طبّع مع إسرائيل ودعم الإنجليز.. أحمد لطفي السيد أول رئيس لجامعة القاهرة
في حفل مهيب أقيم بقاعة مجلس شورى القوانين حضره الخديوي عباس الثاني وبعض رجال الدولة وأعيانها، تم افتتاح الجامعة المصرية كجامعة أهلية في الحادي والعشرين من ديسمبر 1908.
وفى 11 مارس 1925 صدر مرسوم بقانون إنشاء الجامعة الحكومية باسم الجامعة المصرية، وكان أحمد لطفي السيد أول رئيس للجامعة منذ مارس 1925 وحتى مايو 1941.
أول من طبّع مع إسرائيل
في عام 1925 افتتحت الجامعة العبرية بالقدس، وحضر الافتتاح اللورد بلفور صاحب «الوعد المشؤوم» بتأسيس وطن قومي لليهود.
وكان من بين الحضور، أحمد لطفي السيد مندوبا عن الحكومة المصرية، على الرغم من اعتراضات القيادات الوطنية والشوارع العربية على حضور هذا الافتتاح.
حزب الأمة والاحتلال
كان أحمد لطفي السيد سكرتيرا عاما لحزب الأمة الذي نشأ عام 1907، ويروّج لمبدأ أن الاحتلال أمر واقع يجب العمل على تغييره تدريجيا عن طريق المشاركة في السلطة وتدريب الكفاءات الوطنية لتولي الوظائف العامة.
وكانت وجهة نظر الحزب أن الاحتلال ليس سببا لضعف الأمة ولكنه انعكاس لهذا الضعف، وبالتالي فإن مقاومته لا تكون إلا بنهضة الأمة ونشر التعليم ورفع مستوي الوعي الوطني التي تعد كلها شروطا للحصول على الاستقلال.
هاجمت صحيفة «الجريدة» التي رأسها أحمد لطفي السيد فكرة الجامعة الإسلامية التي كان يدعو إليها السلطان عبد الحميد الثاني، وسلكت الجريدة مسلك المتصالح مع الاحتلال البريطاني، بل نوهت بالتحسن المادي والإداري الذي وصلت إليه مصر في عهد الاحتلال.
وقبل أن يرحل اللورد كرومر المعتمد البريطاني في مصر إلى بلاده أقيم له حفل وداع بالأوبرا، وكان في مقدمة المحتفلين أعضاء حزب الأمة، وأفردت الجريدة ملحقا عن حياة المعتمد البريطاني وأعماله في مصر، فأشادت بأعماله المالية والاقتصادية، ونددت بأعماله السياسية.
يقول الكاتب على القماش: «هكذا دعا لطفي السيد في جرأه إلى ملاطفة الاحتلال وبما يثبط همة المقاومة الوطنية بالاستسلام للأمر الواقع وأن يحاسبوا الإنجليز بوصفهم أصحاب السلطة الشرعية في البلاد».
المولد والدراسة
ولد أحمد لطفي السيد في قرية برقين التابعة لمدينة السنبلاوين بالدقهلية عام 1872.
تعلم مبادئ القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم، ثم التحق بمدرسة المنصورة الابتدائية، وبعد ثلاث سنوات من الدراسة انتقل إلى القاهرة، والتحق بالمدرسة الخديوية الثانوية، وظل بها حتى أتم دراسته الثانوية سنة ثم التحق بمدرسة الحقوق.
دراسته الجامعية في عام 1894 وحصل على شهادة الليسانس في الحقوق. فعيّن مع زملائه كاتباً في النيابة ثمّ بعد ذلك وكيلا للنيابة.