رحلة استحمام طلاب الأزهر في «الإمارات»

رحلة استحمام طلاب الأزهر في «الإمارات»

لم يكن يعلم أسامة إبراهيم الذي يسكن في المدينة الجامعية بالأزهر أن رحلته إلى «الإمارات» للاستحمام ستكون سببا في وفاته.

الاستحمام في المدينة الجامعية بالأزهر خلال الشتاء يمثل معاناة لكثير من الطلاب، بسبب عدم توافر المياه الساخنة في معظم المباني.

مدينة طلاب الأزهر مقسمة لـ3 مجمعات «أ، ب، الإمارات» في مجمع الإمارات الذي بني حديثا ويقيم به طلاب مصريون ووافدون، تتوافر المياه الساخنة بشكل مستمر، ما يدفع طلاب باقي المجمعات للجوء إليه.

رحلة أسامة من مبنى عمر بن عبد العزيز في مجمع «أ» وحتى أحد مباني مجمع الإمارات تقدر بحوالي 700 مترا ذهابا وإيابا، كان خلالها عرضة لأحوال الطقس المتقلبة والرياح الشديدة التي أصابته بالتهاب رئوي حاد قبل أن يتوفى.

كواليس الرحلة

مهمة «الاستحمام» في مجمع الإمارات ليست يسيرة، فالطلاب مضطرون للدخول خلسة حتى لا يراهم المشرفون، الذين يطردون أي طالب لا يسكن بهذا المجمع.

كما أن الإقبال المتزايد على هذا المجمع أدى لانقطاع المياه الساخنة هناك، ويبقى الطلاب ساعات طويلة في انتظارها.

محمد مصطفى يؤكد: «المية بقت بتقطع في الإمارات بسبب إن كل الطلبة بقت بتروح هناك، أنا فضلت مستني للفجر لما سخنت شوية».

يشعر أحمد عبد العظيم بفرحة حين يدخل إلى مبنى الإمارات، ويعتبرها فرصة لأخذ أكبر وقت في استخدام المياه الساخنة.

يقول: «أنا بروح استحما في الإمارات وبخلص المية الساخنة».

على العكس، شعر مصطفى سليم بخيبة أمل حين قطع مسافة كبيرة للاستحمام في الإمارات لكنه عاد دون إتمام المهمة.

رأى أحد المشرفين مصطفى أثناء دخوله للمجمع فقرر منعه، يوضح الطالب: «انا شخصيا رحت استحمى في مبنى الإمارات قبل كدا واحد من المشرفين رجعني وقالي روح هات الكرانيه وتعالى تاني».

قطع مصطفى سليم المسافة عائدا إلى المبنى الذي يقيم فيه لإحضار الكارنيه، وعندما عاد أخبره المشرف: «مش من حقك أصلا تستحمى هنا ليك مبنى محدد بس احنا هنمشيها حب كدا».

بسبب الطريقة التي تحدث بها المشرف مع الطالب، قرر مصطفى العودة إلى المبنى الذي يقيم فيه دون أين يكمل «رحلة الاستحمام».

عبدالله الشافعي

عبدالله الشافعي

صحفي مصري متخصص في الملف الطلابي بموقع شبابيك، حاصل على كلية الإعلام ومتابع لأخبار الأقاليم، مقيم في محافظة الجيزة.