من هو أسخى رجل في العالم وكيف يعيش؟
مجددا، عاد رجل الأعمال الأميركي، وارين بافيت، إلى الواجهة، بعد إعلانه عن تبرع «سخي» يقدر بـ3.6 مليار دولار من أسهم مجموعته الاقتصادية «بركشاير هاثاوي» لصالح 5 منظمات خيرية، وفق ما نقل موقع «سكاي نيوز».
وكان آخر أكبر تبرع سنوي لرجل الأعمال الأمريكي في العام الماضي وبلغ حوالي 3.4 مليار دولار.
ويعد وارين بافيت، البالغ من العمر 88 عاما، ثالث أغنى رجل في العالم، وهو من أنجح المستثمرين وراكم مسارا أكاديميا حافلا.
ووفق بيانات اقتصادية، فإن ثروة بافيت الذي ولدَ سنة 1930 في ولاية نبراسكا، وصلت إلى 89.9 مليار دولار، بحلول مايو 2019، لكن الرجل عازم على التبرع بالمزيد من المال لفائدة أعمال خيرية.
أغنى 10 شباب في العالم.. الأولى عمرها 21 عاما
ولفهم نجاح بافيت، لا بد من العودة إلى الوسط الذي نشأ فيه رجل الأعمال السخي، فحين كان صغيرا، استفاد من دهاء والده الذي كان عمل سمسارا، واستطاع أن يشغل عضوية الكونجرس الأميركي عن الحزب الجمهوري.
وبدأ النبوغ التجاري لدى بافيت مبكرا، فحين كان في عمر الحادية عشرة عاما، شرع في العمل بمشروع السمسرة الخاص بوالده واشترى فيه عدة أسهم.
وفي سن الرابعة عشر عاما، أظهر بافيت قدرا كبيرا من الذكاء، واشترى أرضا فسيحة تصل مساحتها إلى 40 هكتارا في ولاية نبراسكا، ولم يتجاوز السعر، وقتئذ، 1200 دولار مما ادخره.
وفي سنة الخامسة عشرة عاما، كان بافيت يجني 175 دولارا في الشهر، وذلك بفضل توزيع صحيفة «واشنطن بوست».
ولم يكتف وارين بافيت بهذا الشغف، حيث حرص على تطوير مهاراته الأكاديمية في مجال الأعمال، فاستهل مساره العلمي في جامعة بنسلفانيا، ثم انتقل إلى جامعة نبراسكا وتخرج منها وهو في التاسعة عشرة عاما.
بعد ذلك، انتقل بافيت إلى الدراسة في مدرسة كولومبيا للأعمال وتخرج منها، ثم درس في معهد نيويورك المالي، وفي العام 1956 أسس شركة «بوفيت بارتنر شيب»، ثم استحوذ على شركة «بركشاير هاثاواي» وأطلق اسمها على مجموعته الاقتصادية.
في الوقت الحالي، تتولى هذه المجموعة، الإشراف على مجموعة من الشركات الفرعية التي تنشط في مجالات مثل السكك الحديدية والمفروشات والبيع بالتجزئة والمجوهرات.
جدير بالذكر، أنه في أزمة 2008، تلقت مجموعة وارين بافيت الاقتصادية، ضربة موجعة، لكنها تعافت فيما بعد. وفي وقت لاحق، كثف رجل الأعمال السخي تبرعه لفائدته الإنسانية، بعدما سطر محطات لامعة في مجال المال والأعمال.
ويعرفُ بافيت بتواضعه الكبير، فهو ما زال يسكن في البيت الذي اشتراه في العام 1958، بمبلغ لا يتجاوز 31 ألف و500 دولار، حتى وإن كان قادرا على اقتناء قصور فخمة.
ولا يقتصر التواضع على المسكن، فالرجل ممن يحبون وجبات «ماكدونالدز» التي تعد من الوجبات السريعة والرخيصة.
أما الراتب السنوي الأساسي الذي يتلقاه رجل الأعمال من مجموعته الاقتصادية فلا يتجاوز 100 ألف دولار في السنة ولم يجر رفعه منذ 25 عاما.
أما حين تزوج للمرة الثانية، في العام 2006، ففضل بافيت أن يقيم حفلا بسيطا جدا لم يستغرق سوى 15 دقيقة، حتى وإن كان بوسعه أن يجعل المناسبة حدثا فخما.
ولا يولي رجل الأعمال الأمريكي وارين بافيت أهمية للمقتنيات والحياة الفارهة، ويوصي الشباب بعدم الإسراف، كما ينصحهم بالابتعاد قدر الإمكان عن بطاقات الائتمان، لأنها حسب ما يقول: «تجعل الناس يعيشون في مستوى يفوق إمكانياتهم».