الملكة نازلي.. ابنة محافظ المنوفية التي غواها الجنس حتى خسرت كل شيء

الملكة نازلي.. ابنة محافظ المنوفية التي غواها الجنس حتى خسرت كل شيء

على عكس ملكات الأسرة العلوية الذين اشتهروا بتقليد الغرب في كل شيء، خصوصا في العصور المتأخرة من حكم الأسرة بمصر، كانت حياة الملكة نازلي، والدة الملك فاروق، وزوجة والده فؤاد مليئة بالصخب والمجون حتى أن كثير من الكتاب الذين كتبوا عن حياتها وصفوا أحداثها بالفضائح، حتى أن ابنها اضطر في نهاية المطاف لتجريدها من لقباها «الملكة الأم».

في مايو 1919 تزوجت الملكة نازلي بنت عبد الرحيم باشا صبري، الذي كان مديرا لمديرية المنوفية، من الملك فؤاد الذي كانت تصغره بـ20 عاما، حيث أنها من مواليد 25 يونيو 1894، وعرفت نازلي بالتمرد منذ اليوم الأول لدخول القصر الملكي.

في قصر عابدين الذي كان يعرف سابقا بسجن الحريم، كناية عن عزلة نساء القصر وعدم اختلاطهم بأحد كما يقول الكاتب حنفي المحلاوي في كتابه «الملكة نازلى بين سجن الحريم وكرسي العرش»، عاشت أيامها الأولى كملكة مسيطرة ومطلعة على كثير من الأمور.

دورها في حفظ العرش

ويقول الكاتب إنه يجب الالتفات للظروف التي عاصرتها نازلي حيث أنها لعبت دورا بارز في الحفاظ على عرش مصر، وعدم خروجه من حوزة ابنها الشاب فاروق، الذي كان عمره 15 عاما عندما مات أبوه، حتى أن المغامرات العاطفية التي عاشتها ودخلت فيها كانت لهذا الغرض.

ويشير المحلاوي إلى أن نازلي هي التي استأثرت بقلب ملك مصر العجوز، كانت دمائها فرنسية وتركية ومصرية، حيث أنها دخيلة على أسرة محمد علي باشا وليست من طبقة الأمراء، بل هي من نسل سليمان باشا الفرنساوي، الذي جاء لمصر مع الحملة الفرنسية، ورفض الرحيل بعدما أعلن إسلامه، وعهد إليه محمد علي باشا لتأسيس الجيش المصري، حيث كانت نتاج زواج والدها عبد الرحيم باشا صبري بابنة شريف باشا رئيس وزراء مصر سابقا، وهي السيدة توفيقة.

ووصلت نازلى لعرش مصر بعد طلاق الملك فؤاد الأول من زوجته الأولى الأميرة شويكار، لكن بعد وفاة الملك العجوز اشتهرت نازلي بغرامياتها الواسعة، وكانت التجربة الأشهر بعد وفاة الملك من نصيب معلم ابنها فاروق.

علاقتها بمعلم فاروق

قبل وفاة فؤاد الأول كان قد عهد إلى أحمد حسنين باشا المُستشكف والمبارز المصري، برعاية ابنه فاروق وأرسله معه ليكون راعيا له في رحلته التعليمة بلندن، وبعد عودة حسنين برفقة فاروق ووفاة فؤاد، انجذبت نازلي إليه وبدأت العلاقة العاطفيّة بينهما تتطوّر بشكلٍ سريع.

لم يكن فاروق راضيا عن هذه العلاقة بعد وصوله للحكم، وبسبب الخلافات المتكررة بين الملك الشاب وأمه المغرمة، هربت نازلي إلى القدس وهناك انتشرت فضائحها الغرامية ولقاءاتها مع رجال غالبيتهم من أصول أوروبية أو أوربيين خالصين.

بعد كثرة الأحاديث عن علاقة نازلي بحسين باشا تزوجا عرفيا، إلا أن العلاقة انتهت بمقتله على كوبري قصر النيل على يد سائق إنجليزي مخمور عام 1946.

في عام 1946 قررت الملكة نازلي مغادرة مصر نهائيا، وجمعت ما تسني لها من الأموال في سرية تامة، وأذن لها الملك فاروق بالسفر إلى فرنسا بحجة العلاج من مرض الكلى، وبالفعل سافرت إلى سويسرا ومنها إلى فرنسا، واستقرت فيها للعلاج عدة أسابيع ولكن حالتها لم تتحسن. فسافرت إلى الولايات المتحدة.

لم تتوقف فظائع الأسرة المالكة من وجهة نظر الشعب المصري عند شطحات نازلي، لكن القضية الأبرز كانت بعدما اصطحبت معها ابنتيها فايقة وفتحية في رحلتها العلاجية بالخارج، وكان معهن موظف صغير يدعى رياض غالي، مسيحي الديانة، وانتشرت الأخبار في مصر عن زواجه من الأميرة فتحية، وتغير اسمها لماري إليثابس والتحول للدين المسيحي، وهو ما جعل نازلي في موضع اتهام للمرة الثانية.

العشق الحرام 

قبل زواج الأميرة فتحية من رياض، انتشرت تسريبات تفيد بوجود علاقة غرامية بينه وبين الملكة الأم، حتى أن بعض التقارير السرية التي نقل عنها المؤرخين تقول إن فتحية قبلت الزواج منه رغم معرفتها بعلاقته بأمها، وأن فاروق حاول كثيرا إعادة أمه وأخته للقاهرة، للحيلولة دون هذه الزواج إلى أنه فشل في ذلك.

لم تتوقف الأمور عند هذا الحد فبعد زواج الأميرة فوزية في أواخر الثلاثينيات بابن الشاه الإيراني وولي العهد محمد رضا بهلول، كادت علاقات نازلي الغرامية أن تطيح بالعلاقات بين القاهرة وطهران.

سافرت نازلي مع ابنتها لطهران لحضور حفل الزفاف هناك، بعدما لقيت هذه الزيجة رفضا في الأوساط المصرية، بسبب ارتباط الأميرة السنية بولي العهد الشيعي، وفي طهران اشتكي الجميع من شطحات الملكة العجوز.

خلال الاحتفالات التي صاحبت العرس حاولت الملكة فرض وجهة نظرها وحاولت التقليل من الهدايا الملكية التي دفعها ولي العهد لزوجته الجديدة، وكادت أن تتسبب في فشل الزيجة لولا موقف الأميرة فوزية التي أخبرت زوجها بأنها غير مسؤولة عن تصرفات أمها.

تجريدها من اللقب

وكانت نهاية الملكة الطموحة مأساوية ففي الأول من أغسطس 1950 قرر الملك فاروق حرمانها من لقب «الملكة الأم» في جلسة مجلس البلاط التي عقدت لهذا الغرض، وتم الحجر عليها وإلغاء وصايتها على ابنتها الأميرة فتحية، إلا انها اشترت بيتين أحدهما في بيفرلي هيلز، والآخر في هاواي وأعطت لرياض غالي توكيلا عاما بإدارة أعمالها، لكنه خسر كل أموالها وابنتها في استثمارات فاشلة ورهن البيتين وتراكمت عليهم الديون، حتى اضرت لإعلان إفلاسها في عام 1974.

عبدالغني دياب

عبدالغني دياب

صحفي مصري متخصص في الشؤون السياسية والاجتماعية