أفلام الأوسكار في آخر 10 سنوات.. هل انحازت للشذوذ والعنصرية؟
ما إن أعلنت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، جوائز حفل الأوسكار بحصول الممثل الأمريكي من أصل مصري رامي مالك، على جائزة أفضل ممثل عن فيلمه Bohemian Rhapsody الذي جسد فيه رحلة تكوين فرقة كوين على يد فريدي ميركوري، حتى تجدد الحديث عن منح جوائز الأوسكار للأعمال التي تدافع عن المثلية أو الشذوذ الجنسي بشكل عام، والممثلين الذين يقدمون أدوار تدافع عن القيم المرفوضة ببعض المجتمعات لاسيما الشرقية.
في فيلم رامي مالك كانت القصة تدور عن حياة فريدي ميركوري، الذي يعود أصوله لأسرة مهاجرة استقرت في شرق لندن، لكنه في نهاية حياته اكتشف مثليته، وقرر التحول بميوله الجنسية، لكن لم تكن القصة تناقش قضية المثلية الجنسية، لكنها تطرقت لجانب من حياة ميركوري الشخصية.
وبالعودة إلى الأعمال الفنية التي حصلت على جائز الأوسكار خلال السنوات العشر الماضية، نجدها متنوعة وقضايا الشذوذ الجنسي فيها لم تكن هي السمة الغالبة على قصتها، إلا أن مشاهد كثير منها لم تخلو من لقطات الشذوذ، ونستعرض هنا 10 أفلام الفائزة بالأوسكار منذ العام 2008.
الكتاب الأخضر.. رجلان في جولة بأمريكا
في العام الحالي فاز فيلم الكتاب الأخضر بجائزة أفضل سيناريو، أو أفضل فيلم سينمائي شارك في مسابقة الأوسكار، ويحكي الفيلم عن قصة تدور أحداثها في حول حارس إيطالي أمريكي تم استئجاره عام 1962 ليعمل سائقًا لصالح عازف موسيقي شهير، حيث يأخذه في جولة بين معالم جنوب أمريكا.
ويعتمد الاثنان خلال أحداث الفيلم على كتاب النيجر الأخضر، ليرشدهما عن الفنادق الصغيرة، والمطاعم ومحطات الوقود التي سيلجؤون لها خلال هذه الرحلة.
شكل المياه.. علاقة غرامية مع كائن غامض
في 2018 فاز الفيلم الأمريكي، «شكل المياه/ The Shape of Water» بجائزة الأفضل، وتدور أحداث الفيلم حول قصةٍ رومانسيةٍ خرافية جرت في فترة الستينيات، كانت بطلتها إليسا التي تعمل في نوبة حراسة ليلية في أحد المختبرات السرية إبان الحرب الباردة، خارج مدينة بالتيمور.
كانت إليسا تعاني من فقدان النطق بسبب تعرضها للاغتصاب في طفولتها، ويظهر لها كائن غريب من حوض المياه، والذي يقدمه الفيلم على أنه رجل سمكة، يظهر لإليسا وبعد حالات الفزع تنشأ بينهما علاقة حب، ويمارسا الجنس معا، ثم يأخذ الرجل السمكة الحارسة ويحولها لكائن من جنسه ويعيشا معا حياة أبدية.
يصنف الفيلم على أنه خرافي مخصص للبالغين، ويتميز بالعمق والحميمية، وبالأصالة بطبيعة الحال.
ضوء القمر.. شذوذ وعنصرية
في العام 2017 أعلنت اللجنة المشرفة على جائزة الأوسكار فوز فيلم «ضوء القمر/ «moonlight، وهو فيلم درامي كوميدي، يحكي عن شاب أمريكي من أصول أفريقية يعيش في حي ميامي المضطرب، إلا أنه يعاني من العنصرية بسبب لونه، ويناقش مشاكل المثلية الجنسية والعنصرية في مجتمعه في سياق الأحداث الدرامية للفيلم.
بقعة الأضواء.. اعتداءات جنسية في الكنيسة
لكن فيلم «سبوت لايت/ Spotlight » الذي حصد الجائزة في العام 2016 ناقش الأفكار الجنسية الشاذة لكن من منظور مختلف، فيحكي الفيلم عن اعتداءات جنسية ارتكبها عدد من القساوسة الكاثوليك في أبرشية بوسطن بحق أطفال.
يتحدّث الفيلم عن فريق «سبوت لايت» المتخصص في التحقيقات الصحفية طويلة الأجل في صحيفة بوسطن جلوب، ويناقش أحداث واقعية حدثت في أبرشية بوسطن تم التستر عليها من قبل أعلى سلطة دينية كاثوليكية في العالم.
الرجل الطائر.. كوميديا سوداء تتحدث عن الحب
في العام 2015 فاز فيلم «الرجل الطائر Birdman » بجائزة الأوسكار أيضا وتحكي قصته عن بطل سينمائي يفقد مجده ويأمل في استعادة مسيرته الفنية إلا أن الأمر محفوف بالعوائق، لذا يقامر على أنه فنان حقيقي وليس مجرد بطل فيلم عفا عنه الزمن.
يصنف الفيلم ضمن أعمال الكوميديا السوداء، ويعتبر تجسيد للقصة القصيرة ماذا نقصد عندما نتكلم عن الحب؟
12 عاما من العبودية
فاز فيلم 12 عاما من العبودية أيضا بجائزة أفضل فيلم في عام 2014، وتدور أحداث الفيلم في فترة ما قبل الحرب الأهلية الأمريكية، ويناقش حياة رجلٍ أمريكي حر من أصحاب البشرةٍ السمراء يٌدعى سولومن، يعيش مع أسرته في نيويورك، إلا أنه يتعرض للاختطاف والبيع في سوق الرقيق ليصبح عبدًا لمالك العبيد القاسي إدوين إبس.
ويحكي الفيلم قصة كفاح الرجل الأفريقي طوال 12 عاما لكي يتخلص من العبودية التي سقط فيها.
أرغو.. تخليص الرهائن
أما فيلم أغور الذي يحكي عن واقع حدث في أواخر 1979، بعد احتجاز عدد من موظفي السفارة الأمريكية داخل مقر السفارة في طهران، عقب الإطاحة بنظام الشاة وقيام الجمهورية الإسلامية، وكيف تخليص الرهائن عن طريق خداع الإيرانيين.
وتدور أحداث الفيلم الذي حصد الجائزة العالمية في 2013، حول محاولات السلطات الأمريكية تهريب مواطنيها المعتقلين داخل مبني السفارة في طهران، وتم ذلك عن طريق خداع الحكومة الإيرانية وإيهامها بوجود فريق عمل سينمائي يرغب في المجئ لطهران لتصوير إحدى الأفلام، ويتم تهريبهم خلال عمليات التصوير.
الفنان.. زمن السينما الصامتة
جائزة العام 2012 كانت من نصيب فيلم « الفنان / The Artist» والذي تدور أحداثه في عام 1927، حيث الممثل جورج فالتين، الذي يؤدي أعمالا صامتة تحقق أعلى الإيرادات، حتى يتعرف على إحدى الفتيات التي تصبح فيما بعد بطلة أعماله، لكنه بعد ظهور السينما الناطقة، يرفض جورج التكييف معها، ويصر على تقديم أعمال صامتة حتى يخفت نجمه، في الوقت ذاته، يسطع نجم ميلر التي كانت بطلة أفلامه، وتصبح ممثلة مشهورة، وهنا يفكر في مواكبة العصر.
خطاب الملك.. حكاية جورج السادس
قبل فلم السينما الصامتة بعام فاز فيلم «خطاب الملك/ The King's Speech» بنفس الجائزة وهو فيلم دراما تاريخي بريطاني، من إنتاج عام 2010، يروي قصة الملك جورج السادس ملك المملكة المتحدة، ووالد الملكة اليزابيث الثانية.
ويسرد الفيلم حكاية الأمير ألبرت كولين فيرث، الذي يعاني منذ الصغر من مصاعب في النطق والتأتأة الشديدة، والذي يجد نفسه في موقف صعب عندما يتخلى أخيه عن العرش من أجل الزواج من المرأة التي يحبها، ليصبح هو الملك.
خزانة الألم.. كتيبة أمريكية في الأردن
يحكي فيلم «خزانة الألم/ The Hurt Locker» الذي فاز بجائزة الأوسكار عام 2010، عن كتيبة عسكرية أمريكية مهمتها إزالة المتفجرات التي زرعت في طريق الجيش الأمريكي في العراق، إلا أنها لصعوبة تمثيل الفيلم في الأراضي العراقية، يلجأ صناعة لتصويره في الأردن.
ويحاكي الفيلم حياة الجنود الأمريكيين في العراق، واستطاع أن يمثل الواقع بجدارة واحترافية، ورصد أعمق المشاعر النفسية للجنود.