رئيس التحرير أحمد متولي
 تعبير عن الزيادة السكانية

تعبير عن الزيادة السكانية


موضوع تعبير عن الزيادة السكانية والأمن الغذائي

يدرس الطلاب في المراحل التعليمية المختلفة العديد من القضايا والمشكلات التي تواجهها مصر وعلى رأسها الزيادة السكانية، لذلك نعرض موضوع تعبير عن الزيادة السكانية والأمن الغذائي كنموذج استردشادي للطلاب يمكنهم الاستعانة به للتدرب على كيفية كتابة موضوعات تعبير تناقش مثل هذه القضايا.

عناصر موضوع تعبير عن الزيادة السكانية والأمن الغذائي

إلى جانب المقدمة والخاتمة لا بد أن يناقش الطالب القضية المطلوب كتابة موضوع تعبير عنها من عدة جوانب (في الامتحان يمكنه استخراج العناصر من رأس السؤال)، ويمكن أن يتضمن موضوع تعبير عن الزيادة السكانية والأمن الغذائي العناصر التالية:

  • معنى الزيادة السكانية وأسبابها

  • سلبيات وايجابيات الزيادة السكانية

  • العلاقة بين الزيادة السكانية والأمن الغذائي

  • مقترحات لمواجهة الزيادة السكانية والحد من مخاطرها

مقدمة عن الزيادة السكانية والأمن الغذائي

الشعب هو من يشكل كيان وطنه يسعد برقيه ويشقى بتأخره وكساده، لذلك يجب أن يكون كل منا على وعي تام بقضايا الوطن المُلحة ومشكلاته التي تعوقه عن اللحاق بركب التنمية، وفي مقدمتها الزيادة السكانية، التي تعتبر سلاح ذو حدين لذلك يجب السعي لاستغلال مزاياها ودرء مخاطرها، انطلاقًا من حب هذا الوطن ورغبة في النهوض به، ويقول الشاعر:

ومن لم تكن أوطانه مفخرًا له

فليس له في موطن المجد مفخر

ومن لم يبن في قومه ناصحًا لهم

فما هو إلا خائن يتستر

موضوع تعبير عن الزيادة السكانية بالأفكار

مشكلة الزيادة السكانية لا تعني زيادة أعداد المواليد فحسب، لأننا إذا نظرنا إليها من هذا المنظور الضيق سنجد أن الكثير من دول العالم المتقدم تعاني منها عكس الواقع، لكنها بمفهومها الأوسع تعني غياب التوازن بين عدد السكان وحجم الموارد المتاحة داخل الدولة.

الخطوة الأولى لمواجهة مشكلة الزيادة السكنية هى معرفة أسبابها، ولا ننكر أن انتشار الأمية وغياب وعي المواطنين بمخاطرها، خاصة في القرى الفقيرة، يأتي على رأس هذه الأسباب حيث تنتشر ثقافة العزوة بين الناس في تلك القرى تدفعهم إلى إنجاب الكثير من الأطفال فضلًا عن الزواج المبكر فيها الذي تزداد معه فرص إنجاب مزيد من الأطفال.

لا يجب أن نغفل أيضًا دور التقدم الطبي الكبير خلال السنوات الأخيرة في زيادة تفاقم الزيادة السكانية، لأن الأجهزة الطبية الحديثة واللقاحات والعلاجات التي يتم التوصل إليها للقضاء على الكثير من الأمراض ساهمت في انخفاض معدل الوفيات وفي المقابل تزداد أعداد المواليد خاصة مع التطور الطبي الكبير في علاج مشاكل العقم وتأخر الإنجاب.

المشكلة السكانية خطر يُداهم الدول النامية خاصة ومن بينها مصر، فرغم ايجابياتها المتمثلة في زيادة الموارد البشرية وتوافر الأيدي العاملة وزيادة القوة العسكرية للدولة، إلا أنها خلقت العديد من السلبيات الخطيرة التي تعوق عجلة التنمية والنمو الاقتصادي، لأنها تُزيد من نفقات الدولة على الخدمات الأساسية كالتعليم والمواصلات والصحة والإسكان بدلًا من استغلال الأموال في المشروعات الاستثمارية كالصناعة والزراعة والتجارة، فضلًا عن أنها تتسبب في انهيار المرافق العامة لزيادة الضغط عليها، والزحف العمراني على الأراضي الزراعية.

بالنظر إلى مصر كنموذج يعاني من المشكلة السكانية، فوفقًا لبعض الاحصائيات الأخيرة يولد في مصر طفل في كل دقيقة وما يقرب من مليون ونصف في العام الواحد، نجد أنه نجم عن الزيادة السكانية في مصر العديد من المخاطر والمشكلات الاجتماعية، مثل: انتشار البطالة وظهور العشوائيات وزيادة الفقر وتدني مستوى المعيشة وما يترتب على ذلك من مشكلات أخرى كالأمية وانتشار السرقة والعنف والإدمان وتعاطي المخدرات.

تعتبر الزيادة السكانية ناقوس خطر يهدد الأمن الغذائي أيضًا، لأنها تؤدي بالضرورة إلى زيادة استهلاك السلع خاصة الغذائية لدرجة تفوق كم المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية المتاحة بالفعل، الأمر الذي يدفع الدولة إلى استيراد محاصيل غذائية من الخارج لسد حاجة سكانها، يهدد ذلك الأمن القومي للدولة لأنه يُعرضها للتبعية الاقتصادية للدول المستوردة منها وبالطبع يمكن أن تؤثر هذه التبعية على سياسات الدولة وقراراتها.

وسط كل هذه التحديات والمخاطر التي تواجهها مصر بسبب الزيادة السكانية، لا بد أن يتكاتف الجميع لمواجهتها، فعلى الحكومات أن تولي التعليم اهتمامًا كبيرًا لأنه يزيد من وعي المواطن بمختلف القضايا والمشكلات مع ضرورة وضع استراتيجيات تُمكنها من وقف ظاهرة التسرب من التعليم المنتشرة في الأقاليم والقرى، إلى جانب تنظيم حملات بصفة دورية للتوعية بأهمية تنظيم الأسرة سواء إعلامية تُبث في وسائل الإعلام أو ميدانية تستهدف سكان القرى والنجوع خاصة.

لا يجب أن نتناسى الدور المفترض أن يقوم به أفراد الشعب في مواجهة خطر الزيادة السكانية، فمثلًا يمكن لطلاب الجامعات تنظيم مبادرات تطوعية هدفها القيام بزيارات توعوية عن الآثار الضارة للمشكلة السكانية وأهمية تنظيم الأسرة، وعلى الشباب إطلاق مشروعات صغيرة في قطاعات مختلفة تدر لهم دخلًا بدلًا من الجلوس على المقاهي، لأن ذلك يضمن استغلال الموارد البشرية لتكون عامل بناء في وطننا الحبيب مصر وليس عامل هدم، لا ننسى أن الله سبحانه وتعالى أمرنا بإعمار الأرض وحثنا على العمل، قال تعالى:

«هو الذي جعل لكم الأرض ذلولًا فامشوا في مناكبها وكُلوا من رزقه وإليه النشور»

«فإذا قُضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرًا لعلكم تفلحون»

خاتمة عن الزيادة السكانية والأمن الغذائي

لا يسعني في النهاية إلا أن أقول أن حب الوطن يجب أن يكون هو المحرك الأساسي الذي يدفعنا إلى التكاتف جميعًا حكومة وشعبًا للحد من تفاقم المشكلة السكانية في مصر أو على الأقل مواجهة المخاطر المترتبة عليها كالبطالة والفقر، لنتمكن في النهاية من اللحاق بركب التنمية ومواكبة التقدم ليعم الخير على الجميع، هنا يحضرني قول الشاعر:

بفضل التعاون أرست أمم

صروحًا من المجد فوق القمم

فلم يبن مجد على فرقة

ولن يرتفع باختلاف علم

​​​​​​​

المصدر

أسماء أبو بكر

أسماء أبو بكر

عن كاتب المقال: صحفية مصرية حاصلة على كلية الإعلام من جامعة القاهرة، تهتم بشؤون الطلاب