الفطر الهندي.. فوائد صحية مختلفة وآثار جانبية محتملة تعرف عليها
تتعدد المشروبات والأطعمة الصحية التي يمكن للجسم الاستفادة منها، إلا أن بعضها شائع الاستخدام والبعض الأخر غير معروف لدى الكثيرين، مثل الفطر الهندي، الذي تتعدد فوائده الصحية، حيث يلعب دور هام في محاربة العديد من الأمراض والمشاكل الصحية، ونستعرض في هذه المقالة بعض المعلومات حوله.
ما هو الفطر الهندي؟
يُطلق على الفطر الهندي اسم الكيفر، وهو عبارة عن منتج مصنوع من الحليب المخمر، ووفقا للاعتقاد السائد، ترجع جذوره إلى جبال القوقاز الشمالية، وكلمة الكيفر مشتقة من الكلمة التركية (keyif)، وهى تعني الشعور الجيد، الذي يحصل عليه الشخص بعد تناول هذا المشروب.
يحظى الفطر الهندي بشعبية في أجزاء من أوروبا وآسيا منذ سنوات عديدة، ولكنه لم يكتسب شعبية في الولايات المتحدة إلا مؤخرا، بسبب الاهتمام المتزايد بالبروبيوتيك وصحة الأمعاء.
الكيفر أو الفطر الهندي له مذاق لاذع (حامض) ومنعش، وقوامه مماثل للبن الزبادي القابل للشرب، وله عدة أنواع، فهو عادة يُصنع من حليب البقر، لكن يمكن أيضا إنتاجه من حليب الحيوانات الأخرى، مثل الماعز أو الأغنام، أو من حليب لا يحتوي على منتجات الألبان، مثل:
- حليب جوز الهند
- حليب الأرز
- ماء جوز الهند
النوع المصنوع من حليب البقر، متوفر منه أنواع مختلفة: خالي الدسم، قليل الدسم، كامل الدسم، ويوجد أنواع أخرى لها نكهات وأخرى عادية لم يُضاف أي نكهات لها.
أين يوجد الفطر الهندي؟
في الغالب سيدور هذا التساؤل في أذهان الكثيرين، خاصة مع اعتقادهم بندرته، إلا أنه في الواقع أصبح الفطر الهندي الآن متاحا على نطاق واسع في معظم الأماكن، ويمكن العثور عليه في معظم محلات البقالة بالقرب من منتجات الألبان أو الزبادي.
فوائد الفطر الهندي
العديد من الفوائد الصحية للفطر الهندي ترجع إلى محتواه من البروبيوتيك أو البكتيريا الجيدة، وهى كائنات حية يمكنها المساعدة في تنظيم حركة الأمعاء، وعلاج بعض أمراض الجهاز الهضمي، ودعم الجهاز المناعي، ويمكن توضيح فوائده بشئ من التوضيح فيما يلي:
-
غني بالفيتامينات والعناصر المغذية
يحتوي الفطر الهندي على الكثير من البروتينات وفيتامينات ب، والبوتاسيوم والكالسيوم، يساعد الكالسيوم في بناء عظام قوية، والبروتين يبني عضلات قوية، والبوتاسيوم ضروري لصحة القلب.
-
احتوائه على البروبيوتيك بنسبة كبيرة
أكبر فائدة صحية يمكن أن يقدمها الفطر الهندي، هى البروبيوتيك الذي يمكن أن يساعد في تحسين نسبة البكتيريا الصحية في الجهاز الهضمي، علاج أو منع الإسهال، خاصة بعد العلاج بالمضادات الحيوية.
يمكن أن يساعد البروبيوتيك أيضا في علاج متلازمة القولون العصبي أو تخفيف أعراضها، تقليل أو منع أو زيادة فرص الشفاء من الالتهابات المعدية المعوية، منع وعلاج الالتهابات المهبلية، والتهابات المسالك البولية.
-
مضاد للالتهابات
بعيدا عن البروبيوتيك، توجد فوائد صحية أخرى للكيفر، حيث وجدت إحدى الدراسات أن الفئران التي استهلكته لمدة سبعة أيام شهدت آثارا مضادة للالتهابات، الأمر الذي ساعد في تسريع الشفاء. لا تزال تُجرى أبحاث على الفطر الهندي وفوائده، لكن هناك فوائد أخرى محتملة له، تتمثل في:
-
السيطرة على نسبة السكر في الدم
في عام 2015، قارنت دراسة صغيرة بين آثار تناول الفطر الهندي، وآثار الحليب المخمر التقليدي على مستويات السكر في الدم لدى المصابين بداء السكري، ووجدت أن المشاركين الذين تناولوا الكيفر مستويات السكر في الدم لديهم أقل بكثير من الذين تناول الحليب المخمر التقليدي.
-
خفض الكوليسترول في الدم
في عام 2017، أُجريت دراسة حول التغيرات في مستويات الكوليسترول لدى النساء اللاتي يشربن الحليب قليل الدسم أو الفطر الهندي، تناول المبحوثات إما حصتين يوميا من الحليب قليل الدسم، 4 حصص يومية من الحليب قليل الدسم، أو 4 حصص يومية من الفطر الهندي.
بعد 8 أسابيع، وجدت الدراسة أن النساء اللاتي تناولن الفطر الهندي لديهن انخفاضا كبيرا في مستويات الكوليسترول الكُلي والضار، مقارنة باللاتي تناولن حصتين يوميا فقط من الحليب قليل الدسم، أما اللاتي تناولن 4 حصص يوميا من الحليب قليل الدسم كان لديهن أيضا مستويات منخفضة من الكوليسترول.
البروبيوتيك الموجودة في الكيفر يمكن أن تلعب دور في كيفية امتصاص الجسم للكوليسترول الموجود في الطعام، ويمكن أن تؤثر أيضا على كيفية إنتاج الجسم للكوليسترول ومعالجته واستخدامه.
-
المساعدة في التغلب على عدم تحمل اللاكتوز
الأشخاص الذين يعانوا من عدم تحمل اللاكتوز قادرين على تناول الفطر الهندي دون ظهور الأعراض، لأن البكتيريا الموجودة فيه تحطم الكثير من اللاكتوز.
خلصت دراسة صغيرة أجريت عام 2003 إلى أن استهلاك الفطر الهندي، قد يحسن من هضم اللاكتوز مع مرور الوقت، ويمكن استخدامه للمساعدة في التغلب على عدم تحمل اللاكتوز، ولاحظت أن النوع العادي الذي لا يحتوي على نكهات هو الأفضل.
-
تحسين صحة المعدة
تحتوي المعدة على كل من البكتيريا الجيدة والضارة، والحفاظ على التوازن بينهما جزء مهم للحفاظ على صحة المعدة، إلا أن الأمراض والالتهابات، وبعض الأدوية، مثل المضادات الحيوية، يمكن أن تسبب خلل في هذا التوازن.
البروبيوتيك الموجودة في الفطر الهندي يشبه البكتيريا الجيدة الموجودة بشكل طبيعي في الجهاز الهضمي، وهى تساعد في الحفاظ على التوازن الصحي لبكتيريا المعدة، وتشير بعض المصادر إلى أنها تساعد في علاج قرحة المعدة والأمعاء الدقيقة.
علاح الكحة.. تخلص منها بالأعشاب والدواء
فوائد الفطر الهندي للتخسيس
يأتي الفطر الهندي ضمن المصادر الغذائية الطبيعية التي تساعد في التخسيس، حيث ذكرت دراسة أن تناوله يقلل من وزن الجسم ومستوى الكوليسترول الكلي في الفئران التي تعاني من السمنة، لكن رغم ذلك لا تزال هناك حاجة إلى إجراء مزيد من الأبحاث على البشر.
استخدامات الفطر الهندي
يمكن استخدامه بالعديد من الطرق مثل اللبن والزبادي، ومن الممكن تناوله كمشروب أو إضافته على الحبوب أو الشوفان، ويمكن أيضا استخدامه في السلع المخبوزة أو الشوربات، رغم أن الحرارة قد تقلل تركيز البروبيوتيك بشكل كبير.
أضرار الفطر الهندي
الفطر الهندي آمن للاستهلاك، لكن يجب على الشخص مراعاة بعض العوامل قبل إضافته إلى نظام غذائي منتظم، ومن آثاره الجانبية المحتملة:
- الحساسية: رغم أن الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز قد يكونون قادرين على تناول الكيفر دون أضرار، إلا أن المصابين بحساسية الحليب لا يجب عليهم تناول النوع المصنوع من حليب الألبان، لأنه يمكن أن يسبب الحساسية.
- يمكن أن يضر مرضى السكر، لأن بعض الأنواع تحتوي على كميات كبيرة من السكر المضاف.
- الإمساك وتشنجات البطن، خاصة عند تناوله لأول مرة.
- يمكن أن يزيد مشاكل المعدة والأمعاء، تقرحات الفم، في الأشخاص الذين يخضعون للعلاج الكيميائي لسرطان القولون.