عنوان خطبة الجمعة القادمة 4 سبتمبر 2020

عنوان خطبة الجمعة القادمة 4 سبتمبر 2020

أعلن الموقع الرسمي لوزارة الأوقاف عن عنوان خطبة الجمعة القادمة 4 سبتمبر 2020، مع التأكيد على الالتزام بالموعد المحدد لها وهو 10 دقائق، للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد والالتزام بموضوعها نصًا أو مضمونًا.

​​​​​​​نص خطبة الجمعة 4 سبتمبر 2020

وأوضحت وزارة الأوقاف أن عنوان خطبة الجمعة القادمة هو- الإيمان والعلم- ووفقًا لما نشرته وزارة الأوقاف المصرية فإن نص خطبة الجمعة يأتي كالتالي:

الحمدلله رب العالمين القائل في كتابه الكريم: يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير- وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا نبينا محمدًا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين- وبعد:

فلا شك أنه لا تناقض بين الإيمان والعلم على الإطلاق، فالعلم قائم على الأخذ بالأسباب، والإيمان يدعونا إلى الأخذ بأقصى الأسباب، وكان سيدنا عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- يقول: لايقعدن أحدكم عن طلب الرزق، ويقول: اللهم ارزقني، وقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة- وحتى في حديث نبينا- صلى الله عليه وسلم-: لو أنكم توكلتوا على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا وتروح بطانًا- قال أهل العلم وشراح الحديث: إن الطير تأخذ بالأسباب، فتغدو وتروح، ولا تقعد في مكانها وتقول: اللهم ارزقني.

ونقل بعض الرواة أن أحد الناس خرج في تجارة، فلجأ إلى حائط بستان للاستراحة فيه، فوجد طائرًا كسير الجناح، فقال: يا سبحان الله، ما لهذا الطائر الكسير كيف يأكل؟ وكيف يشرب؟ وبينما هو على هذه الحال إذا بطائر آخر يأتي بشئ يسير من الطعام فيضعه أمام الطائر كسير الجناح، فقال: يا سبحان الله، سيأتيني ما قسمه الله لي، فقال له صاحبه: كيف رضيت لنفسك أن تكون الطائر المسكين الكسير مهيض الجناح؟ ولم تسعى لأن تكون الطائر الآخر القوي الذي يسعى على رزقه ويساعد الآخرين من بني جنسه، وقد قال أحد الحكماء: لا تسأل الله أن يخفف حملك، ولكن اسأله سبحانه أن يقوي ظهرك.

ويقول الحق سبحانه: فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور" ولم يقل: اقعدوا وسيأتيكم الرزق حيث كنتم، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم: تداووا عباد الله، فإن الله سبحانه لم يضع داءًا إلا وضع معه شفاءًا إلا الهرم، ولم يقل أحد على الإطلاق: إن الدعاء بديل الدواء، إنما هو تضرع إلى الله- عز وجل- بإعمال الأسباب التي أمرنا- سبحانه وتعالى- بالأخذ بها لنتائجها.

وعلينا ونحن نأخذ بأقصى الأسباب ألا ننسى خالق الأسباب والمسببات، من أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له: كن فيكون، فنجمع بين أسباب العلم وأسباب الإيمان معًا، مؤكدين أنه لا تناقض بينهما، بل الخير كل الخير، والنجاء كل النجاء أن نحسن الجمع بينهما والأخذ بهما معًا.

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين.

إن العلم الذي رغب فيه الإسلام، يشمل كل علم ينفع الناس في شئون دينهم، وشئون دنياهم، يقول- صلى الله عليه وسلم-: إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين، حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير- والخير شامل لكل علم ينفع الناس.

فبالعلم والعمل نهض الأمم، وتنال مكان الصدارة، ولا يمكن لها أن تقضي على التخلف والأمراض والفقر إلا بالعلم، والواقع خير شاهد على أن الأمم والدول التي اعتمدت العم والتخطيط والنظام والفكر وإعمال الحق سبيلاً لنهضتها صارت في مقدمة الأمم، وأن غيرها ممن تقاعست بقيت في ذيل الأمم، فالعلم ضرورة ملحة، وحاجة ماسة لتحقيق مصالح البلاد والعباد، ولله در قائل:

 بالعلم والناس يبني الناس ملكهم ... لم يبن ملك على جهل وإقلال

اللهم زين بالإيمان قلوبنا، وعلمنا ما ينفعنا، واجعلنا من عبادك المخلصين.

عمر مصطفى

عمر مصطفى

صحفي مصري يقيم في محافظة الجيزة ومتخصص في ملف التعليم وكتابة الأخبار العاجلة منذ عام 2011