رئيس التحرير أحمد متولي
 طبيبة بهائية تتحدث لـ«شبابيك» عن صيام مارس المقدس والمدن التي يحجون إليها

طبيبة بهائية تتحدث لـ«شبابيك» عن صيام مارس المقدس والمدن التي يحجون إليها

في الثاني من مارس من كل عام يبدأ أتباع الديانة البهائية في صيام لمدة 19 يوما تنتهي بانتهاء السنة البهائية المكونة من 19 شهر، كل شهر 19 يوما، وتنطلق السنة في يوم 21 مارس الذي يعد بداية فصل الربيع.

يمتنع أتباع الديانة البهائية عن الطعام والشراب من طلوع الفجر حتى غروب الشمس، ويقدم فيه البهائيين الصدقات للمساكين والمحتاجين كما تقول الدكتورة بسمة موسي، أستاذة طب الأسنان بجامعة القاهرة، وأحد أتباع الديانة البهائية في مصر.

بسمة تقول إن البهائية ديانة عالمية، وقائمة في الأصل على المحبة وتتكون من اعتقاد بالديانة التي جاء بها ميراز حسين علي والذي لقب فيما بعد ببهاء الله، إضافة لترديد الدعوات التي جاءت في ألواح البهاء، والصلاة والصوم والحج.

ظهور البهاء

والبهائية هي ديانة دعا لها شاب إيراني يدعى علي محمد الشيرازي، في العام 1844 ولقب نفسه بالباب، وزعم أن رسولا سيأتي قريبا من الله، وأن الرسالات السماوية لم تنقطع وأنه واحد من سلسلة الرسالات السماوية للبشر.

ألف بهاء الله أو نبي البهائية كتابا اسمه «الكتاب الأقدس» والذي يستمد منه أتباع البهاء تعاليمهم الدينية، حيث تقول الدكتورة بسمة موسى إن البهائيين يحتفلون في 26 فبراير بأيام الهاء وهي أربعة أيام تزيد على الشهور البهائية، ويبدأ بعدها أيام الصوم في الثاني من مارس كل عام.

يسمى البهائيون وفقا لبسمة موسى شهر مارس بشهر العلاء، ويقسمون السنة إلى 361 يوما والأيام الزائدة تكون 4 أيام في السنة البسيطة و5 في السنة الكبيسة، وتقع هذه الأيام التي يصفونها بالمباركة قبل الشهر الأخير من السنة البهائية أي في نهاية فبراير وبداية مارس، الذي هو شهر الصيام، وتبدأ السنة البهائية في 21 من مارس الذي يصادف أيضا عيد النيروز.

التقويم البديعي 

تقول بسمة موسى إن السنة البهائية مرتبطة بالتقويم البديعي والذي يبدأ وفق معتقدها بحلول أيام الربيع البديعة، والتي يكون فيها اليوم قصير، وفي حالة حلول الصيام في هذا الوقت على البهائيين وهو في بلدان حارة أو أيامها طويلة يصومون وفق عدد الساعات في البلدان التي عاش فيها من يقولون إنه بهاء الله.

كما أن صيامهم مشابه للصيام في الأديان السماوية، وتشير عضو هيئة تدريس جامعة القاهرة، إلى أن غالبية الديانات السماوية قريبة من بعضها في الطقوس، وهذا ينسحب على البهائية أيضا، فبحسب معتقداتها ترى أن الصيام فائدة عظمى لانضباط الروح وصقلها.

بسمة تقول إن «حضرة بهاء الله حدد تسعة عشر يوما في كل سنة للصيام لكل فرد بالغ وذلك من شروق الشمس حتى غروبها، ويقع الصيام على شخص من سن 15 سنة حتى 70 سنة، ويعفي منه المرأة الحامل أو المرضع والمسن والمريض والمسافر سفر طويل أو شاق والذين يعملون في الأعمال الشاقة، بالإضافة إلى الأطفال تحت سن الخمسة عشر عاما».

99 مجلد مقدس

وتضيف طبيبة الأسنان إنه طبقا لنصوص الكتاب الأقدس وهو كتاب التشريع البهائي، وأقدس الكتب البهائية التي نزلت من الإله ومعه 99 مجلد من التنزيل الإلهي على الرسول حسين على الملقب ببهاء الله رسول الدين البهائي، فإن الصيام عبارة عن كف النفس عن الأكل والشرب من طلوع الشمس حتى مغربها، يبدأ بتلاوة عائلية للدعاء والمناجاة الخاصة بالصيام ويستغل باقي اليوم في التأمل والدعاء وقراءة الآيات الإلهية وتهذيب النفس بالإضافة الى الأعمال الروتينية اليومية.

الحج  لبغداد وعكا

لا تقصر الطقوس أو الفرائض الدينية في الدين البهائي على الصيام والصلاة، بل يتضمن الحج أيضا ويكون في الأماكن التي عاش فيها بهاء الله، لكن بسبب الحروب لا يستطيعون زيارة هذه الأماكن.

وهذه الأماكن هي بغداد، وعكا، وإيران، وأيضا يعتبرون مدن مثل الإسكندرية وبورسعيد مقدسة لأنه مر عليها أثناء عودته من المنفي في تركيا وأوروبا.

لا يوجد رجال دين في البهائية

لا يوجد في الديانة البهائية رجال دين، لكن يوجد خدام للبهاء، وهم كل أتباع الدين البهائي، كما انه لا يوجد دور عبادة للبهائية، بل يمكن أن يؤدوا طقوسهم الدينية في أي مكان حتى دور العبادة للأديان الأخرى.

ترفض الديانة البهائية أي مظاهر للعنف، وتقوم وفق بسمة على المحبة الخالصة حتى لغير البهائيين، «حضرة البهاء يأمرنا ألا نرد على من يسيء إلينا، بل نواجهه بالنقاش والحوار».

وتشير إلى أن الأذكار الدينية في البهائية يمكن أن يرددها أي شخص لأن الدين البهائي جامع لكل الأديان، ففي بعض الأوقات يحضر جلسات الذكر والدعاء أشخاص مسلمين من أصدقائهم، أو مسيحيين.

الأحوال الشخصية للبهائيين 

في الأعوام التي سبقت ثورة 1952 كان البهائيون يحتكمون إلى محاكم خاصة أنشأها الإنجليز بمصر للنظر في أحوال غير المسلمين الشخصية، لكن بعد ذلك تعقدت الأمور بحسب بسمة، إلا أنها تقول إن الحوار مع الدولة جاء بنتائج إيجابية، فمؤخرا سمح لأتباع البهاء أن يرمز لهم مع غيرهم من غير المسلمين أو المسيحيين بشرطة في البطاقة مقابل خانة الديانة، لكن حتى الآن لم تحل مشكلة الزواج حسب المعتقد البهائي، إلا أن الأمور «بتمشي» حسب وصف بسمة موسى.

وبالبحث أكثر عن الديانة البهائية فإنها تمثل مرحلة من مراحل التجلي الإلهي. ويؤمنون أتباعها بأن الله واحد وأنه خالق هذا العالم وأنه يعرف بأسماء مختلفة في مختلف الأديان.

ويعتقد البهائيون بالتجلي الإلهي للرسل في أزمنة مختلفة وبوحدة المنبع للديانات وبضرورة تعاون البشر من أجل الإنسانية، ويعتقدون بأن نور الله قد تجلى في آدم وإبراهيم وموسى وكريشنا وزرادشت وبوذا والمسيح ومحمد والباب وبهاء الله.

وفي البهائية ثلاث صلوات كبرى وصغرى ووسطى، وأي صلاة تغني عن الأخرى.

ويتخذ البهائيون لأنفسهم ثلاث أعياد هي «العيد الأعلى وهو أيام الصوم الـ 19 التي تبدأ في 2 مارس، عيد النوروز في 21 مارس، عيد الرضوان من 21 أبريل لـ 2 مايو»

عبدالغني دياب

عبدالغني دياب

صحفي مصري متخصص في الشؤون السياسية والاجتماعية