رئيس التحرير أحمد متولي
 كلمة شيخ الأزهر الشريف في المولد النبوي الشريف 2020

كلمة شيخ الأزهر الشريف في المولد النبوي الشريف 2020

يوضح موقع شبابيك لقرائه في مصر والعالم العربي، نص كلمة شيخ الأزهر الشريف في المولد النبوي الشريف 2020.

وألقى فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الأربعاء 28 أكتوبر 2020، كلمة بمناسبة الاحتفال السنوي بالمولد النبوي الشريف بحضور رئيس الجمهورية، الرئيس عبدالفتاح السيسي.

كلمة شيخ الأزهر الشريف في المولد النبوي الشريف 2020

وقال فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، الدكتور أحمد الطيب، في كلمته بمناسبة الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف التالي: «إنَّنا إذ نحتفلُ اليَوْم بذِكْرى مَوْلِد محمَّد -ﷺ- فإنَّنا لا نحتفلُ بشخصٍ بَلَغَ الغايةَ في مدارجِ الأخلاق العُليا، ومراتبِ الكمال القُصوى.

وأضاف إنَّما نحتفـل -في الوقتِ نفسِه- بتجلِّي الإشراقِ الإلهي على الإنسانيَّةِ جمعاء، وظهورِه في صُورةِ رسالةٍ إلهيَّة خُتِمَتْ بها جميعُ الرسالات، وكُلِّف بتبليغها للبشريَّةِ نبيٌّ خاتمٌ أدَّى الأمانة، وبلَّغ الرسالة، ونَصَحَ الأُمَّة، ولم يتركها حتى وضَعَها على محجَّةِ الحقِّ والخَيْرِ والجمال.

وتحدث بقوله نحن المسلمين لا نرتابُ لحظةً في أنَّ الإسلامَ والقرآنَ ومحمَّدًا ﷺ أنوارٌ إلهيَّة تُضيء الطريقَ للإنسانيَّةِ في سعيِها لتحصيل السعادة في الدنيا والآخِرة، وأنها محفوظةٌ بحفظ الله ومشيئتِه ووعده.

وأشار قائلاً إلى أن محمَّدا ﷺ -بنصِّ القرآن الكريم يَجري شُعاعُه في دمائنا وقلوبنا، ولولاه -ﷺ- ولولا ما أُرسِل به من عند الله لبَقِيت الإنسانيَّة كما كانت قبلَ بَعثَتِه في ظلامٍ دامس؛ وفي ضلالٍ مُبين إلى يوم القيامة.

ونوه بان محمَّدٌ ﷺ -بنصِّ القرآنِ أيضًا- هو «النُّور» الذي يُبدِّد اللهُ به الظلمَ والظلمات، يقولُ تعالى: (قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ) [المائدة: 15]، أي: جاءكم محمَّدٌ «ومعه القرآنُ الكريم"، وكما سَمَّاهُ الله «نورًا» سمَّاه «سراجًا منيرًا»، وخاطَبَه به خطابًا صريحًا، وذلك في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا) [الأحزاب: 45-46]. ومحمَّد ﷺ، هو الرحمة المرسلة للعالَمين: مُؤمنِهم وكافِرِهم: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) [الأنبياء: 107]، كما أخبر عن نفسِه: «إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ».

واستكمل فضيلة شيخ الأزهر، كلمته بأن العالَم الإسلامي ومؤسساته الدينيَّة وفي مقدمتها الأزهر الشريف قد سارع إلى إدانة حادث القتل الإرهابي البغيض للمدرس الفرنسي في باريس.

وأوضح أن هذا الحادث مؤسف ومؤلم، ولكن في ذات الوقت أيضا نجد من المؤسف أشد الأسف أن الإساءةَ للإسلام والمسلمين في عالمنا اليوم قد أصبحت أداة لحشد الأصوات والمضاربة بها في أسواق الانتخابات.

وأضاف أن هذه الرسوم المسيئة لنبينا العظيم التي تتبناها بعض الصحف والمجلات، بل بعض السياسات.

وأكد على أن الإساءة للإسلام والمسلمين هي عبث وتهريج وانفلات من كل قيود المسؤولية والالتزام الخلقي والعرف الدولي العام.

واعتبر أن هذا عداء صريح لهذا الّين الحنيف، ولنبيه الذي بعثه الله رحمة للعالمين، مشددا  عن رفض الأزهر مع كل دول العالم الإسلامي وبقّوة هذه البذاءات التي لا تسيء في الحقيقة إلى المسلمين ونبي المسلمين، وإنَّما تسيء إلى هؤلاء الذين يجهلون عظمة هذا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

وأعرب عن تعجبه من أن توقد نار الفتنة والكراهية والإساءة في أقطار طالما تغنَت بأنها أقطار الثقافة وحاضنة الحضارة والتنوير والعلم والحداثة، ثم تضطرب في يديها المعايير اضطرابا واسعا.

ولفت أننا بتنا نراها وهي تمسك بإحدى يديها مِشكاةَ الحرية وحقوق الإنسان، بينما تمسك باليد الأخرى دعوة الكراهية ومشاعل النيران.

ونوه بأن نبينا صاحب الذكرى العطرة، قدم الكثير مما أنقذ به الأُمم والشعوب، وصحح به التواءات الحضارات واعوجاجاتها.

وأشار إن هذا هو ما يوجب علينا نحن المؤمنين به تجديد مشاعر الحب والولاء لهذا النبي، والدفاع عنه بأرواحنا ونفوسنا وبكل ما نملك من أهل وولد ومال، ومن كل غال ونفيس.

أحمد الليثي

أحمد الليثي

صحفي مصري، عضو نقابة الصحفيين ومقيم بمحافظة المنوفية