من نيوزيلندا لأمريكا.. أشهر الحركات اليمينة المتطرفة التي تعادي المسلمين
جدد الهجوم الإرهابي الذي نفذه أحد الإرهابيين الأستراليين، على مسجدين في مدينة كرايس تشيرتش النيوزيلندية، عقب صلاة الجمعة، الحديث عن الحركات اليمينية المتطرفة في أوروبا وأستراليا، والتي تتبني منهجا عنيفا ضد المهاجرين لا سيّما المسلمين منهم.
الهجوم الذي وقع في نيوزيلندا تسبب في مقتل 49 شخصًا، 10 منهم قتلوا في مسجد لينوود، الذي كان يصلي فيه لحظة الهجوم نحو 70 شخصًا، في حين قتل الآخرون، وهم نحو 40، في مسجد النور في المدينة ذاتها.
المثير في واقعة الإرهابي الأسترالي، الذي يدعى برينتون تارانت، هي العبارات المتطرفة التي كتبها على سلاحه الذي نفذ به العملية الإرهابية، إضافة إلى بث مقاطع حماسية تعود لبعض المتطرفين الصرب الذين عرفوا بعدائهم القديم للمسلمين.
في لحظات التنفيذ بث الإرهابي الأسترالي مقاطع «فيديو لايف» عبر موقع فيسبوك لمجريات الهجوم، لكن المثير بحسب «بي بي سي»، هو ما ظهر في سيارة الهروب، حيث ترددت أغاني حماسية لوحدات قومية صربية شبه عسكرية عرفت باسم «التشتنيك».
والتشتنيك هي حركة صربية معادية للمسلمين نفذ المنتمون لها عمليات قتل ممنهجة ضد المسلمين خلال الحرب البوسنية في الفترة بين عامي 1992 و1995، وتمجد الأغنية الزعيم الصربي رادوفان كاراديتش المدان في عملية إبادة جماعية وجرائم حرب.
من هو منفذ هجوم نيوزيلندا؟
حركات العنف تنشط في ألمانيا
وخلال السنوات الأخيرة نشطت عدد كبير الحركات اليمينة المعادية للمسلمين بأوروبا حتى أن تقرير ألماني، ذكر أن 400 هجوم نفذ ضد المسلمين في ألمانيا خلال عام 2017 فقط، كما أن 16 مسلمًا أُصيبوا في هجمات معادية للمسلمين، خلال الفترة من بداية أبريل وحتى نهاية يونيو 2018، خلال 192 هجوم كراهية ضد المسلمين في البلاد، كل ذلك نفذ على يد حركات يمينية متطرفة، او يسارية تتبني أفكار عنصرية.
«بيغيدا»
من بين عدد من الحركات المناهضة للمسلمين في ألمانيا تنشط حركة بيغيدا، والتي تضم قرابة 30 ألف ألماني، وترفع شعارات مناهضة الإسلام، وبسبب مواقفها الرافضة للمهاجرين واللاجئين القادمين من بلدان عربية وإسلامية انتشرت لتنشأ فروع لها بعدد من المدن والعواصم الأوروبية.
أسست الحركة على يد الألماني المتطرف لوتز باخمان، في 2014، واتخذ من مسقط رأسه مدينة دريسدن، مقرًا لها، واسم بيغيدا هو اختصار للكلمة الألمانية «أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب».
تدعوا الحركة إلى طرد المسلمين من أوروبا، لأن تزايد عددهم «قد يؤدي لتحول الدول الأوربية للدين الإسلامي في المستقبل»، وتجمع الحركة بين تيارات يمينية متطرفة ونازيين جدد، وجماعات مثيري الشغب في الملاعب.
«هوغيسا».. مشاغبي الملاعب يناهضون الإسلام
انتشرت في السنوات الأخيرة أيضا في ألمانيا حركة «هوغيسا» وهي حركة متطرفة مشكلة من مثيري الشغب في ملاعب كرة القدم، تناهض الإسلام واللاجئين، وتضم الحركة متشددين يمينيين، يرفضون الأفكار الإسلامية.
وتسعى الحركة لحشد المواطنين الألمان ضد سياسيات الحكومة التي تقدم مساعدات وترحب باللاجئين المسلمين، وتدعوا بإغلاق حدود ألمانيا في وجه اللاجئين، ومنع بناء المساجد، وتتصدى الشرطة لأنشطة هذه المجموعات وتحذر من خطورة شنها لهجمات عنصرية على الساسة الذين يساعدون اللاجئين في ألمانيا.
التشيك و«كتلة مكافحة الإسلام»
في التشيك ليس الوضع أفضل بكثير عما هو الحال في ألمانيا حيث تنشأ هناك حركة «كتلة مكافحة الإسلام» وهي حركة سياسية يمينية لديها أهداف متعددة، على رأسها رفض وجود اللاجئين في التشيك، وتطالب بإغلاق الحدود أمامهم، وتدعوا للحد من انتشار الإسلام، وأهم ما يدعهما الموقف الرسمي المؤيد لها.
وتلقي هذه الحركة دعما سياسيا من قبل سياسيين أهمهم الرئيس التشيكي، ميلوس زِمان، الذي دعا إلى اعتبار مناهضة الإسلام رأي سياسي أو موقف قومي، رافضا أن يتهم مناهضي الإسلام بالعنصرية لتجمعهم.
رابطة إنجليزية تعادي الإسلام
في 27 يونيو 2009 ظهرت رابطة الدفاع الإنجليزية، وهي حركة سياسية متطرفة وتعلن الحركة ضمن أهدافها محاربتها لما تسميه أسلمة إنجلترا، ومحاربة التطرف الإسلامي، وتقود مظاهرات دوما لتعبئة الموطنين ضد المهاجرين المسلمين.
تقول تقارير إعلامية إنجليزية إن الرابطة تشكلت «كرد على الاستفزازات» خلال تظاهرة نظمها «متطرفون إسلاميون» في مارس 2009 ضد الجنود البريطانيين العائدين من الحرب في أفغانستان.
بعد توجيه انتقادات حادة للرابطة أعلنت أكثر من مرة عبر موقعها الرسمي أنها لا تنوى محاربة الإسلام، لكنها «تعادي الإسلام الأصولي الذي يريد إقامة الشريعة الإسلامية في إنجلترا».
«ريكليم أستراليا»
تعد حركة «استعادة أستراليا» من أكثر الحركات اليمنية انتشارا في أستراليا، وهي حركة دأبت على تنظيم المظاهرات المعادية للإسلام في البلاد.
وتضم حركة «ريكليم أستراليا» المئات من المناهضين للمسلمين في أستراليا، وتقول الحركة إنها «ترفض الشريعة الإسلامية وليس المسلمين».
حركات أمريكية تعادي المسلمين
في أمريكا قد تكون أوضاع المسلمين أكثر سوءا فما بين عامي 2008 و2013، ظهرت قرابة 33 مجموعة متطرفة مناهضة للمسلمين، ووصل حجم التمويل التي تلقتها هذه المجموعات قرابة 205 ملايين دولار، بحسب تقارير صحفية.
وذكر تقرير عنوانه «مواجهة الخوف» ساهم في إعداده كل من مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير)، و«مركز العرق والجنس» بجامعة كاليفورنيا، أنه توجد 74 مجموعة في الولايات المتحدة تنشر مفاهيم «الإسلاموفوبيا» وأن 33 من هذه المجموعات تتخذ معاداة الإسلام والتحيز ضد المسلمين هدفا رئيسيا.
في 2015 استهدف 78 مسجدًا، في أمريكا، فضلاً عن وجود قوانين معادية للإسلام في 10 ولايات أمريكية.