الملكة حتشبسوت.. خليلة آمون التي تزوجت أخيها
كان جلوس الملكة حتشبسوت بمثابة تمردا على العادات المصرية القديمة، فالنساء في الدولة الفرعونية رغم تمتعهن بكثير من الصلاحيات إلا أنه لم يسبق وأن جلست إحداهن في موضوع الحكم، ورغم ذلك أثبت حفيدة مخلص مصر من الهكسكوس الملك أحمس أنها جديرة بقيادة الدولة.
في العام 1508 قبل الميلاد ولدت «غنمت أمون حتشبسوت» وهي الابنة الأولى للملك تحوتمس الأول، وزوجته الملكة أحمس، ويصنفها علماء المصريات ضمن أبرز حكام مصر قاطبة سواء الرجال أو النساء لما قدمته من أعمال على مستوى الإدارة والجيش والعمارة.
من هو فرعون سيدنا موسى؟.. رمسيس أم تحتمس أم خوفو؟
يقول علماء المصريات إن اسم حتشبسوت يعني «خليلة آمون المفضلة على كل النساء لديه» أو درة الأميرات، وتصنف في الترتيب الخامس ضمن تسلسل ملوك الأسرة الثامنة عشرة.
بعد وفاة أبوها تحتمس الأول تولت حتشبسوت الحكم مناصفة مع أخيها غير الشرعي تحتمس الثاني، وتزوجته، وبعد وفاته استأثرت بالحكم وكانت وصية على ابنه تحتمس الثالث.
في كتابه «ملكات مصر» يقول الدكتور ممدوح الدماطى، وزير الآثار الأسبق، إن حتشبسوت حكمت مصر عقب موت زوجها حيث كانت وصية على عرش ابنه الملك الطفل تحتمس الثالث.
ويشير إلى أن الملك الطفل كان عمره وقتها 9 سنوات آنذاك، وتحكمت في الأمور ما بين عامي «1479 إلى 1457 » ق .م.
ويعتبر الدماطي حتشبسوت من أهم ملوك مصر، حيث تميز عصرها بالازدهار الحربي والمعماري فبنت المعابد في الدير البحري، وأرسلت بعثاتها العسكرية حتى بلاد بونت، وجلبت البخور والمواد العطرية من الهند.
الزواج من أخيها
ويقول الدكتور ممدوح الدماطى، إن الظروف تهيأت للمكلة ذات العقلية الفذة لتتحكم في الأمور فكان زوجها (أخوها) ذو شخصية ضعيفة، كما أن ابنه الذي تولى الحكم من بعده تحتمس الثالث كان من إحدى جواريه أو عاشقاته لذا كانت حتشبسوت تراه ناقص، وشاركته في الحكم.
ووفقا لكتاب ملكات مصر، كانت حتشبسوت زوجة مقدسة للإله آمون، وهى وظيفة كهنوتية مهمة ظهرت مع بداية الأسرة الثامنة عشر، وكانت تشغلها عادة إحدى بنات الملك أو أخواته.
نهاية مأساوية
بعد الوصول للحكم اتخذت حتشبسوت لنفسها أخلاء ومعاونين في الحكم وبفضل دعمهم ضمنت البقاء في الحكم 22 عاما، ورغم قوتها كانت نهايتها مأساوية، وفقا لرواية الدكتور ممدوح الدماطي.
بعد فترة غير قصيرة في الحكم اختفت حتشبسوت في ظروف غامضة لم يستطع علماء الآثار حتى الآن معرفة مكان قبرها على وجه اليقين، إلا أن حملات التنقيب العلمية عثرت على آثارها وقد تهشمت، وكأنها حطمت بفعل فاعل ليعتقد كثير من المتخصصين أنها كانت دمرت بأمر من الملك تحتمس الثالث انتقامًا منه لحتشبسوت التي اغتصبت عرشه.