معلومات عن هضبة الجولان السورية.. ولماذا يرغب ترامب في ضمها لإسرائيل؟
حرّكت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المياه الراكدة بشأن هضبة الجولان السورية المحتلة من قبل إسرائيل، بعدما طالب بالاعتراف الدولي بأن المنطقة الفاصلة بين الحدود السورية والأراضي المحتلة تابعة لتل أبيب، لترد دمشق باعتبار هذه التصريحات تعدى سافر على سيادتها وأراضيها.
بعد حرب مدمرة شنتها إسرائيل في عام 1967 احتلت إسرائيل هضبة الجولان، لتسيطر على قرابة ثلثي الهضبة الفاصلة بين الجانبين، ويبقي الثلث الآخر في حوزة القوات السورية.
ثلثي الهضبة في يد إسرائيل
يرجع الخلاف السوري الإسرائيلي على هضبة الجولان حين احتلت تل أبيب المنطقة، ثم ضمتها لها رسميا عام 1981، لكن لم يحظ الأمر بأي اعتراف رسمي على المستوى الدولى، وتطالب سوريا باستعادتها.
تبلغ مساحة المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل قرابة 1200 كيلومتر مربع، وهي نقاط تماس مع لبنان والأردن، بينما تسيطر سوريا على نحو 500 كلم مربع من الهضبة.
في شهر يونيو 1967، كانت الهضبة السورية تحتوي على 250 قرية ومزرعة وقرابة 150 ألف نسمة، اضطر معظمهم إلى المغادرة خلال حربي 1967 و1973.
ما هو سبب احتلال الجولان؟
تقول إسرائيل إن الحرب الأهلية التي اندلعت في سوريا في العام 2011 أظهرت مدى أهمية الجولان لها، لتكون منطقة عازلة بين البلدات الإسرائيلية ومناطق الاضطرابات في سوريا، كما أنها تخشي من شن هجمات عليها من جانب القوات الإيرانية التي يمكن أن تستخدم الأراضي السورية لشن هجوم على إسرائيل، بفضل تحالف إيران مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وبحسب الاحتلال الإسرائيلي فإن 21% من إنتاج الكرمة يأتي من هضبة الجولان، وكذلك 50% من إنتاج المياه المعدنية، و40 في المئة من لحوم البقر، حيث تعد الهضبة كنزا ثمينا لإسرائيل خصوصا أنها تعاني من نقص شديد في المياه، وكذلك بالنسبة إلى سوريا، خصوصا مع نهر بانياس الذي يغذي نهر الأردن.
في المقابل ترد سوريا وفقا لتقرير أوردته وكالة رويترز عن أهمية هضبة الجولان، بأن هذه المنطقة محتلة ولا يمكن التفريط فيها، خصوصا وأنها تعد أرض خصبة غنية بالتربة الصالحة للزراعة، وموارد المياه.
تركيبة سكان الجولان
يعيش في الجولان قرابة 40 ألف شخص، نصفهم من الدروز، الموالين لنظام بشار الأسد، بينما النصف الثاني مستوطنين إسرائيليين يعملون في الزراعة والسياحة، وسبق أن عرضت إسرائيل على السوريين الموجودين بالمنطقة التجنيس إلا أنهم رفضوا.
قبل اندلاع الحرب السورية كانت قوات الجيش السوري تسيطر على الجانب السوري من الهضبة، إلا أن مسلحون إسلاميون من معارضي النظام اجتاحوا مدينة القنيطرة في 2014 وطردوا قوات النظام السوري، لكن القوات السورية استعادت المنطقة بدعم روسي في 2018.
منطقة فاصلة بإشراف قوات دولية
حاليا تسيطر قوات تابعة للأمم المتحدة على قرابة 400 كليو من الهضبة السورية المحتلة، لبناء منطقة عازلة بين الجانبين الإسرائيلي والسوري، ولا تسمح لأي من الجانبين الدخول لها، منذ وقّع الطرفين اتفاقية وقف إطلاق النار في عام 1974.
بموجب هذه الاتفاقية يوجد خط آخر بجوار خط الفصل الذي تسيطر عليه القوات الدولية، وهي عبارة عن منطقة تمتد لحوالي 25 كليو متر خلف خط منطقة الفصل على الجانبين يخضع لقيود من حيث عدد القوات ونوعية الأسلحة الموجود بهذه المنطقة.
بعد إعلان ترامب نيته الاعتراف بهضبة الجولان كمنطقة تابعة لإسرائيل، أدانت عدد من الدول العربية والغربية هذا التصريح، ورفضت غالبية الدول هذه التصريحات حتى أن وزارة الخارجية البريطانية أعلنت أنها هضبة الجولان أرض تحتلها إسرائيل، يؤيدها في ذلك فرنسا.
وأصدرت دول الأردن ومصر وتركيا وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي تصريحات وبيانات رسمية، ترفض ما أقدم عليه الرئيس الأمريكي.