تطنيش الزوجة العنيدة قد يكون الحل..

تطنيش الزوجة العنيدة قد يكون الحل..

نتعامل جميعًا مع العناد في مرحلة ما من حياتنا، لكن من الصعب بالطبع التعامل مع شريك حياة عنيد، ورغم أن البعض يرى أن تطنيش الزوجة العنيدة قد يكون الحل إلا أن هناك بعض الخطوات الأخرى التي يجب اتخاذها للتغلب على العناد إذا كانت الزوجة ترفض التواصل أو التنازل أو التخلي عن عادة أو ممارسة سيئة.

فوائد تطنيش الزوجة

يستخدم بعض الأزواج أساليب مختلفة لمعاقبة زوجاتهم في أوقات الخلافات، حيث يلجأون أحيانًا إلى العقاب بالصمت أو التجاهل التام كمحاولة لتقويم سلوك الزوجة (العنيدة أو غيرها)، إلا أن ذلك من الناحية العلمية قد يؤدي إلى نتائج عكسية تهدد استمرار الحياة الزوجية.

أظهرت الأبحاث أن التجاهل أو الصمت يُنشط نفس المنطقة في الدماغ التي يُنشطها الألم الجسدي، ما يجعل العقاب من أصعب أنواع العقاب التي يلجأ إليها الزوج ضد زوجته، بالتالي يمكن القول أنه لا يوجد أي فوائد لتجاهل الزوجة بل على العكس يمكن أن يتأزم الموقف أكثر.

يوضح الدكتور كيبلينج ويليامز، أستاذ علم النفس في جامعة بوردو، أن تجاهل الناس غالبًا يُستخدم كعقاب شديد، وقد لا يكون الناس على دراية بالضرر النفسي أو الجسدي الذي يلحق بالآخرين نتيجة هذا الإهمال.

استعرض الدكتور بول شروت، أستاذ دراسات الاتصال، دراسته التي شارك فيها أكثر من 14 ألف مبحوث وكشفت نتائج تحليله المتعمق أن الصمت والإهمال يضر العلاقة بين الزوجين بشكل كبير، حيث يقلل من الرضا عن العلاقة لكلا الشريكين ويقلل من المشاعر الحميمية بينهما كما يقلل من القدرة على التواصل بطريقة صحيحة.

عقاب الزوجة العنيدة في الإسلام

بالنظر إلى تعاليم الدين الإسلامي نجد أنه يجب على الزوجة طاعة زوجها في كل شيء إلا إذا أمرها بعصيان الله سبحانه وتعالى، يجب عليها أيضًا أن تسعى جاهدة لتلبية احتياجات زوجها بكل طريقة ممكنة، كما بيًن الدين الحنيف كيفية معاقبة الزوجة العنيدة أو التي تعصى أوامر زوجها، على النحو التالي:

  • يجب أولًا تحذير الزوجة التي ترفض الامتثال لرغبات زوجها بالكف عن أفعالها.
  • إذا استمرت في معصية زوجها، الخطوة الثانية التي يجب اتخاذها هى التوقف عن تقاسم فراشه معها ووقف العلاقة الزوجية.
  • الخطوة الثالثة هى الضرب الخفيف إذا ثبت أن الخطوة الثانية غير كافية، لكن يجب الوضع في الاعتبار أن الغرض من الضرب غير المبرح هو إعادة تأسيس السلطة للزوج وليس إلحاق الألم بالزوجة، لذلك لا ينبغي له أن يضرب زوجته على وجهها أو بطريقة تترك علامة مستديمة على جسدها، قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز:

»واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلًا إن الله كان عليًا كبيرًا«

إذا فشل التحذير وهجر الزوجة العنيدة في إحداث أي تأثير عليها، في مثل هذه الحالة يمكن أن يلجأ الزوج إلى تقويمها ومعاقبتها عن طريق الضرب، فهذا النوع من العقاب مطلوب لإعادة المرأة إلى رشدها، لكن بالضوابط المذكورة بالأعلى في الخطوة الثالثة.

علاج المرأة العنيدة في الإسلام

من المفترض عدم اللجوء إلى معاقبة الزوجة العنيدة إلا بعد بذل محاولات للتغلب على عنادها عن طريق معاملتها بطريقة صحيحة تدفعها تلقائيًا إلى التخلي عن هذا العناد، القرآن الكريم والسنة النبوية فيهما الكثير من المبادىء والتعاليم التي تعد بمثابة إرشادات للتعامل مع الزوجة سواء العنيدة أو بشكل عام:

  • الصبر

الخطوة الأولى للتعامل مع الزوجة العنيدة هى الصبر عليها، خاصة في بداية الحياة الزوجية التي لا يزال يتعرف فيها كلا الطرفين على طبائع شريكه، يجب ألا ننسى أن الله سبحانه وتعالى حثنا على الصبر ومدح الصابرين، كما قال في القرآن الكريم:

»يا آيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرهًا ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا« (النساء، 19)

  • النظر للمميزات

من المؤكد أن الزوجة العنيدة لديها مميزات أخرى، لذلك يجب على الزوج أن يحاول قدر الإمكان تجاهل هذا العيب والنظر إلى مميزاتها الأخرى، كما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):

»لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضى منها آخر«

  • التسامح

يمكن للزوج أن يتسامح مع الأخطاء البسيطة التي يمكن أن ترتكبها زوجته بسبب عنادها، لتجنب المشاحنات والتقليل من حدة الخلافات قدر الإمكان، قد قال الله (عز وجل) في القرآن الكريم:

»خذ العفو وأمر بالعُرف وأعرض عن الجاهلين« (الأعراف، 199)

الطريقة الصحيحة للتعامل مع الزوجة العنيدة

يمكن أن يؤدي التعامل مع الزوجة العنيدة بجفاء أو شدة إلى استحالة استمرار الحياة الزوجية بين الطرفين بسبب كثرة المشاحنات، بالإضافة إلى النصائح السابقة يمكن اتباع عدة نصائح أخرى للتعامل مع الزوجة العنيدة نوضحها فيما يلي:

  • الإحسان إليها ومدحها

تلجأ المرأة إلى العناد في الغالب لأنها ترى أنه وسيلة لحماية نفسها من شر معين متوقع، لذلك من المهم أن يُحسن إليها الزوج ويمدحها ويثني على مميزاتها الأخرى كي تتخلص من القلق أو الألم الداخلي الذي يدفعها إلى العناد.

  • منحها الثقة الكافية

من أهم أسباب لجوء الزوجة إلى العند شعورها أن زوجها لا يثق بها، لذلك لا بد من التأكيد لها دائمًا على الثقة في أخلاقها وتفكيرها وقدراتها المختلفة، الأمر الذي يعزز ثقتها بنفسها مرة أخرى وربما يدفعها إلى التخلي عن عنادها.

  • تجنب الأمور الخلافية

لا يوجد شخص يُعناد بشكل مطلق، لذلك يجب أن ينتبه الزوج إلى الأمور الخلافية التي تثير عناد زوجته ويحاول تجنبها قدر الإمكان، لأن النقاش فيها مرارًا وتكرارًا يؤدي إلى تفاقم الخلاف وزيادة العناد بين الطرفين.

  • تعزيز شعورها بالأمان

فقدان المرأة للأمان يدفعها إلى العناد كمحاولة للتأكيد على قوتها، يمكن للزوج تعزيز شعور زوجته بالأمان عن طريق القيام بالأشياء التي تؤكد لها أنها ذات أهمية ووجود في حياته، الأمر الذي ينعكس بشكل إيجابي على حياتهما الزوجية بصفة عامة.

أسماء أبو بكر

أسماء أبو بكر

عن كاتب المقال: صحفية مصرية حاصلة على كلية الإعلام من جامعة القاهرة، تهتم بشؤون الطلاب