هذه أضرار الهاتف المحمول على طفلك.. بينها تأخر الكلام

هذه أضرار الهاتف المحمول على طفلك.. بينها تأخر الكلام

ما أن يدخل الأب لمنزله، بعد يوم طويل من العمل حتى يلقى استقبال حار من صغيره، ويبدأ في تتبعه منذ اللحظة الأولى لوصوله بأسئلة استفسارية عن هاتفه المحمول، لينشغل الصغير بعشرات الألعاب التي حملها الأب لإسعاد الصغير، هذا المشهد يتكرر في غالبية البيوت المصرية، وهو ما يطرح تساؤلا عن الأضرار التي قد يتعرض لها الأطفال، بسبب استخدم الهواتف.

يرى كثيرون من الأطباء أن الهواتف المحملة تشكل خطرا كبير على الأطفال في المراحل العمرية الأولى، حتى أنه يجب ألا يترك الهاتف للطفل إلا في عمر محدد، ويتم تحديد وقت معلوم للعب عليه.

في هذا السياق تقول أخصائي الطب النفسي للأطفال الدكتورة، منى شطا، إن ادمان الأطفال للعب على الهواتف المحمولة، يعرضهم لعدد من المشاكل النفسية، لذا يجب ابعادهم عنهم، وعدم تخصيص هواتف لهم إلا في سن الدراسة.

أضرار نفسية

ووفقا للطبيبة تؤثر الهواتف بشكل كبير على الجانب النفسي والسلوكي للطفل، حتى أنه بعد فترة من استخدام الهواتف يصبح الطفل ميال للعزلة، ويرفض التفاعل في مجتمعه، كما أنه يصبح قليل الخبرة، لأن غالبية معارفه تكون مرتبطة بالأجهزة اللوحية.

تؤثر أيضا الألعاب الإلكترونية والتعلق بالحواسيب في مدى التفاعل الأسرى مع الطفل، ففي غالبية الأحيان يطلب الأطفال الهاتف ويجلسون منعزلين لتصفح ألعابه، كما أنه يحرم الطفل من بيئته الطبيعية التي تسمح له بالتعلم التدريجي.

وتشير الدكتورة، منى شطا، في تصريحات لـ«شبابيك» إلى أن تعلق الطفل بالهواتف المحمولة، قد يسبب تأخر الكلام، لعدم ممارسة الطفل لعادة الكلام مع غيره، أو مع أسرته، وهو ما يجعله ينطق الحروف بشكل متقطع.

القدرة على التعلم

وتؤيد صحيفة «الجارديان البريطانية» في تقرير لها منشور على موقعها باللغة الإنجليزية، ما ذهبت إليه «شطا» حيت أن العلماء أكدوا أن الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية قد تؤثر على التطور الاجتماعي والعاطفي للأطفال.

وحذر التقرير الذي نقلته الصحيفة عن إحدى المجلات المتخصصة في الأطفال، من استخدام الهاتف أو الجهاز اللوحي لتحويل انتباه الطفل، لأن ذلك قد يكون ضار جدا.

وتشير الجارديان إلى أن استخدام الهاتف الذكي أو الآي باد لتهدئة الطفل قد يعوق قدرته على تعلم التنظيم الذاتي.

وذكر التقرير أن قؤيق من الباحثين في كلية الطب بجامعة بوسطن، راجعوا الأنواع المتاحة من الوسائط التفاعلية وأثاروا أسئلة حول استخدامها كأدوات تعليمية، ووجدوا أنه بالرغم من أن التأثيرات الضارة للتلفزيون والفيديو على الأطفال واقعية، إلا أن فهم المجتمع لتأثير الأجهزة المحمولة على دماغ ما قبل المدرسة قد تجاوزه حجم الأطفال الذين يستخدمونهم بالفعل.

 أطفال 3 سنوات

وقال التقرير إن استخدام الطفل الأقل من ثلاث سنوات للشاشات اللوحية قد يضعف من تطور المهارات اللازمة للرياضيات والعلوم أكاديمية أفضل في الطلاب المصابين بالتوحد.

وعطفا على ما سبق نشر جيني رادسكاي، وهي مدرسة إكلينيكية في طب الأطفال السلوكي الانمائي في كلية الطب بجامعة بوسطن، نتائج بحث أجرتها مع فريقا، حيث حثت الوالدين على زيادة التفاعل المباشر أطفالهم.

وشجّع رادسكيس التفاعل العائلي غير الموصّل بشكل عام، واقترح أن يستفيد الأطفال الصغار من ساعة عائلية محددة، يقضونها مع أقاربهم، دون وجود أي أجهزة تلفزيون أو أجهزة محمولة قيد المشاركة.

 مخاطر أخلاقية

ومن الناحية التربوية ترى الدكتورة فاتن علي، الخبيرة التربوية أن استخدام الأطفال للمحمول قد يكون له أثر سلبي عليهم في المستقبل، لاسيما لو كانت الهواتف مرتبطة بالإنترنت.

وتشير الخبيرة في حديثها لـ«شبابيك» إلى أن الهاتف يوسع شبكة علاقات الصغار وهم في سن مبكر وهو ما قد يؤدي إلى دخول مؤثرات جديدة في تنشئته قد تضره وتؤثر فيه بالسلب.

وتضيف أن الهواتف قد تفسد الجانب الأخلاقي للأطفال، كما أن حمل الطفل لهاتف وهو في سن مبكر والاطمئنان عليه بشكل دوري خلال اليوم من خلاله قد يكون له أثر سلبي، ويمكن أن يجعل الطفل دائم الاعتماد على الآخرين، ويلغي تفكيرهم ولا يشعرهم بالمسؤولية.

نصائح مهمة

ووفقا لتقرير نشرته صحيفة «الشرق الأوسط» قدمت الجمعية الأمريكية لطلب الأطفال «APP»عدة توصيات لاستخدام الهواتف من قبل الأطفال تبعاً للعمر:

النصيحة الأولى قالت فيها الجمعية إنه يجب الابتعاد عن استخدام الهاتف للأطفال أقل من عمر 18 شهراً.

وبالنسبة للصغار من عمر 18 شهرًا وحتى سنتين يجب على الآباء الذين يرغبون في تعليم أطفالهم من خلال الهواتف استخدام برامج عالية الجودة.

وحددت الجمعية ساعة واحدة في اليوم للأطفال من عمر عامين وحتى 5 أعوام، مع اشتراط مشاهدة الآباء للبرامج والألعاب التي يراها أطفالهم.

وبالنسبة للأطفال فوق الست سنوات يجب أن يلاحظ الآباء نوعية البرامج والألعاب التي يقدم عليها الطفل دون تدخل مباشر منهم، كما يجب أن يكون هناك وقت كافٍ للرياضة والنوم وقضاء أوقات مع الأسرة.

وطالبت الجمعية بضرورة أن تكون هناك مسافة بين الأذن وسماعة الهاتف، كما يفضل أن يكون الحديث من خلال سماعة.

عبدالغني دياب

عبدالغني دياب

صحفي مصري متخصص في الشؤون السياسية والاجتماعية