أجمل أشعار الحلاج.. «والله ما طلعت شمس ولا غربت.. إلا وحبك مقرون بأنفاسي»

أجمل أشعار الحلاج.. «والله ما طلعت شمس ولا غربت.. إلا وحبك مقرون بأنفاسي»

اشتهر الحلاج بأنه أحد رواد الشعر الصوفي الذي هو واحد من أهم وأشهر ألوان الشعر العربي، ويمتاز هذا اللون من الشعر باللغة العالية رفيعة الذوق ورقيقة الكلمات، وعذبة المشاعر في التعبير، وأشعار الحلاج تحمل كل هذه المعاني.

والحلاج هو أبو المغيث الحسين بن منصور، المولود في بلاد فارس وتحديدا في بلدة البيضاء عام 858 من الميلاد، ولم يقم هناك طويلا، حيث رحل إلى بلدة واسط بالعراق، قبل أن يواصل رحلاته التي قادته إلى بلاد الهند واستقر هناك مدة عاد بعدها إلى الاعتزال في مكة المكرمة، وتحديدا في المسجد الحرام.

الفترة التي قضاها الحلاج في بلاد الحرمين مكنته من العودة إلى العراق ليصبح واحدا من أشهر أعلام الصوفية في عصره، وترجع الروايات التاريخية التي تناولت سيرة الحلاج أنه سمي بهذا الاسم نسبة إلى مهنة والده الذي كان يعمل في حلج القطن، وفي هذا الموضوع نتناول أجمل أشعار الحلاج.

أجمل أشعار الحلاج

والله ما طلعت شمس ولا غربت

تعتبر قصيدة والله ما طلعت شمس ولا غربت من أجمل أشعار الحلاج وأشهرها وتقول:

ما لي وللناس كم يلحونني سفها.. ديني لنفسي ودين الناس للناس

والله ما طلعت شمس ولا غربت

إلا وحبك مقرون بأنفاسي

ولا جلست إلى قوم أحدثهم

إلا وأنت حديثي بين جلاسي

ولا ذكرتك محزونا ولا فرحا

إلا وأنت بقلبي بين وسواسي

ولا هممت بشرب الماء من عطش

إلا رأيت خيالا منك في الكاسِ

ولو قدرت على الإتيان جئتكم

سعيا على الوجه أو مشيا على الراسِ

ويا فتى الحي إن غنيت لي طربا

فغنني واسفا من قلبك القاسي

ما لي وللناس كم يلحونني سفها

ديني لنفسي ودين الناس للناسِ

إذا هجرت فمن لي

إذا هجرت فمن لي ومن يجمّل كـلّي

ومـن لروحي وراحي يا أكثـري وأقـلّي

أَحبـك البعض مني فقد ذهبت بكلي

يا كـل كـلّي فكـنْ لي إنْ لم تكن لي فمن لي

يا كل كلّي و أهلي عند انقطاعي وذلّي

ما لي سوى الروح خذها والروح جهد المقل

العين تبصر

العَيْـنُ تُبـْـصِرُ مَن تَهْوَى وتَفقده

ونَاظِرُ القَلْبِ لا يَخْلُو مِن الـنَظَر

إن كَانَ لَيْسَ مَعْي فَالذِكرُ مِنهُ مَعْي

يَرَاهُ قَلْبِى وإن غَابَ عَنْ بَصَرِي

الوَجْدُ يُطربُ مَن فِي الوَجْدِ رَاحتٌه

والوَجْدُ عِنْدَ وُجُودِ الحَقِّ مَفَقُود

قَدْ كَانَ يُوحِشُني وَجدْي ويُؤنِسُني

لِرُؤيةِ وَجْدِ مَن فِي الوَجْدِ موجود

أنعي إليك

أنعي إليك نفوساً طاح شاهدُها

فيما وراء الحيثِ يَلْقَى شاهد القِدَم

أنْعي إليك قلوباً طالما هَطَلَتْ

سحائبُ الوحي فيها أبْحُر الحكم

أنعي إليك لسان الحق مُذ زمن

أودى وتذكاره في الوهم كالعدم

أنعي إليك بيانا تستكين له

أقوال كل فصيح ٍمِقْوَل فهم

أنعي إليك أشارات العقول معاً

لم يبق منهنّ إلا دارس الرمم

أنعي وحُبِّك أخلاقاً لِطائفةٍ

كانت مطاياهم من مكمد الكظم

مَضَى الجميع فلا عين ولا أثُر

مُضِيَّ عادٍ و فُقْدانَ الأُلى إِرَم

وخَلّفوا معشراً يجرون لبستهم

أعْمى من البهم بلْ أعمى من النعم

أقتلوني

أُقْتُلُوني يا ثقاتي

إنّ في قتْلي حياتي

ومماتي في حياتي

وحياتي في مماتي

أنّ عندي محْو ذاتي

من أجّل المكرمات

وبقائي في صفاتي

من قبيح السّيّئات

سَئِمَتْ نفسي حياتي

في الرسوم الباليات

فاقتلوني واحرقوني

بعظامي الفانيات

ثم مرّوا برفاتي

في القبور الدارسات

تجدوا سرّ حبيبي

في طوايا الباقيات

إنني شيخ كبير

في علوّ الدارجات

ثم إنّي صرتُ طفلا

في حجور المرضعات

ساكناً في لحد قبر

في أراضٍ سبَخات

وَلدَتْ أُمّي أباها

أنَّ ذا من عجباتي

فبناتي بَعْدَ أنْ كـ

ـن بناتي أخواتي

ليس من فعل زمان

لا ولا فعل الزنات

فاجمعوا الأجزاء جمعاً

من جسورٍ نيرات

من هواء ثم نار

ثم من ماء فرات

فازْرعوا الكلّ بأرض ٍ

تُرْبُها ترب موات

وتعاهدها بسقي

من كؤوس دائرات

من جوار ٍساقيات

وسواق ٍجاريات

فإذا أتممت سبعا

أنبتَتْ خير نبات

مقتل الحلاج

تبنى الحلاج فكر الصوفية وتشربت به روحه فكان يرى التصوف نوع من جهاد النفس المتواصل وكبح شهواتها، ونتج عن هذه الحياة روح صافية تبث روح الثورة ضد كل ظالم، واتصل بالقرامطة والزنج وهي حركات ثورية في عصره وهو ما فتح عليه أبواب رجال الدولة، وألقوا القبض عليه، واستمرت محاكمته لمدة 9 سنوات ذاق فيها ألوان العذاب وما زال يعظ السجناء، ومما أخذ عليه في محاكمته نظريته في تقديس الأولياء، والتي اعتبروها نوعا من الشرك بالله.

في يوم 26 مارس من عام 922 قطعت رأس الحلاج قبل أن يذوق ألم الجلد ويصلب حيا إلى أن صعدت روحه إلى السماء، وبعد أن قطعت رأسه أحرق جسده وألقي برماده في نهر دجلة.

عبدالله عبدالوهاب

عبدالله عبدالوهاب

مراسل موقع شبابيك بالجامعات المصرية، يقيم في محافظة الفيوم