منار الزهيري.. مخرجة سينما من الانترنت إلى المهرجانات الدولية

منار الزهيري.. مخرجة سينما من الانترنت إلى المهرجانات الدولية

قررت منار الزهيري بعد تخرجها من الجامعة أن تتعلم الشيء الذي تحبه، السينما بشكلها الأكاديمي وعناصرها الفنية كما يدرسها طلبة المعهد العالي للسينما، لكنها لم تلجأ للطريقة التقليدية.

اختارت الخريجة الطموحة أن تلجأ للتعلم عن طريق الإنترنت، ومنه تبدأ رحلتها في عالم السينما بشكل طبيعي. منار الزهيري تحكي تجربتها في هذا التقرير من «شبابيك».

المدرسة العربية للسينما والتليفزيون

ربما لا يعرف كثيرون من محبي السينما أن وزارة الثقافة المصرية توفر الفرصة لتعلم السينما مجانًا عن بُعد، عن طريق موقع المدرسة العربية للسينما والتليفزيون عبر الإنترنت، والتي أنشأتها وتشرف عليها الأستاذة بالمعهد العالي للسينما، الدكتورة منى الصبان.

انتهزت منار الزهيري الفرصة بعد التخرج لتتعلم في المدرسة أثناء أعمالها الحُرة، فهي لا تحتاج إلا لساعتين يوميًا على الأكثر حتى تتابع المناهج على موقع المدرسة، كما أن بعض المواد السهلة لا تتطلب المذاكرة كل يوم.

عن الدراسة على الانترنت

الميزة الأكبر في الدراسة عن بُعد كما ترى «منار» هي أن الدارس لا يحتاج للذهاب إلى مكان ما لحضور الحصة، بل يمكنه فعل ذلك في كل وقت، ومن أي وسيلة كالهاتف أو الحاسب الآلي، وبالتالي لا يجد أي صعوبة في الدراسة مع العمل أو مشاغل البيت والزواج.

تطلبت الدراسة منها 6 شهور فقط لتنجز المناهج الدراسية الخمس بالمدرسة بترتيبها الصحيح «سيناريو – إخراج – تصوير – مونتاج - صوت» ولم تتعب «منار» في فهم واستيعاب المواد، لأنها مكتوبة بأسلوب يناسب المبتدئين الذين ليس لهم معرفة سابقة بالسينما.

يوفر موقع المدرسة كذلك الكثير من الأمثلة التطبيقية للمناهج عن طريق الأفلام الواقعية لمزيد من الفهم، كما ترشح المدرسة مواقع أخرى مهمة للدارسين فلا يضطرون للبحث خارجه، والامتحانات لم تكن تقليدية تعتمد على الحفظ والصم، بل كانت أشبه بمراجعة لكل المناهج.

الدراسة على موقع المدرسة مجانية تمامًا، لكن الامتحانات تكون بمبلغ رمزي قيمته 500 جنيه، فتطلبت الدراسة 2500 جنيه من منار الزهيري ككل، دون حساب تكاليف إنتاج الفيلم الذي أخرجته بنفسها كمشروع التخرج، فالدراسة النظرية هي بذرة المخرج ولكنها لن تصنع النجاح في الواقع.

صناعة الفيلم

بعد الدراسة النظرية بالمدرسة، جاء دور التطبيق العملي في فيلم قصير تشرف عليه الدكتورة منى الصبان مديرة المدرسة، لتكتسب «منار» خبرات أخرى في نوع العدسات المطلوبة للتصوير وحامل الكاميرات وغيرها من النواحي الواقعية التي لن توفرها الدراسة على الإنترنت وحدها.

التحضير للفيلم نفسه تطلب 5 أشهر كاملة لاختيار الفكرة والبحث عن أبطالها، أما الفكرة فكانت عن ذوي الاحتياجات الخاصة وبالذات قدرتهم على التفكير والإبداع، وأما الأبطال فوجدتهم المخرجة المتحمسة بالبحث على الانترنت، وخرج الفيلم بعنوان «إرادة روح» من النوع التسجيلي في 11 دقيقة.

نجاح دولي

​​​​​​​

جربت منار الزهيري أكثر من مرة أن تخرج فيلمًا بما تعرفه عن السينما، لكن فيلم «إرادة روح» كان تجربتها الأهم بعد الدراسة في المدرسة العربية للسينما على الانترنت، فتجاوزت فيه أخطائها السابقة ليخرج في أفضل شكل ممكن.

عُرض الفيلم في المهرجان القومي للسينما المصرية وفي مهرجان «ايراتو» السينمائي لحقوق الإنسان، أما مشاركته الأهم فكانت في مهرجان القُدس السينمائي الدولي منافسًا لأفلام عالمية وباقيًا في التصفيات النهائية.

بطلة الفيلم رحمة خالد المصابة بمتلازمة «داون» كان لها نصيب من النجاح كذلك، حين رأتها إحدى معدّات البرامج في قناة «الغد» الفضائية أثناء تصوير الفيلم وسمعت أنها تتمنى أن تصبح مذيعة ولو لمرة واحدة، فحققت لها المُعدة أمنيتها في برنامجها، لتحقق رحمة خالد شهرة كبيرة وتصبح فيما بعد مذيعة رسمية بقناة dmc.

المشاريع القادمة

​​​​​​​تعشق «منار» السينما التسجيلية وتصفها بأنها «سواقة عربية مانيوال» أما السينما الروائية الرائجة بين الجمهور فهي «سواقة أوتوماتيك» وإن كانت لا تخفي إعجابها بالأفلام الروائية الراقية التي تناقش قضية مهمة مثل «3000 ليلة» للمخرجة الفلسطينية مي المصري.

تنوي منار الزهيري إكمال مشوارها في السينما التسجيلية وتعمل حاليًا على مشروع آخر يتطلب وقتًا كبيرًا، وتمارس عملها الحر في المونتاج خاصة بعدما تعلمته في مدرسة السينما بقواعده الصحيحة والفنية.

محمود حافظ

محمود حافظ

روائي وصحفي، مهتم بالسينما والأدب ومزجهما بالتاريخ والفلسفة