الدور الذي صعد برامي مالك للأوسكار.. هكذا جسدت «الملحمة البوهيمية» حياة أعظم فنان روك بالعالم
يستعرض الممثل رامي مالك في فيلم «Bohemian Rhapsody» أو ما يمكن تسميه بالملحمة البوهيمية، حياة مغني الروك الأشهر على مستوى العالم، فريدي مركيوري، مؤسس فرقة كوين، التي قدمت أشهر أغنيات الروك عاليما، وكانت عبارة عن تأسيس لجيل جديد يقدم نفسه بهذا النوع من الموسيقى الإبداعية، وطريقة الأداء المختلفة والشاذة في بعض الأحيان في فترة السبعينيات.
يحكي الفيلم الذي أدى بطولته الممثل الأمريكي من أصل مصري، عن رحلة تكوين فرقة «كوين» على يد الأسطورة فريدي مركيوري، وبعض أصدقائه، ويتطرق لجوانب شخصية من حياة مركيوري، الذي يمكن وصفه انه أسطورة حقيقية في عالم الغناء عموما لاسيما موسيقى الروك.
رحلة من زنجبار للندن
مركيوري لم يكن شخصا عاديا كان حالة شاذة في كل شيء حتى على المستوى الشخصي، فهو من أصول أفريقية، هاجرت أسرته في منتصف الستينيات من جزر زنجبار، الواقعة في شرق أفريقيا إلى مقاطعة ميدلسيكس شرقي لندن، بسبب الاضطهاد الديني الذي تعرضت له.
لكن قبل زنجبار كان فإن أسرة ماركيوري تعود لعائلة تسمي «بولسارا» نسبة لمجموعات البارسي التي كانت تعيش في إيران، لكنها هاجرت من إيران للهند لتستقر فيما بعد في جزر زنجبار، الواقعة في المحيط الهندي على الساحل التنزاني، وهاجرت فيما بعد إلى لندن.
الملحمة البوهيمية
في هذه الأجواء من الشتات والترحال، لم يكن أحد يتخيل أن هذا الطفل الذي ولد لعائلة مهاجرة ويدعى «فاورقي» سيكون أشهر سكان المملكة المتحدة فيما بعد وسيغير مصار أغنيته الروك، بعد تدشين فرقته كوين، الذي وثقها فيم الملحمة البوهيمية.
الملحمة البوهيمية هي أشهر أغنيات فاروق الذي غير اسمه فيما بعد ليصبح فريدي، ولأسباب غير إنسانية أيضا تخلى عن أسرته التي كانت تعتنق الإسلام ليصبح مركيوري.
فرقة كوين
في البداية كما يحكي الفيلم كيف أسس مركيوري فرقته بصحبة عازف الجيتار «برايان ماي» وقارع الطبول «روجر تايلور»، ليشكلا معا فرقة فريدة من نوعها لم تجتمع في وقت سابق، ولم يأت حتى الآن مثيل لها.
في سبعينيات القرن الماضي كانت فرقة كوين واحدة من أشهر الفرق الموسيقية في إنجلترا، وسجلت مبيعات رسمية تجاوزت 300 مليون ألبوم على مستوى العالم، لتكون بذلك الفرقة الأوسع انتشارا على مستوى العالم، حتى بعد رفع حفلاتها وأغنياتها على موقع الفيديوهات الشهير يوتيوب تخطت مشاهداتها المليار مشاهدة.
شكل فريدي ميركوري حالة فريدة مزجت ما بين الجنون والعبقرية، وموهبة غير عادية في الغناء والموسيقى، كما أنه كان يمتلك كاريزما قوية فما أن يظهر على خشبة المسرح حتى يتفاعل معه الجمهور بشكل غير مسبوق.
لم يكن ميركوري غريبا في مؤلفاته الموسيقية فقط، لكن حتى في مظهره العام، كان يرتدى ملابس غريبة في الغالب مصنوعة من الجلد، تظهر أكثر مما تغطيه من جسده، كما أنه امتاز بقصات شعر غاية الغرابة والشذوذ.
يوثق فيلم الملحمة البوهيمية تفاصيل السنوات التي قادت فرقة Queen، لنجاحها الأسطوري داخل بريطانيا ثم الانتقال لأمريكا لتشهد أيام مجدها وصولا لسرد حكاية حفلة «Live Aid» التي أقيمت في العام 1985، والتي تعد أشهر الحفلات الغنائية التي شاركت فيها كوين.
التحول الحقيقي في أداء فرقة مركيوري، كان في أغنية «Bohemian Rhapsody» التي كتبها فريدي على هيئة أربعة أجزاء مدتها 6 دقائق، حتى أن المنتج حذره من فشل ذريع ينتظر الجميع بسبب هذا الجنون، لكن فريدي مركيوري تحدى الجميع، وأصر على خروج أغنيته التي تمزج بين الفن الأوبرالي والروك، بشكل بديع لذا سميت ملحمة البوهيمية.
شذوذ جنسي ثم إيدز
بسبب هذه الأغنية نالت فرقة كوين شهرة على شهرتها، ويتتبع الفيلم فيما بعد حياة فرديدي ميركيوري الخاصة، وتحولاته على المستوى الفكري، فخلال فترة شبابه كان مقاطعا لوالديه، ولا يعترف بهما، كما أنه كان شخصا عاديا متزوج، إلا أنه في النهاية اكتشف مثليته، وتحول للشذوذ الجنسي.
في أواخر الثمانينيات تملك مرض الإيدز من ميركوري، وفي هذه الأثناء شعر بالندم على ما فعله مع والديه، لذا عاد إليهما، وغني أول أغنياته على مسرح Live Aid سنة 1985 لأمه، وكان عنوانها «Mama» وأهدى قبلة لأمه من على المسرح.
استكمالا للتحدي الذي خاضه ميركيموري، في أغنيته بوهيميان رابسودي، قال لأعضاء فرقته سوف نذهب لصناعة ثقب في السماء في 20 دقيقة ثم نعود، وبالفعل ذهب فريدي وفرقته وصنعوا أعظم أداء غنائي عرفه التاريخ حتى اليوم الحالي.
توفى فريدي ميركوري عام 1991، ولا تظل أغنياته خالدة بتفردها الموسيقي العبقري، حتى أن جماهير نادي ريال مدريد لم تجد إلا أغنيته We Are The Champions، أو «نحن الأبطال» للاحتفال بكأس دوري أبطال أوروبا الذي غاب عن جماهير الريال لـ12 عاما، وكان ذلك في العام 2014.
فيلم Bohemian Rhapsody الذي فاز جائزتي أوسكار لعام 2019، الأول لأفضل ممثل وحصل عليها المصري رامي مالك، والثانية أفضل مكسياج، هو مشروع بريطاني أمريكي مشترك، من إنتاج تونتيث سينتشوري فوكس وريجنسيز إنتربرايز وجي كي للأفلام وتريبيكا للإنتاج وكوين للأفلام.
الفيلم من إخراج براين سينجر، وكتب السيناريو أنثوني مكارتن، وإنتاج غراهام كينج، ومدير كوين جيم بيتش، وأعلن عنه للمرة الأولى في عام 2010، ورشح لبطولته ساشا بارون كوهين، إلا أن ترك المشروع في 2013 بسبب خلافات مع المنتجين، وبقي المشروع متوقف لعدة سنوات قبل وقوع الاختيار على رامي مالك في نوفمبر 2016.
لمشاهدة الفيلم كامل مترجم من هنــــــــــــــا