أفلام السينما في 2018: الشباب المصري شاذ جنسيا ونصاب وبلطجي

أفلام السينما في 2018: الشباب المصري شاذ جنسيا ونصاب وبلطجي

أكثر من 30 عملا سينمائيا عُرضوا على الشاشات الكبيرة خلال عام 2018، سواء في عيدي الفطر والأضحى أو في أوقات متفرقة خلال السنة، لتناقش هذه الأفلام قضايا اجتماعية، أو أفلام كوميدية، أو الحركة والأكشن.

ما حظ الشباب المصري كفئة كبيرة من هذه الأفلام؟ كيف صورتهم السينما في مشاهدها وعبّرت عن قضاياهم وأفكارهم؟ هذا التقرير من «شبابيك» يستعرض الظهور والرسائل الشبابية في سينما 2018.

طلق صناعي.. الشذوذ وتغيير الديانة

في مطلع العام خرج فيلم «طلق صناعي» للنور متناولاً قضية سعي الشباب إلى السفر خارج البلاد، عن طريق استعراض حالات الراغبين في الهجرة داخل السفارة الأمريكية بالقاهرة، فأكثرهم شباب سواء من المتزوجين أو العزاب.

الشباب في الفيلم أرادوا الهرب إلى أمريكا بطرق ملتوية على أنهم لاجئين دينيًا أو جنسيًا، فنرى شابًا يزعم أنه غير دينه من الإسلام إلى المسيحية ويريد الاحتماء في أمريكا بدينه الجديد، بينما يدّعي شابان أنهما مثليان ولا يقبلهما المجتمع المتحفظ، وكل هذا قدمه الفيلم بشكل كوميدي.

تدور الأحداث كلها في السفارة الأمريكية ويكتشف الموظفون خدعة هؤلاء الشباب للهرب، لكن الأمور تنقلب رأسًا على عقب عندما يحاول أحد المصريين إجبار زوجته على الولادة في السفارة حتى يحمل ابنها الجنسية الأمريكية بحسب القانون.

تراب الماس.. المعاناة مع السلطات

«طه الزّهار» صيدلي انطوائي لا يختلط كثيرًا بالناس ويرغب فقط في العناية بوالده المشلول، لكنه يجد نفسه في مواجهة مع البلطجي الشرس في منطقته بعدما رفض تزويده بأحد الأدوية الممنوعة، هكذا يبدأ فيلم «تراب الماس» المأخوذ عن رواية شهيرة ناجحة بين أوساط الشباب.

يتقدم «طه» ببلاغ ضد البلطجي في قسم الشرطة، لكنه لا يعرف أن ضابط الشرطة نفسه مشترك مع البلطجي ومن ثم يرسله لقتل الأب المشلول، فلا يجد «طه» مفرًا من مواجهة المجتمع بما فيه من بلطجة وفساد.

على جانب آخر، تعمل «سارة» مذيعة في أحد البرامج الحوارية الشهيرة، لتكتشف أن المذيع الشريف الذي يتحدث بلسان الجمهور مجرد شخص منحل يستغل كل فتاة استطاع الوصول إليها، ويصير عليها محاربته هي الأخرى كي تثأر لنفسها وللأخريات.

عيار ناري.. شك مرتبط بثورة الشباب

يتناول فيلم «عيار ناري» قصة شاب أصيب في اشتباكات لاظوغلي بين المتظاهرين والشرطة، ويعتبره الجميع شهيدًا ثوريًا إلا أن الطبيب الشرعي كان له رأي آخر، فقد كتب أن المسافة التي أصيب منها الشاب ليست بعيدة، وبالتالي لم تكن بواسطة قناصة الداخلية.

كتب الطبيب تقريره وقال فيه الحقيقة كما اكتشفها بنفسه، إلا أن الغضب الشعبي ضده يدفع رئيسته في العمل إلى تزوير تقرير آخر يؤكد أن الشاب القتيل مثل بقية الشهداء في الاشتباك، وهنا يضطر الطبيب إلى اكتشاف الحقيقة بنفسه مع صحفية شابة.

رأى بعض المشاهدين الفيلم يعالج ثورة 25 يناير من زاوية مختلفة، ويغوص في نفوس أبطاله للبحث عن الحقيقة التي قد تختلف من مشاهد لآخر بحسب ميوله السياسية، إلا أن الممثل محمد ممدوح أحد أبطال الفيلم أكّد في حواره لموقع «المصري اليوم» أن العمل لا يسيء على الإطلاق لثورة يناير.

الكهف والديزل.. شباب العشوائيات

لا تنسى السينما الحديث عن العشوائيات والفئات المهمشة، فيصحبنا فيلم «الكهف» إلى الحواري التي تتردى فيها الأخلاق وتكثر فيها الجرائم، ويظهر الشاب البلطجي محاولاً إغواء امرأة أرملة أكبر منه عمرًا بشتى الطرق، لكنه لا ينجح حتى النهاية.

أما فيلم «الديزل» فيظهر محمد رمضان بطله كبلطجي تائب يستغل مهارته الجسدية في العمل كـ«دوبلير» في الأفلام، إلا أن الظروف تدفعه لخوض مغامرة صعبة للانتقام من قتلة خطيبته الأغنياء الذين يستغلون الفقراء كتسلية لمتعتهم السادية.

ليلة هنا وسرور والكويسين.. النصب والكوميديا

الشاب النصاب ظهر في عملين خلال العام، الأول في فيلم «ليلة هنا وسرور» الذي يحكي قصة لص مصري في إسبانيا، يعمل في تجارة الآثار ويعود إلى مصر لانتحال شخصية رجل مخابرات ويتزوج بفتاة مصرية، كل هذا ليسرق تمثالاً أثريًا يحاول لص آخر أكبر منه أن يسرقه.

أما فيلم «الكويسين» فقد اعتمد على الكوميديا الصريحة حين حاول بطله الشاب انتحال شخصية أحد أفراد عائلة عريقة تسمى «الكويسين» لسرقة ماسة نادرة تُسمى «القرموط القرمزي» ليجد تحديات أخرى أمامه حتى يصل لهدفه.

حرب كرموز.. الشباب الوطني ضد اغتصاب الدولة

يأتي فيلم «حرب كرموز» مختلفًا وسط أفلام السنة لتعرضه لفانتازيا تاريخية في فترة الأربعينات، وقتما كانت مصر تحت الاحتلال الإنجليزي، فيتجرأ مجموعة من الجنود البريطانيين على اغتصاب فتاة مصرية بكل وحشية.

يثأر لها ثلاثة شباب مصريين، وبعدها تنتقل القضية إلى قسم كرموز بالإسكندرية، ليتسلمها ضابط القسم «يوسف المصري»، ولكن يظهر شاب آخر ليساعد في الانتقام رغم أنه مجرد لص محترف في السطو على المنازل من أعلى الأسطح.

ينتهي الفيلم بتعاون الجميع للأخذ بثأر الفتاة المُغتصبة، ويموت القائد الإنجليزي بأيدي جموع الشعب الثائرين ضد اغتصاب دولتهم نفسها.

محمود حافظ

محمود حافظ

روائي وصحفي، مهتم بالسينما والأدب ومزجهما بالتاريخ والفلسفة