رئيس التحرير أحمد متولي
 حلول البطالة.. أبرزها تغيير السياسات التعليمية

حلول البطالة.. أبرزها تغيير السياسات التعليمية

«البطالة» مشكلة عالمية حيث تعاني منها كل من الدول المتقدمة والدول النامية، وتعد مشكلة سياسية واقتصادية واجتماعية ونفسية، وكذلك مشكلة أمنية، فمخاطرها وأثارها السلبية سواء على الفرد أو المجتمع كبيرة.

 ولـ«البطالة» تعريفات عديدة، لعل أبرزها هو «البطالة هي حالة الشخص الذي لا يجد عملا، وذلك بالرغم من أنه يبحث عنه بجد»،

كما يقصد بالبطالة عدم توافر عمل لشخص راغب في العمل بمهنة تتفق مع استعدادته وكذلك قدراته، وقدراته، وذلك بسبب حالة سوق العمل. والبطالة أنواع، منها الحقيقة ومنها المقنعة.. والدائمة، والموسمية.

وتمثل البطالة تحديا كبيرا نظرا لأنها تؤثر بشكل كبير على سوق العمل، وتتطلب إجراء تغيرات في السياسات التعليمية وربطها بسوق العمل. كما تتطلب إجراء تغييرا في السياسيات التدريبية، وتأهيل العاطلين عن العمل إلى سوق العمل بشكل يتواكب مع التغيرات الاقتصادية والتكنولوجية المتلاحقة.

حجم البطالة في مصر

وفقا لإحصائيات صادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء بلغت نسبة البطالة في الربع الثالث من العام الماضي 10% ، مقابل 9.9% في الربع الثاني من العام نفسه.

ويرجع بعض الكتاب ظهور البطالة في مصر إلى ثورة يوليو 1952 نتيجة خطأ غير مقصود، حيث كانت البلاد تحتاج لعمالة تحل محل الموظفين الأجانب، فتم فتح الباب للتعيين لمدة محدودة دون دراسة أمام الجمهور سواء كانوا يحملون شهادات أم لا، وذلك نتيجة افتقار الحكومة من يحملون ولو شهادة متوسطة.

أنواع البطالة

  • بطالة عادية (قصيرة الأمد): ويقصد بها أن أسواق العمل لا تعمل بكفاءة حتى ولو توافرت وظائف.
  • بطالة موسمية: ويقصد بها البطالة التي تظهر بشكل موسمي، مثل البطالة الموسمية في مجال السياحة التي تظهر الفترات التي تنحصر فيه السياحة الخارجية مثلا.
  • بطالة نقصان الطلب: ويقصد بها البطالة الناتجة عن انخفاض عام في الطلب على اليد العاملة، كأن تخفض المصانع عدد العاملين وكمية إنتاجها.
  • بطالة هيكلية (فنية): يقصد بهذا النوع من البطالة ما يصيب جزء من قوة العمل نتيجة التغيرات الهيكلية التي تحدث في الاقتصاد الوطني. كأن تسبب بعد التغيرات الهيكلية/ القرارات الاقتصادية على مجال معين، يؤدي لانخفاض الطلب على العمالة بهذا المجال.
  • بطالة احتكاكية: ويقصد بهذا النوع انتقال العمال المستمر من مهنة لأخرى بسبب الحرام المهنى.
  • بطالة تكنولوجية: يقصد بها البطالة التي تحدث نتيجة استخدام التكنولوجيا الحديثة أو تطلب مهارات استخدام الأساليب التكنولوجية في الإنتاج، كأن تتجه الحكومة في دولة ما إلى استخدام عدادات كهربائية مسبقة الدفع، ما يخفض الطلب على العمالة في مهنة «قارئي العدادات والمحصلين»؟
  • بطالة اختيارية: ويقصد بهذا النوع من البطالة توقف الشخص عن البحث عن وظيفة أو تقديم استقالته من عمل بسبب وجود مصدر دخل آخر للشخص يغنيه عن العمل مثلا أو لأي سبب آخر.
  • بطالة مقنعة: يقصد بهذا النوع من البطالة العمالة التي تعمل اسما وليس فعلا، وتتلقى أجرا دون أن إنتاج تقوم به، وتوصف بـ«العمالة غير المنتجة»
  • بطالة إجبارية: وهي الناتجة عن إجبار العامل على ترك العمل (الفصل والطرد).

أبرز خصائص البطالة في البلدان النامية

  • تتركز في فئة صغار السن
  • اختلاف المعدلات بين الريف والحضر
  • ترتفع بين الإناث

أبرز خصائص البطالة في مصر

  • تتركز في صفوف الخريجين الجدد
  • ترتفع في الحضر
  • تزيد وتتمركز في حملة المؤهلات المتوسطة
  • تزيد في صفوف الإناث

 

أسباب البطالة

هناك عدة عوامل قد تكون سببا في انتشار البطالة أو تؤثر في نسبتها، ولعل أبرز هذه العوامل الزيادة السكانية، وزيادة الهجرات الداخلية (من الريف للحضر مثلا)، وسياسات الإصلاح الاقتصادي، الخلل في سياسة توزيع الاستثمارات القومية، والخصخصة وعدم قدرتها على استيعاب العمالة، والتقدم التكنولوجي.

 

طرق مواجهة البطالة

هناك العديد من الطرق التي تساعد في حل مشكلة البطالة، لكن أبرز هذه الطرق ما يلي:

إصلاح التعليم

إذا كانت المنظومة التعليمية غير جيدة وتؤدي إلى تخرج شباب غير مؤهل لسوق العمل، فلا بد من إصلاح التعليم، بحيث يخرج شباب لديه المهارات اللازمة التي يحتاجها سوق العمل.

تنمية المشروعات الصغيرة

الاهتمام بتنمية المشروعات الصغيرة أحد أهم وأبرز الوسائل التي تساعد في حل مشكلة البطالة، فهي تساهم في تنمية الاقتصاد، وتخلق فرص عمل للشباب، وفي إطارها يلجأ الشاب للمجال الذي يميل إليه ويرغب فيه، ما يساعده على كسب المال بشكل مشروع دون انتظار الوظيفة الحكومية.

إجراء إصلاح اقتصادي

يساهم وضع البلدان التي تعاني من البطالة لرؤى اقتصادية تستهدف خلق  مشروعات كبرى - في إطار استراتيجيات واضحة ومدروسة للإصلاح الاقتصادي - في خفض نسبة البطالة وفرص عمل للشباب.

وفي هذا السياق، نجد اتجاه الحكومة المصرية لتنفيذ مشروعات استثمارية في السنوات القليلة الماضية بهدف توفير فرص عمل للشباب، ويبرز ذلك تصريحات لوزير القوى العاملة محمد سعفان، قال فيها إن الدولة رصدت استثمارات بقيمة 4 تريليونات جنيه، وذلك لتنفيذ مشروعات قومية كبرى في مختلف القطاعات خلال الفترة من يوليو 2014 وحتى 30 يونيو 2020.

برامج التدريب والتوظيف

يساهم اتباع البلدان التي تعاني من البطالة لسياسة تدريب لشباب الخريجين في توفير عمالة مدربة قادرة على العمل والإنتاج. ويمكن أن توجه وتوفر الدولة التدريبات في قطاع معين ترى نقص اليد العاملة فيه أو عدم كفاءة العمالة المتقدمة إليها، ما يساعد على الارتقاء بهذا القطاع.

ويشار هنا مثلا إلى ما قامت به المملكة المتحدة في العام 1987، حيث نفذت برنامجا لتدريب الشباب لمواجهة البطالة، ساهم في توفير إمكانيات التدريب لما يزيد عن مليون شاب.

إعانة بطالة

وتصرف عدد من الدول الكبرى إعانة بطالة للشباب العاطل عن العمل، مثل الولايات المتحدة الأمريكية، والتي أعلنت في أبريل من العام 2019، انخفاض عدد المتقدمين بطلبات للحصول على إعانات بطالة إلى أدنى مستوى منذ أكثر من 49 عاما.

عدد العاطلين في العالم

يذكر أن عدد سكان العالم الذين في سن العمل فى العام 2018 يبلغ 5.7 مليار نسمة، منهم حوالي 3,3 مليار شخص (58.4 %) يعملون، وهناك 172 مليون عاطل عن العمل.

شبابيك

شبابيك

منصة إعلامية تخاطب شباب وطلاب مصر