ما هو الاكتئاب.. أعراض وأسباب الاضطراب النفسي الأكثر شيوعا

ما هو الاكتئاب.. أعراض وأسباب الاضطراب النفسي الأكثر شيوعا

الحزن والشعور بالإحباط وفقدان الاهتمام أو المتعة في الأنشطة اليومية هي مشاعر مألوفة لنا جميعا، لكن إذا استمرت وأثرت على حياتنا بشكل كبير، فقد تكون المشكلة هي الاكتئاب، وفي هذا التقرير نوضح ما هو الاكتئاب وما الذي يسببه، إلى جانب توضيح أعراضه والعلاجات المستخدمة وغير ذلك.

ما هو الاكتئاب؟

الاكتئاب هو اضطراب مزاجي شائع، يؤثر سلبا على شعور المصاب به، وطريقة تفكيره وتصرفه، ويسبب مشاعر الحزن أو فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كان يمكن الاستمتاع بها من قبل، ويمكن أن يؤدي إلى مجموعة متنوعة من المشاكل العاطفية والجسدية، ويقلل من قدرة الشخص على أداء المهام أو الأنشطة المختلفة في العمل والمنزل.

يختلف الاكتئاب عن تقلبات الحالة المزاجية التي يتعرض لها الناس بانتظام كجزء من الحياة، وهو ليس مشكلة عابرة لكنها مستمرة، لمدة أسبوعين على الأقل، ويمكن أن يستمر لعدة أسابيع أو شهور أو سنوات.

اسباب الاكتئاب

هناك عدة عوامل يمكن أن تلعب دورا في الاكتئاب، هى:

  • الاختلافات في بعض المواد الكيميائية في الدماغ قد تسهم في ظهور أعراض الاكتئاب.
  • العوامل الوراثية، يكون الشخص أكثر عُرضة للاكتئاب إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة به أو باضطراب مزاجي آخر، فمثلا إذا كان أحد التوأمين مصابا بالاكتئاب، يكون لدى الآخر فرصة بنسبة 70% للإصابة به في وقت ما.
  • الشخصية، الأشخاص الذين يعانون من تدني احترام الذات، أو المتشائمون عموما، يبدو أنهم أكثر عُرضة للتجربة.
  • العوامل البيئية، التعرض المستمر للعنف أو الإهمال أو سوء المعاملة أو الفقر قد يجعل بعض الناس أكثر عُرضة للاكتئاب.
  • الحالات الطبية، يمكن أن تعرضك بعض الحالات لخطر أكبر، مثل الأمراض المزمنة أو الأرق أو الألم المزمن أو اضطراب فرط النشاط الناتج عن نقص الانتباه.
  • تعاطي المخدرات أو الكحول، يعاني حوالي 21٪ من الأشخاص الذين يتعاطوا المخدرات من الاكتئاب.
  • تناول بعض الأدوية.
  • الأحداث المجهدة، مثل فقدان أحد أفراد الأسرة، المشاكل الاقتصادية، الطلاق.

أعراض الاكتئاب

يمكن أن تختلف أعراضه حسب درجته، من خفيف إلى شديد، وهى تشمل:

  • الشعور بالحزن أو المزاج المكتئب
  • فقدان الاهتمام أو عدم الشعور بالمتعة في الأنشطة التي كانت ممتعة من قبل.
  • تغيرات في الشهية، فقدان أو زيادة في الوزن ليس لها علاقة بالنظام الغذائي.
  • مشاكل في النوم، أو النوم أكثر من اللازم.
  • فقدان الطاقة أو زيادة التعب.
  • زيادة في النشاط البدني غير المقصود
  • صعوبة في التفكير أو التركيز أو اتخاذ القرارات
  • فقدان الرغبة الجنسية
  • أفكار الموت أو الانتحار

يجب أن تستمر الأعراض أسبوعين على الأقل لتشخيص الاكتئاب، ويمكن للحالات الطبية مثل مشاكل الغدة الدرقية أو ورم المخ أو نقص الفيتامينات، أن يصاحبها الأعراض السابقة، لذلك من المهم استبعاد الأسباب الطبية العامة.

يمكن أن يحدث الاكتئاب في أي وقت، ولكن يظهر غالبا في أواخر سن المراهقة حتى منتصف العشرينات، والنساء أكثر عُرضة له مقارنة بالرجال، وتشير بعض الدراسات إلى أن ثلث النساء سيواجهن مواقف كئيبة كبيرة في حياتهن، وتتمثل الأعراض التي تظهر عليهن في: القلق، تقلب المزاج، الإعياء.

الذكور الذين يعانون من الاكتئاب أكثر عُرضة من الإناث لشرب الكحوليات الزائدة، وإظهار الغضب، ويمكن أن تتمثل أعراض الاكتئاب عند الرجال في:

  • تجنب الأسر والمواقف الاجتماعية
  • مواجهة صعوبة في مواكبة مسؤوليات العمل والأسرة

التغيرات الجسدية، ومشاكل الأقران، وعوامل أخرى يمكن أن تسهم في اكتئاب المراهقين، وتتمثل الأعراض التي تظهر عليهم في:

  • الانسحاب من الأصدقاء والعائلة
  • صعوبة التركيز في الدراسة
  • الشعور بالذنب
  • الأرق، القلق

​​​​​​​أنواع الاكتئاب

يمكن تقسيم الاكتئاب إلى فئات حسب شدة الأعراض، فبعض الناس يعانون من نوبات خفيفة ومؤقتة، بينما يعاني آخرون من نوبات حادة ومستمرة، وهناك نوعان رئيسيان للاكتئاب، هما:

  • اضطراب الاكتئاب الشديد

هو الشكل الأكثر حدة، يتميز بمشاعر الحزن المستمرة واليأس واللاقيمة التي لا تختفي من تلقاء نفسها، ولكي يتم تشخيصه يجب أن يواجه الشخص 5 أو أكثر من أعراض الاكتئاب السابقة.

  • اضطراب الاكتئاب المستمر

شكل أكثر اعتدالا لكنه مزمن، ولكي يتم تشخيصه يجب أن تستمر الأعراض لمدة عامين على الأقل، وهذا النوع يمكن أن يؤثر على حياة الشخص المصاب به أكثر من الاكتئاب الشديد، لأنه يستمر لفترة أطول، والمصابون به يعانون من: فقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية العادية، الشعور باليأس، نقص الإنتاجية، انخفاض احترام الذات.

علاج الاكتئاب

يأتي الاكتئاب من بين أكثر الاضطرابات النفسية قابلية للعلاج، ما بين 80% و 90% من المصابين به يستجيبون في النهاية للعلاج، تتمثل الإجراءات العلاجية التي يتم اتخاذها في:

  • العلاج الدوائي

يمكن وصف مضادات الاكتئاب للمساعدة في تعديل كيمياء الدماغ، وتساعد في تحسن حالة الشخص خلال الأسبوع الأول أو الأسبوعين من استخدامها، لكن إذا لم يشعر المريض بتحسن أو شعر بتحسن طفيف، يمكن للطبيب النفسي أن يغير جرعة الدواء أو يضيف لها أو يصف مضادات اكتئاب أخرى.

يوصي الأطباء النفسيون عادة أن يستمر المرضى في تناول الدواء لمدة ستة أشهر أو أكثر بعد تحسن الأعراض.

  • العلاج النفسي

يستخدم أحيانا بمفرده لعلاج الاكتئاب الخفيف، لكن يتم اللجوء إلى العلاج النفسي بجانب الأدوية المضادة للاكتئاب عادة، في الحالات المتوسطة إلى الحادة، ومن أشهر العلاجات النفسية التي يتم اللجوء لها، العلاج المعرفي السلوكي، وهو شكل من أشكال الاكتئاب يركز على حل المشكلات الحالية.

  • العلاج بالصدمات الكهربائية

علاج طبي يُستخدم عادة للمرضى الذين يعانون من اكتئاب حاد أو اضطراب ثنائي القطب ولم يستجيبوا للعلاجات الأخرى، وهو ينطوي على تحفيز كهربائي قصير للمخ، وغالبا يأخذ المريض هذا العلاج مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع.

المصدر

أسماء أبو بكر

أسماء أبو بكر

عن كاتب المقال: صحفية مصرية حاصلة على كلية الإعلام من جامعة القاهرة، تهتم بشؤون الطلاب