كيف تمتلك صالون حلاقة نموذجي؟ حفاظا على سمعتك وصحة الزبائن
تعد صالونات ومحال الحلاقة أحد أكثر الأماكن التي يحذر منها الأطباء، كونها أحد معاقل تجمع الجراثيم، ونشر الأمراض، بسبب دخول أكبر عدد من الناس فيها، وخضوعهم لعميلات حلق وتقصير الشعر، خاصة إن كان ذلك بدون تعقيم.
لذا يحرص أصحاب الصالونات النموذجية على اتباع تعليمات الصحة العامة بقدر المستطاع تفاديا لإصابة زبائنهم بأي مرض.
مخاطر أدوات الحلاقة
وعادة ما تسبب أدوات الحلاقة غير النظيفة في نشر أمراض مثل فيرس سي، أو جدلية مثل الإصابة بالتينيا، أو العدوى الجلدية، كما أن بعض المحال تكون سبب في نقل حشرات الشعب، لاسيما للأطفال.
بسبب كثرة الشكاوى المنتشرة بين كثير من الرجال، طرح «شبابيك» تساؤلات حول إمكانية امتلاك صالون حلاقة نموذجي، وما هي المواصفات المطلوبة لذلك، وما هي الصفات التي يجب أن تتوفر في أي صالون للحلاقة، لكي يعد آمنا.
ما هي مواصفات صالون الحلاقة النموذجي؟
في البداية يقول حسام مندور صاحب صالون حلاقة بمنطقة فيصل بمحافظة الجيزة، إن مهنة الحلاقة لم تعد بشكلها التقليدي القديم، وباتت فكرة النظافة مهمة جدا، ولا يختلف ذلك من صالون لآخر سواء كان في منطقة شعبية كفيصل، أو راقية كالزمالك.
ويضيف أن الفرق في الغالب يكون في الكماليات، لجانب فوارق السعر، مشيرا إلى أنه عمل في كثير من محال الحلاقة قبل انتقاله للعمل بمنطقة فيصل، حيث محل سكنه.
مندور صاحب 33 عامًا، يؤكد أنه كان يعمل مؤخرا في أحد صالونات الحلاقة بمنطقة الشيخ زايد، بالسادس من أكتوبر، وكان دخل المحل يتجاوز الـ5 آلاف جنيه يوميا، نظرا لما يقدمه من خدمات.
في هذا المحال الذي يعتبر الحلاق نموذج كان يجب على الجميع ارتداء قفاز طبي طوال فترة العمل، إضافة إلى توافر المياه الساخنة دوما، وتعقيم كل الأدوات بشكل دوري، تفاديا لبعض الأمراض، مشيرا إلى أن أكثر الأمراض خطورة التي يمكن أن تنتقل من خلال الحلاقين هي فيروس سي الوبائي.
وتتخطى نسبة المصابين بفيروس سي في مصر حوالي ربع السكان وفقا لإحصاء شامل أجرى في عام 2014، من قبل وزارة الصحة والسكان، كما أنه يوجد 170 ألف مصاب جديد سنويًا لذا تعمل الحكومة المصرية من خلال حملة «100 مليون صحة» على مكافحة هذا المرض من خلال حملة موسعة تجوب كافة المحافظات.
تعقيم الأدوات يوميا
في حديثه لـ«شبابيك» يؤكد أن أدوات الحلاقة التي يجب أن تكون في صالون الحلاقة النموذجي يجب أن تعقم بشكل كامل يوميا، وهناك كثير من الإجراءات المتبعة في ذلك.
فرن التعقيم
ويشير إلى أن غالبية المحال حاليا أصبح موجود بها أدوات التعقيم، ولا تحتاج لجمع أدوات الحلاقة والذهاب بها لمكان بعيد، فيوجد حاليا فرن حراري متخصص في تعقيم أدوات الحلاقة، يمكن اللجوء إليه.
في هذا الفرن يضع الحلاق شفرات الحلاقة، بشكل دوري ويتركها لفترة معينة، وتحت درجة حرارة شديدة لقتل أي فيروس موجود بالأدوات، أو الحيلولة دون انتقال أي عدوى سواء بكتريا أو فيروسات، إضافة لتغيير الأمواس وعدم استخدام لأكثر من شخص.
تراخيص ودورات تدربية
مندور يستدرك قائلا إن بعض أصحاب المحال لا يستطيعون شراء مثل هذه الأدوات، لذا يجب أن تدعم الدولة أدوات الحلاقة، إضافة لفرض رقابة صارمة على الصالونات وعدم الترخيص لأي منها إلا بعد ضمان سلامة المكان من الناحية الصحية، وعمل دورات في السلامة والصحة العامة للمنتسبين لهذه المهنة.
مياه مغلية ومكواه
وبخصوص الصالونات الفقيرة يشير الحلاق إلى أن هناك طرق كثيرة يعملها كل «صنايعي» بعضها تقليدي لكنه مفيد على الأغلب، وأهمها تنظيف الفوط الخاصة بالحلاقة عن طريق المياه المغلية يوميا، والمكواه.
ولضمان وجود صالون حلاقة نموذج على المستوى الصحي يجب أولا عدم استخدام الشفرات من شخص لآخر طالما لا يوجد إجراءات تعقيم يومية.
يقول جابر سعيد، صاحب محل حلاقة بمنطقة شبراخيت، إن أدوات التعقيم في الغالب تتوافر عند الجميع لكن بدرجات متفاوتة، إلا أنه يعترف أن بعض زملائه قد يكونوا سببا في انتشار كثير من الأمراض.
شكل الحلاق
ويشير إلى أن أول خطوات ضمان جودة محل الحلاقة، هو الحلاق نفسه، فمظهره الخارجي، ينبئ إن كان نظيفا أم لا، لذا يجب أن يحرص المشتغل بهذه المهنة، على مظهره الخارجي دوما، ونظافة ملابسه.
أنت دائما مراقب
«الحلاق دايما متراقب» يكمل جابر حديثه قائلا إن أي زبون يأتي للمكان يقلب بعينه المكان خصوصا إذا كان أول مرة يأتي للمحل، مشيرا إلى أن الزبون إذا رأى شيئا لا يرضيه، لن يأتي مرة ثانية.
كما أن أهم ما يميز صالون عن آخر ليس فقط تعقيم الشفرات أو ماكينات الحلاقة، لكن من المهم أيضا المحافظة على نظافة الفوط، التي تلف حول الرقبة، وأدوات وضع الصابون، أو كريمات الحلاقة، ويجب أن يحتفظ الحلاقة بمنظفات قوية دائما في محله.
شنطة حلاقة خاصة
بعض الزبائن بمجرد الجلوس على مقعد الحلاقة يطلب تغيير كل الأدوات، وبعضهم يكون معه أدوات خاصة به، يعطيها لحلاق ليستعمل أدواته الشخصية.
شفرة لكل زبون
لجانب الإجراءات التقليدية التي يعتمدها جابر في عمله بمحل الحلاقة، فإنه قبل سنوات بدأ يوفر مقتنيات خاصة لكل فرد من القادمين على المحل، وفي الغالب تكون سعرها زهيد جدا.
«أخطر ما في أدوات الحلاق هي الشفرة.. لذا أنا لدي هنا قرابة 100 شفرة كل واحدة عليها اسم صاحبها، يشتريها الزبون مني أو من غيري وسعرها يبدأ من 10 جنيهات، ويخرجها في كل مرة يأتي فيها للحلاقة» هكذا يوضح جابر طريقته لتحويل صالون الحلاقة الخاص به لنموذجي.