رئيس التحرير أحمد متولي
 في حديث مع عالمين بالأزهر.. لماذا يقاطع بعض الشباب خطبة الجمعة؟

في حديث مع عالمين بالأزهر.. لماذا يقاطع بعض الشباب خطبة الجمعة؟

تعد خطبة الجمعة، أحد أهم الشعائر الإسلامية المرتبطة بفريضة الصلاة عموما، إلا أنها أصبحت بمثابة عامل طرد لبعض الشباب الذين بدأوا يشتكون من هذه الظاهرة على مواقع السوشيال ميديا، وصفحات الإنترنت، حتى أن كثير منهم صار يذهب للمسجد قبيل إقامة الصلاة، أو لا يذهبون مطلقا.

مبرر المتأخرين عن صلاة الجمعة في الغالب يكون بسبب عدم تحصيلهم لأي فائدة دينية أو علمية من خلال هذا الوقت الذي سيقضونه في المسجد، لذا يذهبون مع الإقامة ليدركوا الفريضة فقط.

وأرجع اثنين من علماء الدين بجامعة الأزهر مقاطعة بعض الشباب لخطبة الجمعة لعدة أسباب بعضها متعلق بالخطيب أو إمام المسجد، وبعضها متعلق بالمحتوى الدعوي المقدم، وثالث متعلق بالشخص نفسه.

عبد الله رشدي: الأمر نسبي

الباحث في شئون الأديان والمذاهب بالأزهر الشريف، الدكتور عبد الله رشدي، إمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة، يرى أن الفكرة لا يمكن الحكم عليها بشكل عام، لأن كل حالة ولها وجهتها الخاصة، فكل مسجد وكل خطيب قد يكون فيه سببا يدعو لذلك والعكس.

ويضيف في تصريحات لـ«شبابيك» أن الأمر قد يكون نسبيا بعض الشيء، فبعض الخطباء مثلا لا يمتلكون أدواتهم بشكل كامل، كأن يكون مطلع على العلوم الشرعية بقدر كاف، وقادر على توصيل المعلومة.

ابحث عن خطيب مختلف 

وبحسب رشدي فإن الشخص الذي يعاني من ضعف الخطيب أو عدم جودة المحتوى الذي يقدمه يمكن أن يبحث عن مكان أفضل لأداء الصلاة فيه، حتى لو تكلف الأمر أن يركب مواصلة بسيطة للوصول لمكان يستمتع فيه بأداء هذه الفريضة.

هناك مسئولية يتحملها الإمام

وينبه إلى أن بعض الخطباء يختارون موضوعات أحيانا لا تناسب الوقت الحالي، وليست من ضمن اهتمامات الناس الدينية أو الدنيوية وهم ما يصرف غالبية المصلين عنهم.

ويتفق معه الدكتور يحيى الصامولي عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، والذي يرى أن هناك ثلاثة أقسام يمكن تقسيم هذه الظاهرة عليها.

في حديثه لـ«شبابيك» يقول الصامولي إن ظاهرة العزوف عن خطبة الجمعة بين الشباب باتت ملحوظة فعليا، فكثير من المساجد لا تمتلئ يوم الجمعة إلا قبل الصلاة بدقائق، مؤكدا أن الخطيب البارع في الغالب سيحرص الناس على التكبير لسماع ما يقول.

الخطيب السبب

ويضيف المدرس بكلية أصول الدين أن أول الأقسام في هذه القضية متعلق بالخطيب نفسه، فكثير من الأئمة لا يمتلكون أدواتهم التي تحفز الناس على الاستماع إليهم.

ويشير إلى أن الفرد لو وجد أقرب مسجد له يوجد فيه خطيب غير بارع ففي الغالب لن يذهب للصلاة مبكرا، ويكون لسان حاله «مبيضفش معلومة جديدة».

هل يمتلك الإمام أدواته؟ 

لكي يتغلب الخطيب والمصلي على هذه المشكلة ينصح الصامولي الأئمة بضرورة امتلاكهم لأدواتهم، والمتمثلة في البداية فيما يقدمه من علم ديني قائم على البحث الجيد، والثاني من حيث اللغة فمن يتحدث اللغة العربية بطلاقة في الغالب ينصت له الناس.

ثالث الأدوات التي يجب أن يمتلكها الخطيب أن يكون قادر على الإقناع واستمالة الناس إليه، ورابعها أن يمتلك أدوات الجدال العلمية، إضافة للغة الجسد ومعرفته بنبرة الصوت التي يجب أن يتحدث بها وكيف يوزع إيماءته وحركات اليدين والوجه.

«لا يؤثر إلا متأثر»

أما القسم الثاني الذي يتوقف عليه حضور الناس مبكرا للخطبة من عدمه يتوقف على محتوى الخطبة، فبحسب ما يقوله الصامولي، «لا يؤثر إلا متأثر» فلا يمكن أن يكون الداعية مؤثر في الناس إلا إذا كان هو نفسه متأثر بالعلم الذي يقدمه للناس، وصاحب قضية لأنه كما يقولون ليست النائحة كالثكلى.

وفي هذا القسم ينصح أستاذ الدعوة تلاميذه من الدعاة وزملائه بضرورة الحرص على الاستزادة من العلم الديني بشكل دوري، وربط الدين بواقع الناس.

إلى المُصلي: ابحث عن بدائل

أما القسم الثالث فيتعلق بالمتلقى نفسه، أو المصلي وذلك يرجع لدرجة تدينه، فالأشخاص المتدينين عادة يحرصون على صلاتهم، ولو كلفهم ذلك بعض الوقت والجهد.

ويشير إلى بعض من يشتكون من ضعف الخطباء لا يعبئون أساسا بالمحتوى وليس من محبي الاستماع للعلوم الشريعة، لذا يجب تفريق من يشتكون من ضعف المحتوى الدعوى وهم حريصون عليه ويستعدون له، وبين من يعارض من أجل تبرير تقصيره، أو من باب خالف تعرف.

عبدالغني دياب

عبدالغني دياب

صحفي مصري متخصص في الشؤون السياسية والاجتماعية