ماذا يعني رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي؟
وفقا لانتخابات أجريت العام الماضي تسلمت مصر، الأحد 10 فبراير 2019، رئاسة الاتحاد الأفريقي لمدة عام واحد، ومن المتوقع أن يلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة خلال احتفالية تسلم المنصب رسميا في مقر الاتحاد بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا، يتحدث فيها عن الخطة المصرية لإدارة شؤون الاتحاد.
وفتح تسلم مصر رئاسة الاتحاد خلفا لرواندا خلال الجلسة الافتتاحية لقمة الرؤساء، عدة تساؤلات حول مهام هذا المنصب وما سيعود به من نفع على الدولة المصرية، خصوصا أن مدة الولاية تستغرق عام واحد، بعدها ستتولى دولة أخرى مهام رئاسة الاتحاد الأفريقي.
مرة أولى
على الرغم من أن مصر تتولى هذا المنصب للمرة الأولى، تحت مسمى الاتحاد الأفريقي إلا أنها تولته ثلاثة مرات قبل ذلك تحت مسمى منظمة الوحدة الأفريقية، والتي ألغيت وحل محلها منظمة الاتحاد الأفريقي، والذي يضطلع بنفس المهام تقريبا.
عبد الناصر ثاني رئيس لأفريقيا
فكرة الاتحاد الأفريقي نفسها أسست برعاية مصرية أثيوبية، في العام 1963، بإنشاء منظمة الوحدة الأفريقية، ومقرها أديس أبابا، وتولى الإمبراطور الإثيوبي، هيلا سيلاسي، المنصب، ومن بعده الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لتكون مصر ثاني دولة في أفريقيا تتولى هذا المنصب.
مبارك رئيس مرتين
أيضا في العام 1990 تولى الرئيس الأسبق حسني مبارك، رئاسة منظمة الوحدة الأفريقية، وأعيد انتخابه لنفس المنصب عام 1993، ولأسباب سياسية وأمنية قاطع مبارك الفعاليات الأفريقية بعد تعرضه للاغتيال في أديس أبابا إبان حضوره لمؤتمر القمة الأفريقية عام 1995، حسب ما قاله أستاذ العلوم السياسية، بجامعة حلوان، الدكتور جهاد عودة، والمتخصص في الشؤون الدولية.
توافق دبلوماسي
عودة قال لـ«شبابيك» إن طريقة اختيار رئيس الاتحاد الأفريقي تكون بالتوافق بين أعضاء الاتحاد، مشيرا إلى أن الاتحاد يتكون من خمسة أقسام «شمال وجنوب، وشرق وغرب، ووسط» كل مجموعة ترشح دولة لتتولى منصب الرئاسة في عام.
ويضيف أن الأمر يتم عن طريق أساليب دبلوماسية راقية، وأن هناك دولة أخرى ستتولى رئاسة الاتحاد.
وأعلنت المستشار القانوني للاتحاد الأفريقى، السفيرة نميرة نجم إن مجموعة منطقة دول جنوب أفريقيا، والتى تقع عليها الدور فى تولى منصب رئاسة الاتحاد الأفريقى لعام 2020، اختارت مملكة اسواتينى وملكها مسواتى الثالث لرئاسة الاتحاد العام المقبل.
منصب ثانوي
وبالعودة لجهاد عودة يقول إن منصب رئيس الاتحاد الأفريقي منصب ثانوي، لكنه يتطلب أن يكون الرئيس قادر على تحقيق التوافق المطلوب في القارة، وأيضا لديه من الدبلوماسية ما يؤهله لتنفيذ أجندته خلال هذه السنة، من خلال بحث الأزمات التي تعاني منها القارة ومحاولة إيجاد حلول توافقية لها.
رئيس أفريقي وليس مصري
وعن فكرة خدمة المنصب الجديد للمصالح المصرية في أفريقيا يقول عودة إن الأمر ليس كما يروج له، فمصر تولت المنصب أكثر من مرة من خلال منظمة الوحدة الأفريقية، ورئيس الاتحاد ينفذ ما تتطلبه المصالح الأفريقية، وليس ما تتطلبه مصلحة بلده وحده.
ويؤكد أنه إذا توافقت المصالح الأفريقية مع المصرية فإن ذلك سيخدم القاهرة، لكن إذا تعارضت ستكون المصالح الأفريقية أولى بالتنفيذ، حيث يمارس الرئيس دوره كأفريقي وليس كمصري.
ويشير إلى أن رئيس الاتحاد الأفريقي لا يتولى مهامه وحده، فهناك نواب للمجموعات الأفريقية، تشاركه في إدارة الاتحاد وتنفيذ برنامجه، إضافة لمؤسسات الاتحاد المنبثقة عنه.
يشار إلى أن هناك رئيسيين عربيين توليا المنصب من قبل هما الرئيس الليبي معمر القذافي في عام 2009 ومن بعده الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في 2014 لتكون مصر الدولة الثالثة على المستوى العربي في تولى رئاسة الاتحاد، والخامسة على مستوى منطقة شمال القارة الأفريقية.