفعالًا جنسية بغرض إثارة الإله جنسيا، كما رصد المؤرخ ديودورس الصقلي الذي عاش ما بين 60 و57 ق م، أن بعض النساء كان يأتين أفعالا مثيرة لصالح الإله العجل أبيس.
«ينقلون العجل في زورق ملكي عليه قفص من ذهب يكون العجل داخله وحين يصل يتقدمون به إلى مذبح قدس الأقداس في معبد هيفايستوس بمدينة ممفيس، وخلال الأربعين يوما الأولى لا يسمح للدخول في حضرة الإله إلا للنساء فقط يقفن أمامه ويرفعن ثيابهن لإظهار أعضائهن التناسلية أمام العجل».
هل بنى صلاح الدين قلعته بأحجار الأهرامات؟
جنس مقدس
ورغم كثرة الأساطير الجنسية المنسوبة للعصور الفرعونية إلا أن الباحث بقسم الأنثروبولوجيا بجامعة متشجن الأمريكية، أليسون ليون، يقول إن الجنس في مصر الفرعونية هو موضوع يجب الخوض فيه بحذر، لأنه في كثير من الأحيان كان أمرا مقدسا، ولا يمكن أن ننظر إلى السلوك الجنسي في هذا العهد التاريخي من منطلق فهمنا المعاصر للهوية الجنسية، كما أن علينا توخي الحذر عند تفسير النصوص المكتوبة والمرئية الفنية للجنس، حتى لا نُسقط افتراضاتنا وتحيزاتنا – مثل نزوعنا إلى الانحياز للهوية الجنسية المستقيمة للفرد – على فئات وأنواع من النشاط الجنسي لا تستقيم بشكل واضح وتام مع رؤيتنا للهويات الجنسية في عصرنا.
وينقل كتاب الجنس في مصر القديمة أن المصريين عموما كانوا شعبا محافظا، فكان الزنا من الجرائم المحرمة في غالبية العصور، كما أن قضايا زنا المحارم أيضا لم تكن شائعة كما يعتقد البعض، بل تمت في حدود ضيقة وغالبيتها كانت لأغراض سياسية، بهدف الوصول للحكم، أو الحفاظ على كرسي العرش.
إخصاء وألف جلدة
يقول المؤرخ ديودورس الصقلي: «كان الزنا من الجرائم المحرمة في مصر القديمة، وأنه إذا اغتصب رجل امرأة حرة متزوجة يعاقب بالإخصاء، أما إذا زنا بامرأة برضاها يحكم عليه القانون بجلده ألف جلدة، وعلى المرأة بجزع أنفها».
بني بالحب
لكن أعجوبة الهرم الأكبر صاحب واقعة الصور الإباحية، تتخطى الحديث عن موارد الأموال التي جمعت من أجل تشييده والوسائل التي تمت لجمعها سواء كانت بالزنا، أم بغيرها حيث أن الأثري المصري زاهي حواس، يقول إن الهرم تم بنائه بالحب.
حواس يسرد في كتابه «الجيزة والأهرامات» أن الأهرامات لم تبنى بالسخرة كما يردد البعض، وإنما «الأصدق أنها بنيت بالإيمان والحب، الإيمان بالبعث بعد الموت والحياة الأبدية فكان لابد من الاستعداد لها جيدا فى الدنيا، والحب لملك جعل مصر تتسيد العالم كله، وكان بناء الأهرامات سبب تقدم كل العلوم فى مصر وعلى رأسها علوم الهندسة والعمارة والفلك والطب وقد أثبتنا أن اليهود ليسوا بناة الأهرام لأنهم تواجدوا بعد سبعمائة سنة من بناء الهرم».